• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013

شجـرة الزيتـون رمز السـلام والحياة والخصوبة

  فائز الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(5 عدد الأصوات)

شجرة الزيتون ( Olea Tree) من الأشجار المعمرة التابعة للفصيلة الزيتونية ( Family :Oleaceae) وهي شجرة دائمة الخضرة ومعمرة يصل إرتفاعها أحيانا" إلى 15 متراً ، أوراقها بسيطة معنقه سهمية متقابلة ذات لون أخضر داكن ( زيتوني ) ، وعادة تزهر الشجرة ثم تثمر بعد أربع الى خمس سنوات وتستمر في إعطاء ثمارها أكثر من ألف عام ، وثمرة الزيتون من الثمار الغضة وتكون الثمرة في البداية خضراء داكنة ثم تتحول إلى سمراء بعد نضجها . تحتاج شجرة الزيتون إلى مناخ معتدل فى فصل الشتاء وجاف فى الصيف ، وإلى كمية كبيرة من الأمطار في فصلي الخريف والربيع ، وهي ظروف مناخية لا تتوفر إلا فى محيط البحر المتوسط لذلك فهذه المنطقة تعتبر من أكثر المناطق ملائمة لنموها . يعيش أشجار الزيتون حياة طويلة، حيث يُعتقد بأن متوسط حياتها قد تمتد من 300 إلى 600 سنة، أو حتى أكثر من ذلك. تُقّدر أعداد أشجار الزيتون الموجودة اليوم فوق سطح الأرض بحوالي 800 مليون شجرة ، تنتمي إلى 400 صنف مختلف من أشجار الزيتون المزروعة في أنحاء العالم . 

البيئة والموطن الاصلي

يقّر العلماء والباحثين بأن شجر الزيتون قد استوطن في البداية أراضي سوريا الكبرى قبل ستة آلاف سنة تقريباً ويعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط هو موطنها الأصلي ألا ان بعض المصادر التأريخية تعتبر أن الظهور الأول لشجرة الزيتون كان في سوريا وبالذات في مدينة أيبلا التأريخية القديمة ، حيث نشأت مملكة أيبلا عند ضواحي مدينة حلب السورية . والتي سيطرت في أوج عظمتها ( 2600-2240 قبل الميلاد ) على كلٍ من شمال سوريا ولبنان وأجزاء من بلاد ما بين الرافدين الشمالية . وقد وُجد العديد من الوثائق في أرشيف مدينة أيبلا القديمة يعود تاريخها لعام 2400 قبل الميلاد وتصف الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والتي تعود ملكيتها للملك والملكة ، وقد اثبت ان حضارة إبيلا أول من عرفت زيت الزيتون ، وقدمت السائل الذهبي لآلهتها . 

و أعتبر سكان حوض المتوسط شجرة الزيتون شجرة مقدسة لآلاف السنين . قدّمت شجرة الزيتون عبر التاريخ بعض الخدمات للعديد من الديانات والثقافات ، وهي تعتبر رمزاً للسلام والحياة والخصوبة . 

وفي وقت لاحق نسب المصريون القدماء الفضل بتعلم الإنسان لزراعة الزيتون والحكمة للآلهة إيزيس .

وقد عُثر على عبوات تحتوي على زيت الزيتون بين القبور المصرية خلال العمليات الحديثة للكشف عن الحفريات الأثرية لهذه القبور.. أما في اليونان القديمة فقد استخدم الرياضيون الأوائل زيت الزيتون لتدليك أجسامهم . أول شعلة أولمبية كانت في الأصل عبارةً عن غصن زيتون مشتعل . 

