• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 28 تشرين2/نوفمبر 2013

شيركو بيكه س واسفاره في محطات الشعر

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ولد هذا الشاعر الكردي الكبير في مدينة السليمانية عام 1940م ، الذي قرأنا له الكثير من خلال دواوينه المترجمة الى العربية ، ومجموعاته الشعرية الجميلة المتعددة منها ( مرايا صغيرة ، نغمة حجرية ، مضيف الفراشات ، سفر الروائح ، اناء الالوان ، الكرسي ، ملك الكلام ، مقبرة الفوانيس ، ساعات من قصب ، ... وغيرها ) وكانت اخر مجموعة شعرية نشرت له قبل وفاته بأيام تحمل عنوان ( استعجل .. ها قد وصل الموت ) ، وقد صدرت له عدة مسرحيات منها ( مسرحية كاوا الحداد ، والغزالة ) وقام بترجمة قصة الشيخ والبحر للروائي الامريكي القدير ارنست همنغواي من العربية الى اللغة الكردية ، وقد تزامن وجوده مع شعراء اكراد كبار منهم حسين مردان ، وعبد الله كَوران وغيرهم من الشعراء الرواد الكرد المعاصرين ، لقد تناول النقاد كتاباته ودواوينه الشعرية بالنقد والتحميص لما تحويه من ثر الكلمة والمنهج والاسلوب الرصين المعبر في اكثر من موضع عن معاناة وطنه وشعبه المهدد والممزق بين الدول والكيانات ، التي اخذت قسطاً كبيرا من قلبه ووجدانه ومصادر الهامه ، ، لقد وسّع من مروحة كتاباته الشعرية لتتناول الحب والزمن والغربة والضياع والمنفى والحرية بقدر تناوله للحياة اليومية الرتيبة ، فهو ينتقل من مكان الى اخر وحسب تجربته الابداعية في مجال الشعر والادب ، ولا ننسى هذا الشاعر القدير كيف تطرق الى المرأة وفي اكثر من مناسبة والى دورها المٌميز في العشق وفي النضال والتي جاد في وصفها من خلال اشعاره الرائعة ، ولم يكتف بأفراد قصائد مستقلة للنساء اللواتي احبهن على امتداد حياته ، بل تبدو قصائده جميعها مخترقة بذلك السهم الوردي الأخاذ الذي تسدده الانوثة بأستمرار الى قلب الشاعر وروحه التي كانت مهددة دائماً بالرعب والغربة والعطش والمرض والحرمان ، كان صوتاً للمرأة المناضلة التي تبحث عن الحرية وعن المساواة والاحترام والتقدير بالاضافة الى كونه صوتاً للحب والعاطفة .


ان من يتابع اسفار شيركو بيكه س يلاحظ ثراء لغته الشعرية وخصوبة مخيلته ، ، فضلا عن اشعارة الغنائية المفعمة بالعذوبة واسلوبه السحري المُبهِر ، كان يتغنى دائماً بشوارع كردستان الجميلة وعاشق الفراتين . لقد كتب عن الألم العربي وحلم الحرية الذي يجمع الكرد مع العرب بالاضافة الى التاريخ والجغرافية والوجود والمصير ،
منذ ان اصدر ديوانه الاول 1968م ولتتجاوز مؤلفاته الثلاثين مجموعة وكتاب ضمن قصائده الغنائية والمسرحيات الشعرية والنصوص الحره والقصص الشعرية ، وترجمت مختارات منها الى اكثر من عشر لغات في العالم ، ومن اقواله : ( لقد تزوجت الشعر وهذا اكبر من الشغف اليومي ) . توفى الشاعر شيركو بيكه س عن عمر ناهز ( 73 ) عاماً في مملكة السويد وفي احد مستشفيات ستوكهولم يوم 4 / أب / 2013 . وقد صدر كتاب خاص عن تجربة الشاعر وسيرته الشخصية والابداعية باسم ( النجار الذهبي ) لمؤلفه سليم بركات والذي صدر عن دار الزمان في دمشق ، ومؤسسة (ره نج ) في السليمانية وبنفس العنوان ، قبل وفاته نال جائزة توخولسكي السويدية للاداب تثمينا لدوره الريادي في الثقافة والادب العالمي .

المصادر:
- شوقي بزيع / شاعر وناقد من لبنان / مختارات من الشاعر الكردي شيركو بيكه س .
- خالد سليمان / رحيل أبي الشعر الكردي المعاصر / عن العالم البغدادية .
- مروان على / شيركو بيكه س شاعر كردستان .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014