• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 22 كانون1/ديسمبر 2013

الترجمة من وإلى المندائية

  فهيم السليم
تقييم هذا الموضوع
(2 عدد الأصوات)


هذا حديث جله مستل من أحاديثي ونقاشاتي مع أم المفاهيم المندائية ناجية المراني(وعذراً للأخت أمل داخل لأنني إستعرت تعبيرها الجميل المعبر) فالمعلمة الكبيرة كان لديها وضوح تام في قضية الترجمة من وإلى المندائية ألخصه بالتالي :
أولاً :أن يكون المترجم ذا إلمام تام باللغة المندائية وقواعدها وسيطرة كاملة على مفرداتها في الجمع والتثنية والإضافة والإشتقاقات من الفعل الى الإسم الى الصفة ومواضع
التحوير اللفظي والمكتوب التي طرأت على المندائية بنت الآرامية بسبب تداخلها مع العربية والفارسية
ثانياً :أن يكون المترجم ذا إلمام تام باللغة العربية وقواعدها وسيطرة كاملة على مفرداتها وقواعد الإعلال والإبدال والنحت والتحوير والإلصاق حيث أن الأبجدية المندائية تقع بالكامل ضمن الأبجدية العربية وظلال العربية تنعكس بشكل كبير ومؤثر على المندائية.
ومن يريد التأكد من ذلك فليعد الى ترجمتها لمقدمة الكنزاربا وباقي البوث في كتابها (مفاهيم صابئية مندائية) ليجد بسهولة أنها تغترف من العربية كلمات نُسيت وإندثرت لكنها مقابل حرفي للمفردات المندائية.أغلب هذه المفردات غير متداولة في عربية اليوم بمعانيها الأصلية بينما بقيت في المندائية لأنها لغة جامدة لم تتطور.
كانت المعلمة الكبيرة متوجسة كثيراً من قضية الترجمة إلى العربية وترى في الترجمة من ترجمات (مندائية-إنكليزية)أو(مندائية-ألمانية) إشكالية كبيرة مصدرها واضح وهو أنك تترك ترجمة مباشرة بين لغتين متقاربتين جداً جداً في الروحية والفكر والجغرافيا إلى ترجمة من لغة هندو أوروبية غريبة على جميع المستويات.
من الواضح الجلي أن أغلب الترجمات لم تمتلك جزءً مما ورد أعلاه ويستطيع أي ملم إلماماً ممتازاً بالعربية أن يتلمس ذلك حتى لو كان لا يعرف المندائية ويقرأ المندائية مكتوبة بحروف عربية.
وإليكم مثلاً واحداً
نص مندائي
طوبى لمن سبر من هكمتاك وتفارق من
طرار و شجشا من أد هازن ألما

الترجمة العربية

طوبى لمن سبر من حكمتك وتفارقَ من

طَرِّ وسَجَسِ هذا العالم
سجس العربية المندائية بمعنى عكر وأصلها أكدي شجاشو(أنظر مفاهيم صابئية مندائية مادة شجش ص 264)
كما أنني حافظت على إستخدام كلمة تفارق بمعنى تخلّص فهي تعطي المعنى العربي
وتلاحظون أن التماثل هو بنسبة 100% وكذلك دقة الترجمة المذهلة فكل مرادفات المصدر (طر يطر طرّاً) ولمن يريد فليتأكد من المعاجم حول طرّ يطر طرّا مثل شقاق وغيرها لا تعطي المعنى ونحن نستخدمها في العامية فنقول ( اﻟﮔلب مطرور طر) وهو شق معنوي وليس مادي وكذلك فإن تفارَقَ المندائية العربية (نستعملها بنصها في العامية تفارﮒ) أجمل وأكثر تأثيراً من تخلص أو تباعد .
أما سجس ومعناها عكر(وقد قضيت ساعات في التقصي عن عربيتها وعلاقتها بالمعنى المقصود ) فلا أدري ما أقول عنها فهي من جانب متروكة منذ أمد سحيق رغم أنها جزء من سلسلة من الأفعال العربية قوية الصلة بها وبمعناها مثل سجف وسجا وسجم لكنني أحس أنها أكثر تعبيراً من أذى فالعكرة والتعكير (إقرأوا باقي المعاني في المعاجم) هو نوع من الأذى لكن فيه ظلال أعمق لأنه يوحي بعدم صفاء وضبابية وعدم وضوح وإختلاط الأشياء والمفاهيم في هذا العالم وهذا كما أظن ما أرادت هذه البوثة أن تقوله
والآن عودوا لقراءة البوثة بالترجمة العربية مرة أخرى وستجدون أنها أروع وأكثر تأثيراً ووقعاً في النفوس

طوبى لمن سبر من حكمتك وتفارقَ من

طَرِّ وسَجَسِ هذا العالم

أتمنى أن أسمع أراء المتخصصين أنا الهاوي

الدخول للتعليق