و كان الرومان أول من نشر زراعة هذه الشجـرة في كل شبه الجزيـرة الإبيرية ، وقد أخذ الأسبان معهم هذه الشجرة أثناء اكتشافهم لأمريكا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين . ويوجد في اسبانيا حالياً اكثر من 215 مليون شجرة ، و تتبوأ إسبانيا المركز الأول في العالم في إنتاج وتصدير زيت الزيتون . واعتباراً من القرن الحادي عشر قبل الميلاد أي في عام 1030 دخل الزيتون إلى أسبانيا، ولأول مرة بواسطة الفينيقيين وعبر البحر آنذاك ، وأنتقلت زراعة الزيتون في القرن السادس قبل الميلاد إلى شواطئ متوسطية عديدة عبر الشواطئ الليبية و التونسية و ساهم الرومان في نشرها في حوض المتوسط و أعتبروها سلاحاً في أيديهم كعامل استقرار للسكان ، أما العرب المسلمون فقد كان لهم دوراً هاماً في نشر و تطوير هذه الزراعة حيث نقلوا أصنافاً عديدة من الزيتون إلى ضفاف المتوسط الأوربية و خاصةً إلى أسبانيا حتى أن كلمات الزيت و الزيتون في اللغة الأسبانية مأخوذة عن العربية في تلك الفترة .

انتقلت بعد ذلك زراعة الزيتون إلى أمريكا مع المكتشفين الإسبان ، و ابتداءً من عام 1560 بدأت بالظهور في أمريكا الجنوبية .

شجرة الزيتون في الديانات السماوية

لقد ذكرت قصة الطوفان والذي يعرف بطوفان نوح في كل الكتب السماوية ( الأسلامية ، المسيحية ، اليهودية ، والصابئية المندائية ) ، ان المياه قد غمرت الأرض قاطبة وبعد هدوء الفيضان أرسل النبي نوح الطيور ليفتشوا عن مكان ظهور اليابسة فكانت الطيور تغادر السفينة عدة مرات وتعود دون جدوى وفي النهاية أتت الحمامة وهي تحمل بفمها غصن زيتون مبشرة بالسلام رمزا" لأنتهاء غضب الله عن الأرض فعلم ان الطوفان قد انتهى وإن بأستطاعته أن يعود بسفينته الى الأرض . وتعتبر شجرة الزيتون أ ول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، ونبتت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة ، ودعا لها سبعون نبياً بالبركة منهم النبي إبراهيم والنبي محمد ( ص ) حيث قال : ( اللهم بارك في الزيت والزيتون ) .

ومنذ ذلك الوقت أعتبرغصن الزيتون شعار من شعارات السلام والأمان ومازالت الشعوب تتناقل هذا الرمز جيلاً بعد جيل حتى جعلته الأمم المتحدة شعارها .‏ أما اليونانيون فجعلوها رمزا" للقوة والعظمة والحكوة والنصر .

قدسية شجرة الزيتون في الديانة الاسلامية

شجرة الزيتون شجرة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع كثيرة منها التين والزيتون فقد عرف الناس شجرة الزيتون منذ أقدم العصور فقدسها الأقدمون وتباركوا بزيتها في طقوسهم الدينية وأستوقدوا عيدانها وأكلوا ثمرها ، وقد أشار كلٌ من القرآن الكريم والحديث الشريف إلى قيمة زيت الزيتون عدة مرات . ففي أحد الأحاديث ، رُوي بأن النبي محمد( ص ) قال بأن في زيت الزيتون علاجاً لـ 70 علة .

وقد ورد الزيتون في القرآن الكريم : { التين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الأنسان في احسن تقويم } . 

وفي مكان آخر : { انا صببنا الماء صبا" ، ثم شققنا الأرض شقا ، فأنبتنا فيها حبا ، وعنبا" وقصبا" وزيتونا" ونخلا }. لذلك قال الرسول محمد ( ص ) ( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ) .

والزيت المذكور هنا هو زيت الزيتون فقد جاء في لسان العرب لابن منظور أن الزيت : عصارة الزيتون .

وغالبا" ما يطلق العرب والمسلمون على شجرة الزيتون بالشجرة المباركة أو شجرة النور ، حيث ذكرت في أكثر من سورة في القرآن الكريم ، ومنها سورة سورة النور .

( الله نور السماوات والأرض مثل نوره ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري ، يوقد من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ) .

ولا عجب أن يقسم بها الفلاحون أحيانا"على هذا الشكل ( وحياة شجرة النور ) لأعتقادهم أن الشجرة مقدسة ومباركة ، وان كل إنسان يقطع إياه منها سيعاقبه الله ولن ينعم بأي سلام بعد ذلك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيتها ( كلوا من الزيت وادهنوا به فانه شفاء من سبعين داء منها الجذام ) .

