• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 08 تشرين2/نوفمبر 2013

أيام لا تُنسى نفق نگرة السلمان الجزء الخامس

  همام عبد الغني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

همام عبد الغني

 

وصلنا " نقار الصخر " , واستؤنف العمل من جديد , وقد ساعد توسيع النفق , كما أشرت في الحلقة السابقة , في تحسين ظروف التهوية , كما ان مجموعة العمل أخذت قسطاً من الراحة , وساعدنا " نقار الصخر " بكسر العارض الصخري بصعوبة بالغة , وكان امتداده يبلغ متراً تقريباً , بعدها كانت هناك منطقة أقل صلابةً , وكنا حين نعثر على بعض الرمل خلال العمل نفرح كمن يعثر على الذهب . بعد جهد جهيد ومتواصل , بدأنا نقترب من سور السجن , وبدأ العمل يزداد صعوبة , حيث يجب ان نكون أكثر حذراً , لكي لا يسمع صوت الحفر خلف السور , كما ان اخراج الأتربة كان يزداد صعوبةً مع ازدياد طول النفق , حيث يجب ان يخرج من نقطة البداية , وهي الفتحة الوحيدة للعمل .

تواصل العمل , مع ازدياد الصعوبات التي كانت تواجهنا , إلا ان توسيع النفق عمقاً وعرضاً حسن ظروف التهوية , كما أسلفت , بيد ان الأعياء والتعب بدأا يظهران على الشباب , ولم يكن بالأمكان تبديل المجموعة بأخرى , لكي لا تتسع دائرة العارفين بالموضوع  , إلا ان الحماس والمعنويات كانت عالية جداً , كما قلصنا فترة البقاء في الداخل لتقليل الجهد والتعب ....واجتزنا سور السجن , حيث كان عملنا أعمق من أساس الجدار , وهنا بدأ عملنا بحذر أشد , إذ ان سيارات حرس السجن ودورياتهم والسيارة الحوضية , كانت تمر فوق رؤوسنا .

في هذه المرحلة شخصت لجنة التنظيم اسماء المجموعة التي ينبغي تحريرها في عملية الهروب , وكانت من عشرة مناضلين , هم :

1- كاظم فرهود 2-سليم الفخري 3- كاظم الصفار 4 -احمد الحلاق 5 -بيتر يوسف 6 - عبد الوهاب طاهر 7 -سامي احمد 8 - سليم حميد ميرزا 9 - ميخائيل حداد 10 - همام عبد الغني .

وتبلغت تلك العناصر بالأمر , لكي تجري عمليات التدريب على المشي , لضمان اللياقة البدنية . وكانت الخفارات الليلية ستارنا لهذا التدريب يومياً . بيد ان هذه المسألة الضرورية , ساعدت على انتشار خبر العملية بشكل واسع ...وحيث ان العمل اصبح خارج سور السجن , كان علينا ان نتأكد من أن صوت الحفر الكهربائي , أوضربات نقار الصخر , أو الأدوات الأخرى , لا تسمع في الخارج وينكشف الأمر . ولهذا تقرر ان نخرج , أنا والمناضل المهندس ناقد الحكيم , الى خارج السجن بحجة تنظيف مجاري المياه القذرة , ومعنا بعض حراس السجن , للتعرف على مستوى الصوت تحت الأرض , فيما اذا كان يسمع أو لا , وثانياً أن نقيس عرض الشارع الفاصل بين سور السجن والأسلاك الشائكة , وقد عد المهندس ناقد عرض الشارع بخطواته , وقدر سعة الأسلاك الشائكة دون ان يلفت انتباه الحراس لذلك , أما الصوت فقد سمعته ضعيفاً جداً , وفسرت ذلك , انه ناتج من علمي بأن عملاً كان يجري تحت أقدامنا في تلك اللحظة . وقد شاركني بقية الزملاء في هذا الأعتقاد , مع أخذ مزيد من الحذر والأنتباه .

تواصل العمل وتجاوزنا منتصف الشارع تقريباً .... بدأت لجنة التنظيم بتشخيص مجموعة المناضلين الذين سيستلمون مسؤولية قيادة السجن بعد مغادرتنا , ووضعنا خطة الأمتناع عن التعداد يوم التنفيذ , واعددنا غطاءً خشبياً لسد الفتحة الخارجية بعد مغادرة آخر مناضل من النفق , يضعه فوق الفتحة وينثر عليه بعض التراب للتمويه. كما فكرنا بإعداد هياكل من الملابس المحشوَة لوضعها في مكان كل واحد منا وتغطيتها ببطانية لكي لا يظهر مكاننا خالياً بعد المغادرة .

تقرر ان يكون الأتجاه نحو بحر النجف , رغم انه الأطول والأبعد , , فالطريق باتجاه السماوة , كان مطروقاً وتقطعه سيارات الشرطة والمسافرين يومياً . واتصلنا بالتنظيم خارج السجن , لتهيئة وسائط نقل تقلنا من آخر نقطة متفق عليها , وقدرنا اننا نحتاج الى ثلاث ليالٍ تقريباً . وكانت خطة العمل ان نسير طوال الليل , ونكمن في النهار تحاشياً للدوريات او الرعاة في الطريق ....وهيئنا الحد الأدنى من احتياجات الطريق من الأكل والماء والملابس المناسبة وبعض المستلزمات الطبية , اضافة لبعض الأسلحة البسيطة " سكاكين " , كما هيئنا بوصلة لمعرفة الأتجاه الى جانب خارطة جيدة للمنطقة رسمها بعض المناضلين العسكريين السجناء .

تأجج الحماس وارتفعت المعنويات , بعد صدور أول بيان من  "جبهة الكفاح المسلح " في اهوار الچبايش بقيادة المناضل الشهيد خالد احمد زكي . وكانت قوى سياسية متعددة تتسابق لإسقاط نظام عبد الرحمن عارف , الذي كان في غاية الضعف عام 1967 .

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014