• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 05 تشرين1/أكتوير 2015

الرسته المندائية

  الترميذا د.عصام خلف
تقييم هذا الموضوع
(2 عدد الأصوات)

بشميهون إد هيي ربي
إلى من يقرأ رسالتي هذه
أسوثا نهويلخون

الرستة: والكلمة تعني "رداء الحق". هو الرداء الديني الذي يستعمله المندائيين في جميع الفعاليات الدينية. إن كلمة الرستة تعني الرداء النوراني الذي بدونه لا يجوز للمندائي الدخول لعالم النور بعد الوفاة. يكون قماش الرستة من القطن النقي (الخالص) الأبيض وهناك نصوص عديدة تؤكد بأن الرداء الديني للمندائي يجب أن يكون أبيض
ظهر الرداء الديني الأبيض كجزء مهم جداً لدى الرافدينيين القدماء عند القيام بالطقوس الدينية . وهناك بعض الوثائق المتحفية المتوفرة حالياً تؤكد بأن ذلك الرداء (المشابه إلى حد كبير أو مطابق في بعض الأحيان إلى الرسته المندائية) استعمل من قبل ملوك بلاد الرافدين بالألف الثالث قبل الميلاد (أو أقدم). كما ظهر استعمال الملابس البيضاء "كملابس طقسية" بالعهد القديم/التوراة في: الخروج؛ الجامعة؛ حزقيال؛ زكريا. كذلك استعملتها بعض الشعوب الآخرى...الخ
ملاحظات عامة على الرسته
أولاً: لا يوجد مخطط (رسم توضيحي) بجميع كتبنا الدينية يبين شكل الرسته بتفاصيلها بالضبط. وان الجزء الوحيد الذي تم الإشارة له بوضوح هو "الهميانه" وقليل على الدشّه، والشروال دون إعطاء تفاصيل أو معلومات على كيفية فصالها أو خياطتها.
ثانياً: انا امتلك رساتي قديمة من العراق وإيران غير متطابقة بالفصال خاصة الشروال. ولحد هذه اللحظة نشاهد إختلافات بين هذه المنطقة أو تلك بفصال الرسته.
ثالثاً: ان العراق وإيران مختلفان هذا اليوم على شكل القماشي وهو الرسته الذي يستعمل كرداء للميت.
رابعاً: هذا اليوم وبسبب نوعية القماش المتوفر بالسوق بدأ التصرف في بعض الحالات بالحافات لأنها تعتمد على عرض القماش.
خامساً: وبسبب عدم توفر القماش القطني الخالص بدأ البعض في بعض الأماكن من إستعمال القماش المتوفر بالسوق المخلوط مع مواد اخرى (مثل البولستر) المحرم طقسياً لدى رجال الدين المندائيين!.
شكل الرسته
ان أهم شيء يدلنا على نوعية فصال الرسته هو اتباع المفاهيم المندائية الفلسفية بعدم القطع/قص القماش. بمعنى ان المندائية تعلمنا بان كل شيء لا نعرف نهايته. لذلك نرى بان حروفنا تبداً وتنتهي بحرف (آ). أو عندما نكتب فان آخر كلمة تنتهي بها الصفحة تعاد كأول كلمة بالصفحة التالية.
وإذا احتوى أعلى سطر بالكتابة على حروف اللام أو الزاي الممدودة فان هذين الحرفين أو أحدهما يجب أن يمتد إلى نهاية الورقة. كل هذه الأمور تعلمنا بأن لا حدود للمندائية.
فلو عكسنا هذه المفاهيم على الرسته لشاهدناها تنطبق على ما نمارسه. في رأيي الشخصي إن أهم المحددات التي يجب علينا اتباعها بفصال الرسته هي الآتي:
أ- الكسيا/الرداء/الدشداسة: أن تكون نهايتها بحافة القماش لا يطولها المقص "غير مقصوصة". حافات الردنين لا يطولها المقص. الدشّه (الجيبين الصغيرتين في أعلى اليمين) لا يطولهما المقص. هذه الأساسيات بالكسيا. أما أية منطقة إضافية تستعمل كحافة للقماش دون القص فهذا جيد. بعض الأخوة يستعملون الحافات من الداخل. وبعضهم (رجال دين العراق يستعملون "طوالز")...الخ كل هذه الممارسات تصب بنفس المفاهيم المندائية التي ذكرتها.
ب- الشروال/البنطلون: حافات الأرجل لا يطولها المقص. الجيبين المتقابلين لا يطولهما المقص. الحافتين المتقابلتين في الحزام وأسفل التكّه لا يطولهما المقص
ج- العمامة: حبذا أن تكون بحافتين ولكننا تعودنا أن تكون حافة واحدة لا يطولها المقص.
د- النصيفة: كالعمامة.
ه- الهميانه:
تعتبر الهميانه من أهم أجزاء الرسته على الاطلاق، حيث نقرأ بإستمرار بأن الهميانه تمثل حزام النور. لذلك ولأهميتها نرى رجال الدين حالياً يقومون بربط الهميانه (فقط دون أي جزء آخر من الرسته) على الملابس العادية بالبراخه وإجراء اللوفاني وتهيئة الطعام مثلاً. وتؤكد التعاليم الدينية المندائية بوجوب حياكة الهميانه من صوف أبيض يؤخذ من خروف ذكر أي "قبل موته" بمعنى أن هذا أمر ديني يجب الإلتزام به. وهذا غير متّبع من قبل المندائيين من الناحية العملية بالمرة. فلا لون الصوف، ولا نوعيته لأن الصوف كان يجلب في بعض الأحيان من السوق المحلي من خرفان مذبوحة (يجوز أن يكون مصدرها المصالخ). من ناحية ثانية اقتصرت حياكة الهميانه (إلى وقت قريب) على رجال الدين حصراً. ولكننا سمعنا بأن حياكتها كانت تتم (أو لا تزال) من قبل أناس غير مندائيين . وهنا أود القول: بأن الهميانه تحتوي على عشرات الخيوط، وما نعرفه بأن الرقم الستيني الذي تتألف منه الهميانه له أهمية بالغة لأنه يمثل أسماء ملائكة نورانيين، يجب ذكرهم من قبل الحائك وقت الحياكة. فالسؤال هو أي إسم ينطقه "غير المندائي"عند حياكة الهميانه المندائية؟
أعزائي
ان اختلافنا الوحيد مع الشعوب التي ذكرتها هو بالهميانه فقط ونحن لا نتبعها في كل شيء.

السؤال الى رجال الدين قبل غيرهم:

(1) من بإمكانه التمييز أو التأكد من مصدر صوف الهميانه "الأبيض" إن كان مطابقاً للنصوص الدينية أم لا؟
(2) هل يتمكن رجل الدين من التأكد من أن هذه الهميانه أو تلك قد تمت حياكتها حسب مواصفات الحياكة الدقيقة؟ بمعنى هل يمكن لرجل الدين التأكد من حياكة الهميانه (والتي هي أهم جزء بالرسته) ونوعية صوفها في وقت الصباغة؟ وهل أنها أصلية أو مزورة؟

وسؤالي للمندائيين بالعالم أجمع: هل سألكم أحد رجال الدين يوماً على نوعية حياكة الهميانه (والتي هي أهم جزء من الرسته) وقت الصباغة؟ مع حبي للجميع

وهيي زكن

الدخول للتعليق