ويعتقد المسلمون بأنه في ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان ، تفتح أبواب السماوات ، والشخص المحظوظ يمكن أن يرى من خلالها ، وفي هذه الليلة تنحني شجرة الزيتون كما الأشجار الأخرى إجلالاً حتى لا تنظر إلى وجه الله . ويقول الباحث المربي د. شكري عراف في انتقائه لغذاء النبي محمد فيقول كان النبي ( يغمس قطعة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل ) .

ولقد سماها النبي محمد ( ص ) بالشجرة المباركة لما فيها ما نفع الناس من نبتها وخشبها وورقها وثمرها ودهنها وهو الزيت وأوصى بشجرة الزيتون حيث روى عمر بن الخطاب ( ائتدموا بالزيت وأدهنوا به فانه من شجرة مباركة ) ، وروى الترمذي ( كلوا الزيت وأدهنوا به ) . ومما تقدم يمكن القول إن شجرة الزيتون حظيت بمكانة مرموقة في القرآن الكريم حيث أمد لنا أنها من نعم الله على العباد في الدنيا لما لها من منافع كثيرة وأستخدامات عديدة في المجالات الطبية وأنها الصديق الحميم للأنسان وطبيبه الملازم له .

قدسية شجرة الزيتون في الديانة المندائية

شجرة الزيتون شجرة مقدسة في الديانة الصابئية المندائية التي تعتبر من أقدم الديانات التوحيدية والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي سور الحج والمائدة والبقرة ، ومن طقوسهم اثناء التعميد والزواج يلف غصن الزيتون قمة الدرفش وهو الرمز الديني للصابئة المندائيين رمزا" للمحبة والسلام والتعبد لله ، ولا ننسى ان هيكل الدرفش المتعامد الذي يلف عليه الوشاح هو مصنوع من اغصان شجرة الزيتون . وتؤكد الكتب الدينية المندائية انه عند نزول الملاك جبرائيل ( هيبل زيوا ) الى عالم الظلام كان غذاءه الروحي هو التمر والسمسم والزيتون .

ويمر المرشح لنيل الدرجة الاولى من سلم رجال الدين في الديانة الصابئية المندائية ، بجملة من الأختبارات الدينية و الطقوس التي تستمر لمدة اسبوع واحد يلبس خلالها المرشح مع استاذه المشرف ، الملابس الدينية البيضاء الخاصة.. يتبعها فترة اعتكاف للصلاة والتأمل والدراسة لمدة ستون يوما" من العزلة التامة ، حينها يستلم هداياه واسلحته الكهنوتية وهي (( خاتم الحياة وهو من الذهب الخالص ويجب ان يرتديه مادام حيا" في خنصر يده الايمن ، وعصا الكهنوت أو رجل الدين المستعملة من قبله في اثناء اداءه الطقوس الدينية هي من أغصان الزيتون لصلابتها وعمرها الطويل وامكانية التحكم بشكلها المطلوب ، والتاج الذي يحاك من الحرير الخالص ، وباقة من اغصان شجرة الاس التي ترمز لخلود عطر الحياة الطيب )) بعدها يصبح المرشح برتبة ترميذا .

قدسية شجرة الزيتون في الديانة اليهودية

كان زيت الزيتون يستعمل في مراسيم تتويج ملوك اليهود القدماء ، وقد أمر أبناء إسرائيل بإحضار زيت زيتون مرصوص ( إلى خيمة الاجتماع السرج دائماً ) كذلك عندما مسح صموئيل كأول ملك على إسرائيل كان الزيت يملا القارورة .

كذلك تستعمل أغصـان شجرو الزيتون للزينة فاستعملها المسيحيون لتزيين شموع أطفالهم في أحد الشعانين . 

وأستعملت شجرة الزيتون وزيتها في تفسير الأحلام فعند تفسيرهم لحلم شخص رأى في منامه أن يزرع شجرة زيتون أو يقطفها أو يستعمل زيت الزيتون وما إلى ذلك ، وتفسير الحلم يعني انه ينتظر ضوء أمل وفرج أكيد .

