• Default
  • Title
  • Date
السبت, 02 تشرين2/نوفمبر 2013

الفلوس تُخرِّب النفوس

  ماجد سعيد
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

 

في الأزمان القديمة كان التعامل في الشراء والبيع يجري بالتبادل أيي بضاعة مقابل بضاعة مثلاً أهالي القرية يجلبون ماعندهم من منتجات حيوانية كالبيض والحليب والصوف يبادلونه بما موجود من منتجات المدينة التي يحتاجونها كالمحراث والفأس والمنجل وهكذا وبمرور الزمن ونظراً لتوسع إحتياجات البشر وتنوع متطلباتهم وإتساع التجارة أصبحت الحاجة لإيجاد وسيلة سهلة ورخيصة وتلبي ضرورات الحياة فنشأت العملات ( الفلوس) المعدنية ( كالنحاس والفضة والذهب) أولاً ثم أضيفت الورقية الأسهل والأرخص من المعدنية حيث إنتشر إستخدامها عالمياً وحسب معلوماتي إن أمريكا أول من أقنع السعودية بشراء النفط بالدولار ( بديل الذهب) بعد أن أثبتوا لهم بأن الدولار ممكن الشراء به أية بضاعة يحتاجونها من أمريكا وبذلك توسع إستخدام العملات ( الفلوس) في معظم ومختلف نواحي الحياة وبدأت الفلوس تلعب دوراً مهماً في حياة البشر حتى توغلت في النفوس وأصبحت تهاجم مراكز الضعف عند البشر فلجأ أصحاب الشركات وروؤس الأموال بإستغلال إحتياجات الناس لمضاعفة أموالهم بطرق شرعية أو غير شرعية والمهم عندهم هو نمو وبحجم كبير روؤس أموالهم ولكن هذا المرض وللأسف بدأ بالإنتشار والعدوى بدأت تسري حتى لبعض أصحاب الوظائف والخدمات الإنسانية والمفروض بهم أن يكونوا بعيدين كل البعد عن هذا المرض الإجتماعي والأدهى من كل ذلك بدأ هذا المرض يدخل البيوت والعوائل والإخوة والأصدقاء   حيث  إلتجأ بعض الآباء الى تجميع الفلوس وتكديسها وحرمان العائلة من ضروريات الحياة الكثيرة ورفاهيتهم والبعض الآخر إستخدمها لتلبية رغباته وفي لعب القمار دون الإلتفات الى عائلته والأسوأ بدأت بعض الأمهات تصاب بعدوى هذا المرض ( خصوصاً في بلدان المهجر حيث التحرر المادي وحماية القانون) وبدأت بعض الزوجات  بالتمرد لسبب أو لآخر وطلب الطلاق والإنفصال لأتفه الأسباب والمتضرر الأول هو الأطفال وتشتيت العائلةوتفككها وكان همها الوحيد هو التحرر المادي فقط و تتصور( الفلوس) هي التي  تجلب السعادة دون القيم الأخرى مع الإعتراف بأن الفلوس لها تأثير كبير على رفاهية وسعادة المجتمع ولكن ليس على حساب هدم الأسرة والمجتمع  ..... وتوسعت دائرة هجوم مرض  الفلوس ليشمل شرائح من المجتمع المفروض بهم أن يكونوا محصنين من عدوى المرض فشملت البعض من المحامين والحكام والمعلمين ورجال الدين والأطباء حيث كرسوا جهودهم لتكديس الأموال على حساب الفقراء والمحتاجين والصداقة والعلاقات الإجتماعية... ضاربين عرض الحائط شرف المهنة وقدسيتها  وطبقت عليهم : الفلوس تُخرِّب النفوس --- وحاشى الأغلبية من ذوي النفوس الطيبة وهم كُثر .

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014