• Default
  • Title
  • Date
السبت, 02 تشرين2/نوفمبر 2013

معنى التقدير

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

 

التقدير ، عبارة عن استدراك الماضي لشخصية من الشخصيات كأن تكون ادبية اوعلمية او تاريخية .. وغيرها ، وهو لون من الوان التقدير الادبي والانساني لشخصيات جديرة بالاحترام والتقدير والاعتداد ، وهي بعيدة كل البعد ان تكون ذات طابع رثاء ، فليس فيها تعزية او بكاء او حديث مطول عن فلسفة الفناء والبقاء ، ولا تدخل كذلك في تصورات الرثاء ،  المدح بصيغة الماضي ، كما اراد النقد القديم لها ان تكون ، هي اذاً كلمات تنبعث من تقدير الابداع والمواقف النبيلة لشخصيات اضحت جزءاً من الارث الحضاري للانسانية ، والاعتراف الضمني بدورها الريادي الادبي والتاريخي ، بغض النظر عن جنسياتها وقومياتها ومعتقداتها ، لقد تنوعت الشخصيات فهناك الادباء والفلاسفة والباحثون والموسيقيون والقادة العسكريون .

 لقد حظي الاديب الانكليزي الشهير وليم شكسبير (ت.1616 ) بالاهتمام الاوفر ، وهو احد الامثلة الذي تناولتة اقلام كُتاب الشعر العربي الحديث منهم احمد شوقي وحافظ ابراهيم ، ان المكانة المرموقة التي يتمتع فيها وليم شكسبير الذي يأتي بأكثر من سياق باعتباره صاحب قلم صارم في مواجهة الشرور ، بارع في تصوير الطباع ودقائق المشاعر ، والامثلة وفيرة من اعماله المعروفة في اطار فكري قريب ، وتقف دليلاً على رأيه ، وهي تزداد توهجاً وجدة كلما قدم العهد بها ، وكأن صاحبها ينظر بعين الغيب في كل امة وفي كل عصر ، ثم يكتب شعره العبقري . واظهار ثقافته والادلال بها ، وتطعيم ابياته الشعرية بمفردات ثقافة الاخر ويشبه حافظ ابراهيم شعر شكسبير بالانجيل ، ولشكسبير مقولة جميلة تقول : ( عندما لا تجد أحد يسمعك ، اكتب فالورقة كفيلة بأن تنصت لقلمك ) . والتي تعطي سماته الشعرية منطلقا للاستطراد والتأمل في الحياة وطبائع النفوس البشرية . وتتجلى مهارة شكسبير في سيطرته على نوعي الدراما ، المأساة والملهاة ( مفتاح المسرة والأسى ) وذلك الخيال الجبار الذي أقام عوالم زاخرة بالحياة ، تضارع الواقع او ( دنيا الحقائق ) وان خياله العاصف أوثق ما يكون صلة بالواقع ، عندما نقف عند دقائق المعاني في أدب شكسبير ، وكان في رأي الاستاذ العقاد – صاحب تراجم العظماء – يرى فيه أن ( الورقة التي تحمل لنا صورة متقنة أو نوطة موسيقية رائعة أو قصيدة شعرية بليغة او قطعة من قطع الأدب الخالدة - هي ذخيرة أنفس من معاهدة تشهد لنا بالاستقلال ، لان الورقة التي تشهد للأمة بلطف الحس وسلامة الذوق وحب الجمال ، وتعبر عن قدرتها على الابداع وعلى الابتكار وعلى البلاغة في الفهم والتعبير هي شهادة حق من تكوين الأمة في صميمها .

وهذا المشهد يتكررمع مع شاعر و كاتب فرنسا الكبير ( فكتور هيجو ) انطلاقا من الملامح المستقرة للشخصية الادبية التراثية التي كان يطل بها ، كما جاء في قصته ( البوساء ) ويرى ان النفوس في واقعه المعاصر مازالت تضج بالطمع والشرور والاحقاد . وتنطبق نفس المعاناة على روابات الكاتب الروسي القدير ليو تولستوي ، كما ذكرها في روايته الخالدة ( الحرب والسلام ) التي تروي قصة المجتمع الروسي في عهد نابليون . او الشاعر الايطالي دانتي اليجيري في ملحمته الكبرى ( الكوميديا الالهية ) الذي قالوا عنه كبار النقاد ( دانتي وشكسبير اقتسما العالم ولا ثالث لهما ) ، والشاعر الالماني ( يوهان جوته ) المعروف بغوته ( 1749- 1832 م ) ، الذي يعتبر احد اشهر ادياء المانيا المتميزيين ، ومن اعماله الخالدة ( فاوست) ذات الاجزاء الثلاثة ومن رواياته المتميزة ( الام فارتر ) ، اتخذ نفس المنحى في الابداع حيث فتحوا بيته مزاراً ومتحف في مديتة فرانكفورت الالمانية  لعرض اّثاره الادبية  الخالدة . اذاَ يحتاج لنا وفقة تقدير وفخر واعتداد واحترام لكتّابنا ومبدعينا من الرواد وفي كافة المجالات لاظهار الوجه المشرق  لما قدموه لنا في سبيل اعلاء الشان المندائي وثقافته الرائدة ، مع تقديري .

المصادر

-مجلة الهلال / سبتمبر / 1950م .

- الاستاذ عباس محمود العقاد / كتاب صاحب تراجم العظماء .

- د. ايهاب النجدي / استاذ مساعد بالجامعة العربية المفتوحة / الكويت / - وليم شكسبير – الاّخرالغربي في ميزان النقد العربي .

- موسوعة ويكبيديا الثقافية .

عزيز عربي ساجت / المانيا

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014