وفي استعراض كتاب تأريخ القدس / الجزء الأول الذي يتحدث عن العهد القديم فانه يؤكد عندما جاءوا اليهود إليها أي الى القدس كان في البلاد أنواع عديدة من الفواكه والثمار ذكر بها التين والزيتون والخوخ والعنب والرمان . وتشير البحوث الى ان اليهود أستعملوا أغصان الزيتون لبناء العرش في عيد المظلة . أما أغصان الزيتون اللينة فتصنع منها سلال حتى يومنا هذا في العيد من القرى العربية . أما أوراق شجر الزيتون فاستعملت كغذاء للحيوانات واليابسة منها للتدفئة والكتابة .

قدسية شجرة الزيتون في الديانة المسيحية

يكرر الإنجيل ذكر زيت الزيتون في 140 موضعاً ، وجعل المسيحيين شجرة الزيتون رمزاً للدين والآلام لأن السيد المسيح عيسى تألم على جبل الزيتون ، وأخيراً جعلت رمزاً للصحة والطعام اللذيذ ، ولم تهمل الكتب المقدسة الأخرى ومنها الإنجيل شجرة الزيتون وفضلها ، بل أشارت بذكرها في مواضع كثيرة فيها تعبير بديع يشبه الزيت بروح الله وذلك في مثل العشر عذاري الحكيمات والجاهلات ، واعتبر الزيتون البري في الإنجيل وأعمال الرسل دلالة عن الرجل الوثني ، أما الزيتون المزروع فدلالة عن المسيح عيسى عليه السلام الذي اكد استعمال زيت الزيتون في شفاء المرض في رسالة يعقوب الرسول بقوله ( أمريض أحد منكم ، فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب ) . وورد في إنجيل مرقص ما يشعر بذلك ( واخرجوا شياطين كثيرة ، ودهنوا بزيت مرض كثيرون تشفوهم ) .

كما ويقوم المسيحيون يمسح أطفالهم بزيت الزيتون اثناء عمادهم ، كما استقبل سكان القدس المسيح عيسى بأغصانها يوم دخل المدينة قبل موعد صلبه بأسبوع ، وما زال الأطفال حتى يومنا هذا يحملون مجموعه من نفس الأغصان ، يزينوها بالورود والبيض والبالونات في مثل هذه الذكرى ( أحد الشعانين ). ولكون شجرة الزيتون مباركه ومقدسه فأن أمهاتنا يبخرن بأوراقها أولادهن وحيواناتهن عند الشك بإصابتهم بالحسد والعين الشريرة .وللمسيحين اعتقاد عن شجرة الزيتون ففي عيد الصليب المقدس في 13 أيلول وفي عيد الغطاس في 6 كانون الثاني فإن شجرة الزيتون تنحني احتراماً لوجه الله .

 

شجرة الزيتون في التراث العربي

قال ابن منظور في كتابه لسان العرب والشجرة المباركة هي شجرة الزيتون .

وقال ابن سينا في كتابه ( القانون في الطب ) الزيتون شجرة عظيمة توجد في بعض البلاد وقد يعتصر من الزيتون الفج الزيت ، وقد يعتصر من الزيتون المدرك ، وزيت الإنفاق هو الزيت المعتصر من الفج ، والزيت قد يكون من الزيتون البستاني وقد يكون من الزيتون البري .

جاء في كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية : الزيت حار رطب في الأول , وغلط من قال يابس . 

وجميع أصنافه ملينة للبشرة , وتبطيء الشيب . وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار , وبشد اللثة , وورقه ينفع من الحمرة والقروح الوسخة والشرى , ويمنع العرق , ومنافعه أضعاف ما ذكره

ذكر إمام الحافظ محمد بن أحمد الذهبي في كتابه ( الطب النبوي ) عن الزيتون : 

زيت الزيتون هو المعتصر من الزيتون الفج وهو بارد يابس .. والمتخذ من الزيتون المدرك حار باعتدال مائل الى الرطوبة , وكلما عتق قويت حرارته , والادهان به يقوي الشعر والأعضاء , ويبطيء الشيب , وشربه ينفع السموم ويطلق البطن , ويسكن وجعها , ويخرج الدود , ومنافعه جمة , وجميع الادهان تضعف المعدة إلا الزيت . 

