• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 03 آذار/مارس 2015

تاريخ الصابئة

  رمزية فندي
تقييم هذا الموضوع
(3 عدد الأصوات)

اختلف الباحثون في تاريخ الصابئة :
1. فقال بعضهم إنهم من الكلدانيون وهم أول من سجد للأصنام، وقد فعل ذلك لهم نينوى بن نمرود بن نوح ملك الآشوريين، و ( باني ) هي مدينة نينوى، وذلك سنة ( 2059) قبل الميلاد، وأمر الناس بعبادته فاقتدت الصابئة بهم.
2. وقال البعض أنهم من السريان، وقد تعربوا بعد الفتح،وحافظوا على لغتهم وعوائدهم الدينية.أما لغتهم فيزعمون أنها سريانية – لذلك تجد في كتبهم المقدسة العبارات مشوبة باللغة العربية والفارسية وغيرهما. .
مساكنهم :
كانت الصابئة في مبدأ أمرها تسكن مدينة حران وقد زعموا أنها أول مدينة بنيت بعد طوفان نوح – ويسمونها ( حران سفلايي ) أي حران السفلى .
قال في المعجم لياقوت : (( هي مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي قصبة ديار مضر، بينها وبين الرها يوم، وبين الرقة يومان، وهي على طريق الموصل والشام والروم، قيل سميث بهاران أخي إبراهيم – عليه السلام – لأنه أول من بناها فعرِّبت فقيل حران.
وتعتبر حران هي أول منازل الصابئة، ومن منازلهم قرية تابعة لحران تسمى (ترع عوز)، العينان مهملتان والواو ساكنة، قرية مشهورة بحران من أبناء الصابئة، كان لهم هيكل، وكانوا يبنون الهياكل على أسماء الكواكب، وكان الهيكل الذي بهذه القرية باسم الزهرة، ومعنى (ترعوز) بلغة الصابئة باب الزهرة، وأهل حران في زماننا يسمونها ( ترعوز)، وينسبون إليها نوعاً من القثاء عذباً يزرعونه بها... وقد جرت حروباً عنيفة مع أهل حران، ففروا إلى طور ( ماداي ) – جبل قيل بحران وهو شمال بين النهرين – فسكنوها.
ومن مساكنهم القديمة ( طيب ماثة ) – وهو جبل يسمى بجبل حسين قولي خان – حيث أنهم عثروا فيه على آثار قديمة مكنوزة تعود لملتهم، وقد جاء ذكر ذلك في كتاب (( النفوس )) من كتبهم المقدسة.
وقال بعضهم من مساكنهم القديمة أيضاً ( مندلجين ) كان فيها مايقارب من أربعين كنيسة، وقد ذهبت حينما وقعت بأيدي المسلمين.
ومن مساكنهم القديمة : أنهم كانوا في مصر، وقتلهم المصريون،فخرجوا منها فارين إلى البلاد الفارسية، وقتلهم الفارسيون أيضاً، ثم انتقلوا إلى العراق فسكنوه حتى اليوم، ولذلك تجد في لغتهم الفارسية والعربية، وقد سكنوا اليوم محال كثيرة كناصرية المنتفك والعمارة والبصرة وسوق الشيوخ وكرمة بني سعيد والجبايش والمحمرة والأهواز وناصرية العجم، وقليل منهم في بغداد سكنوها بعد الاحتلال البريطاني.
ويبلغ عدد رجالهم جميعاً تقريباً ( 500 ) رجل .
فرق الصابئة :
عرفت عقيدة الصابئة شأن الكثير من المعتقدات فرقاً متعددة، والتعرض للوقوف على فرق الصابئة يعد من أهم مايلزم الباحث في عقيدتهم وفي غيرها من الأديان للوقوف على منشأ تلك التجزئة، ومبعث ذلك التقسيم.
وقد تطرق العلماء القدامى والمحدثون إلى تقسيم (( الصابئة )) وبيان الفرق التي نشأت منها، إلا أن القسم الأغلب من أولئك الباحثين كان معتمداً في بحثه على غيره، ولعل أحسن من توسع في هذا البحث، وبين فرق الصابئة على اختلافهم وأنواعهم مستنداً على العقل والنقل هو (( الإمام أبو الحسن علي بن محمد المكنى بأبي علي سالم بن سالم التغلبي الفقيه الأصولي الملقب بسيف الدين الآحدي المتوفى عام 631هـ )) فقد ذكر في مخطوطه كتاب (( أبكار الأفكار)) أن أشهر فرق هذه النحلة أربع وهي:
