• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 05 أيلول/سبتمبر 2013

ساحرة بورتوبيللو رواية الكاتب باولو كويليو

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ان المفهوم العام لرواية بابلو كويليو ( ساحرة بورتوبيللو ) ، تتضمن مقولة جميلة تقول : الحياة ليست سوى صراع بين الحلم والحقيقة ، أثينا تبعت قدرها لكن الدنيا لم تكن جاهزة لتقبّلها .

يعتبر بابلو كويليو روائي وقاص برازيلي وواحداً من اكثر الكتاب المعاصرين قراءةً ، وظاهرة حقيقية في عالم النشر ، نشرت مؤلفاته في اكثر من 150 دولة ، وترجمت الى 63 لغة وبيع منها اكثر من 58 مليون نسخة ، وأمام فوزه بتقديرات كثيرة ، حصل عليها من بلدان متعددة ، حّياه النقاد بتحية خصّوا بها اسلوبه الشعري الواقعي الفلسفي ، و ( لغته الرمزية  التي لا تخاطب عقولنا فحسب ، بل تخاطب قلوبنا أيضاَ ) أما طريقته في السرد ، فانها قادرة على إلهام الأمم ، تتميز رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه مستعملا شخصيات ذوات مواهب خاصة ، لكن متواجدة عند الجميع ، كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية كما في رواية الخيميائي لتمثيل أحداث قصصه ، وقد عين سنة 2007 م رسول السلام التابع للامم المتحدة .

في روايته ( ساحرة بورتوبيللو ) لا يشبه كويليو الاّخرين في هذه الرواية ولا يشبه حتى نفسه ! اسلوب جديد بل فتح في عالم الرواية المعاصرة .

أثينا بطلة روايته هذه طفلة الميتم الغجرية التي تتناوب على جسدها أنياب البرد في رومانيا ..تتبناها اسرة لبنانية مرمة ، معروفة دبلوماسياَ ! تتمرّد .. تتخطى الحدود الحمر بحثاً عن ماضيها . تسطو على عقول الكثيرين من مديري مصارف وممثّلي مسرح واصحاب شأن ، لتجعل من بيروت ولندن ودبي وترانسلفانيا مسرحاَ لأفكارها الغريبة وقدراتها الفذّة . تنسج علاقات كثيرة بعضها مريب ، وتختفي في ظروف غامضة .

في هذه الرواية يستمر كويليو في مداعبة المكامن الخطرة من النفس البشرية . ويعبث بفتيل الحياة ، ليكشف عن طاقة الانسان الكامنة ، ويبيّن كيف تتحرّك وتنطلق بموجُه ومن دون موجُه .

اٍفادات يدلي بها مجموعة من شهودٍ على الفاتنة العشرينية أثينا ، يتحدث فيها كل منهم عن مشاهد من علاقته بها دون علم من الاّخرين لتتشكًل بخيوط خفية متقنة شخصيةُ مكتملة واحداثٌ متكاملة مثيرة ، مدهشة ومخيفة أحياناِ .

تحسب أن باولو كويليو قال كل شيء ، لكنه يأتيك من الجهة التي لا تتوقع مجيئه منها ، ليحدثك بالموضوع الحرج الذي لا يخطر لك أنه سينفض الرماد عنه يوماَ .

ان مشكلة أثينا العظمى بطلة هذه الرواية أنها امرأة من القرن الثاني والعشرين تحيا في القرن الحادي والعشرين ، من دون أن تتستّر على هذا الواقع ، هل دفعت ثمناَ ؟ بالتأكيد دفعت ، لكنها كانت لتدفع ثمناَ أغلى لو أنها قمعت نفسها الأثيرة الحقيقية ، كانت لتشعر بالمرارة والإحباط ، وبالقلق على الدوام ( لما قد يظن الأخرون ) ، والقول ( سوف أحلّ هذا وذاك أولاّ ، ثم سأكّرس نفسي لحلمي ) ، والتذمّر أن ( الظروف لا تكون ملائمة أبداّ ) .

( هذا ما درجت أثينا على قوله ، لكنها تصّرفت بشكل مُغاير ، لأنها استغلتني وتلاعبت بي من دون أن تقيم وزناّ لمشاعري . كانت أثينا معلّمتي ، مسؤولة عن تمرير الألغاز المقدّسة ، بإيقاظ  القوة المجهولة التي نمتلكها جميعاً ، عندما نركب عباب هذا البحر المجهول ، نثق ثقة عمياء بمن يرشدنا ، معتقدين أن مدى معرفتهم يفوق معرفتنا ) .

ان هذه الرواية الرائعة تعطينا درساً بالغ الاهمية في كيفية قراءة الانسان للزمن قراءة صحيحة وناضجة ، وعدم التسرع في اتخاذ القرار، الذي تؤول علية حياتنا ومستقبلنا ، وكيفية استغلال قدراتنا الخلاقة في الطريق السليم وفي عمل الخير والصلاح . ان الدروس المستقاة من هذه الرواية ايضا بان الناس يوجدون واقعاَ ليصبحوا من بعدها ضحايا لهذا الواقع الذي أوجدوه . أثينا تمرّدت على هذه الحقيقة ، ودفعت الثمن غالياّ .

هذه الرواية كانت ضمن مجموعة روايات اشهرها ، الرواية العالمية ( الخيميائي ) ، فيرونيكا تقرر ان تموت ، على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت ، حاج كومبوستيلا ، الجيل الخامس ، الشيطان والانسة بريم ، أحدى عشرة دقيقة .. ، الزّهير .

تبقى روايات بابلو كويليو شابة تنبض بالحياة مهما طال الزمن ، مع ارق تحياتي .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014