وجاء في كتاب ( حديقة الأزهار والعقار ) لأبي القاسم بن محمد بن إبراهيم العسالي : أن شجرة الزيتون من جنس الشجر العظام المعمر , وهو نوعان : 

بستاني , وبري , فالبستاني يعظم كثيراً وثمره أعظم من ثمر البري الزبوج ويعتصر من الزيتون الفج يقال له زيت الانفاق

قال الشاعر داود المعلا .....

يا شجرة الزيتون ما اقتربت من صدرك العاري سكاكيني

الا لارسم فيك ما عجزت عنـه رسـومات الملاييـن

وهناك اغنية شعبية تقول كلماتها: 

على دلعونا على دلعونا فلاح بلادي زارع زيتونا 

فلاح بلادي تسلملي ايدو ويا ربي الهادي من عندك زيدو 

نازل ع الوادي والمعول بيدو ينكش زرعاتو ينال اللي يريدو 

وأغنية أخرى :

يا شجرة الزيتون يا زينة الاشجار

يا امـــنا الحنون يا بهجة الانظار

فيك لنا طعــام في الزيت والثمر

ومنك كم جنينا ما ينفع البشر

يا شجرة الزيتون يا راية السلام

الله حقاً فيك قد بارك الانام

 

لقد ذكرت شجرة الزيتون في التراث الفلسطيني فقيل في الزيتون وزيته : 

كل زيت بتناطح الحيط ، القمح والزيت سبعين بالبيت ، الزيت نور على نور ، اللي عنده زيت بعمر البيت . 

وقد تغنى الفلسطيني بالزيتون قائلاً ...

على دلعونا على دلـعونا بي.. الغربة الوطن حنونا 

بالله إن متت يامّا اقبروني بأرض بلدنا بفيّ الزيتونا

للزيتون منافع كثيرة منها يسرج الزيت ، وهو إدام ودهان ، ودباغ ووقود يوقد بحطبه وتفله ، وليس في شيء إلا فيه منفعة ، حتى الرماد يغسل به الإبريسم .

قال داوود : الزيتون من الأشجار الجلية القدر، العظيمة النفع، تغرس من تشرين (أكتوبر) إلى كانون (ديسمبر، فتبقى أربع سنين ثم يثمر فيدوم ألف عام .

قال الدكتور صبري القباني في كتابه الغذاء لا الدواء " لقد عرف الإنسان شجرة الزيتون منذ أقدم العصور فاستغلها خير استغلال إذا ائتدم بثمرها واستضاء بزيتها واستوقد وجزل حطبها.

قال الدوس هكسلي في كتابه شجرة الزيتون " لو كنت استطيع الرسم ، وكان لدي الوقت الكافي لقضيت عدة سنوات وأنا أرسم لوحات تصور شجرة الزيتون ، فكم هناك من أشكال مختلفة لشجرة واحدة ؟ هي شجرة الزيتون . وهناك قصة كسرى والفلاح الشيخ الذي غرس زيتونا ، وقصة التينة الكئيبة على رحيل النبي محمد ( ص ) ، حين قالت للزيتونة بنوع من التحدي : ما بك لا تحدّين على رحيل ابننا الكريم ! فقالت الزيتونة : ( الحداد ليس بسقوط الورق، لكن قلبي من جوّا احترق...) وغير ذلك الكثير من الحكايات الشعبية الرائدة . 

يقول الفلاح : زيتونتي اطيب عروس ، ما بتتثمن بالفلوس ، تحميني من الفقر والبؤس ، ومن شر يوم عبوس ، الزيتون مصيبي لقاطو بشيب بس زيتو طيب.