الفرقة الأولى ( أصحاب الروحانيات ) : وقد زعم هؤلاء أن أصل وجود العالم يتقدس عن سمات الحدث وهو أجل وأعلى من أن يتوصل إلى جلاله بالعبودية له والخدمة من السفليات وذوات الأنفس المنغمسة في عالم الرذائل. وإنما يتقرب إليه بالمتوسطات بينه وبين السفليات، وهي أمور روحانية مقدسة عن المواد الجرمانية، والقوى الجسمانية، والحركات المكانية، والتغيرات الزمانية في جوار رب العالمين مجبولون على تقديسه وتمجيده وتعظيمه دائماً وأبداً.
وزعموا أن الكواكب الفلكية هي هياكل هذه الروحانيات، وإن نسبة الروحانيات إليه في التقدير والتدوير نسبة الأنفس الإنسانية إلى أبدانها،وأن لكل روحاني هيكل يخصه، ولكل هيكل فلكاً يكون فيه.
الفرقة الثانية ( وهم أصحاب الهياكل) :
فإنهم قالوا: إذا كان لابد للإنسان من متوسط فلابد أن يكون ذلك المتوسط بما نشاهده ونراه حتى يتقرب إليه، والروحانيات ليست كذلك، فلابد من متوسط بينها وبين الإنسان، وأقرب ما إليها هياكلها فهي الآلهة والأرباب المعبودة، والله تعالى رب الأرباب، وإليها التوسل والتقرب، فإن التقرب إليها تقرب إلى الروحانيات التي هي كالأرواح بالنسبة إليها.
ولاجرم أنهم دعوا إلى عبادة الكواكب السبعة السيارة، ثم أخذوا في تعريفها، وتعريف أحوالها بالنسبة إلى طبائعها، وبيوتها ومنازلها... ثم تقربوا إلى كل هيكل وسألوا بما يناسبه من الدعوات... والهياكل عندهم أحياء ناطقة بحياة الروحانيات التي هي أرواحها ومتصرفة فيها.
الفرقة الثالثة ( أصحاب الأشخاص) :
وهؤلاء زعموا أنه إذا كان لابد من متوسط مرئي فالكواكب وإن كانت مرئية، إلا أنها قد ترى في وقت دون وقت، لطلوعها وأفولها، فدعت الحاجة إلى وجود أشخاص مشاهدة نصب أعيننا تكون لنا وسيلة إلى الهياكل، التي هي وسيلة إلى الروحانيات،التي هي وسيلة إلى الله تعالى، فاتخذوا لذلك أصناماً مصورة على صور الهياكل السبع، ودعوه وسألوه بما يناسب ذلك الكوكب في الوقت والمكان.
الفرقة الرابعة ( الحلولية) :
وهؤلاء زعموا أن الإله المعبود واحد في ذاته،وأنه أبدع أجرام الأفلاك ومافيها من كواكب، وجعل الكواكب مدبره بما في العالم السفلي.
فالكواكب آباء أحياء ناطقة، والعناصر أمهات، وما تؤديه الآباء من الآثار إلى الأمهات تقبلها بأرحامها، فتحصل من ذلك المواليد وهي الكواكب والأله تعالى يظهر في الكواكب السبعة، ويتشخص بأشخاصها، من غير تعدد في ذاته، وقد يظهر أيضاً في الأشخاص الأرضية الخيرة الفاضلة، وهي ماكان من المواليد... وزعموا أن الله تعالى يتعالى عن خلق الأشياء الخسيسة الدنية كالحشرات الأرضية ونحوها.
وأخيراً يتضح لنا أن اسم الصابئة أو الصابئين ليس خاص بطائفة معينة، وإنما هو اسم عام يندرج تحته عدة فرق، لكل فرقة معتقدها الخاص بها وإن كان جميعهم يؤمنون بوجود الله الخالق.
ويمكن تقسيم الصابئة إلى :
1. الصابئة المندائيون – أصحاب الروحانيات .
2. الصابئة الحرانيون – أصحاب الهياكل.
3.) الصابئة الهنود – أصحاب الأصنام ( الأشخاص .
والفرقة الأولى – الصابئة المندائيون – هم الفرقة الحية الموجودة حالياً في العراق وإيران، وأما الفرق الأخرى فلم يعد لها وجود وكان آخر الفرق المنقرضة الصابئة الحرانية.

الدخول للتعليق