الفوائد الطبية لزيت الزيتون

تتركب ثمار الزيتون من: 

الماء 86% ، البروتين 5% ، الدهون 20% ، المواد سكرية 9% ، ثمار الزيتون مغذية ومهضمة تفتح 

الشهية وتقوي المعدة وتساعد على الهضم وتمنع الإمساك وتفيد في مكافحة الرواسب والحصى الصفراوية ونوى الثمار «البذر» كان الطب الشعبي يصفه

بخوراً ودواءً للربو والسعال .‏ 

يعد زيت الزيتون من أغنى الزيوت النباتية من حيث القيمة الغذائية فهو يعطي قيمة حرارية عالية في غذاء الإنسان ( 1 غرام منه يعطي 224 سعرة حرارية ) ويشمل زيت الزيتون على فيتامين A , D ,E ) الذوابة في الدهون وعلى حوامض عضوية غير مشبعة ومفيدة للإنسان ويتألف الزيت من الغلسرين وحامض الزيت وهو لا يذوب في الماء لأنه أخف منه ويتحول الزيت الى صابون كيميائياً بمزجه بمادة قلوية وقد ثبت أن زيت الزيتون لا يزيد من كمية كولسترول الدم وهو يقاوم الشيخوخة ويحمي الأمعاء والمعدة وينشط افرازات الحرارة ويقلل من أخطار تكوين الحصى وعموماً فإن زيت الزيتون سهل خفيف يحافظ على جمال ونضارة الجسم وقد وجد أنه يخفض نسبة السكر بالدم ويستخدم لتغذية فروة الرأس وذلك عن طريق تدليك الجذور .

 

ثمار الزيتون من الثمار الغنية بالزيت ، وكما هو معلوم فإن الزيت يتكون من الأحماض الدهنية ( Fatty Acids) والجليسرول ( Glycerol ) وزيت الزيتون يحتوي على بروتينات ، مواد سكرية ، بوتاسيوم ، كالسيوم ، مغنسيوم ، فوسفور ، حديد ، نحاس ، ألياف ، كاروتين .

وترجع القيمة الغذائية والطبية العالية لزيت الزيتون لاحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية والتي تصل إلى 83% من زيت الزيتون وهي تفوق نسبتها في الزيتون الأخرى بكثير.

كما يحتوي زيت الزيتون على نسب عالية من الفيتامينات وخاصة فيتامين E.B والكاروتين .

الأهمية الاقتصادية لشجرة الزيتون 

لشجرة الزيتون أهمية خاصة عند العرب والمسلمين منها خشب شجرة الزيتون من الأخشاب الممتازة ذات اللون لبني العسلي غني بالمواد الحافظة التي تمنع تلفه وتسوسه وإصابته بالحشرات أو الأرض( النمل الأبيض ) والذي يعتبر من ألد أعداء المواد الخشبية .. ويستخدم خشبها في صناعة أفخر أنواع الأثاث الخشبي ، يستخدم تفل النوى ( المتبقي بعد عصر الزيت ) في علف الدواب، وتسميد الأرض ، ووقود وفي تطيين الجدران .تستعمل أوراق شجرة الزيتون في معالجة أمراض الأسنان واللثة عند مضغها خضراء . تعطي شجرة الزيتون حوالي 60 كيلوجرام من الزيتون المستخدم في التخليل والتغذية وينتج منه زيت الزيتون .شجرة الزيتون تعمر أكثر من 5 آلاف سنة، ولا تحتاج إلى مجهود كبير في الرعاية فهي حقاً شجرة مباركة .فهل بعد ذلك لا نأكل زيت الزيتون ولا نَّدهن به ونعتني بشجرة الزيتون تلك الشجرة المباركةّ!!!!

 

الهوامش ــــــ

1 ـ مجلة Week to optimum healt للمؤلف أندرياويل

2 ـ دراسة نشرت في مجلة (Archives of Internal Medicine ) في عدد أغسطس 1998

3 ـ كتاب Heart Owner Handbook ) الذي أصدره معهد تكساس لأمراض القلب

4 ـ بحث نشر في شهر ديسمبر عام 1999 في مجلة AmJclin Nutr

5 ـ بحث قام به الدكتور ألدو فرارا في جامعة نابولي الإيطالية ونشر في مجلة

Archives of Internal Medicine بتاريخ 27 مارس 2000 

6 ـ كتاب إعجاز النبات في القرآن الكريم الدكتور نظمي أبو العطا أستاذ النبات في الجامعات المصرية 

 

الدخول للتعليق