• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

نـفحـات قـدسية من كتاب {{ كنـزا ربـــّا }} المقدس

  فاروق عبدالجبار عبد الإمام
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

نـفحـات قـدسية من كتاب {{ كنـزا ربـــّا }} المقدس

كنزنا العظيم إرث المندائيين والبشر جميعا" كنز بما يحويه من مواعظ وحكم تحث البشر لأن يرتفعوا بذواتهم نحو العلا ، حاثا" إياهم ليكونوا اخوة حافظين للعهد وبأن يكونوا مع بعض في السراء والضراء ، مذكرا"إياهم بأن أفضل وسيلة لصعودهم وهم أنقياء بأن لا ينسوا أن خالقهم واحد أحد ويصلوا ويتباركوا ويصطبغوا ليتطهروا مما يعلق بهم من أدران عالمنا المادي ولتبقى نشمثا طاهرة نقية . 

في البوثة التالية يوضّح لنا صاحب العزة العظيم ويأمرنا أ لا نبدّل في كلامنا وأقـوالنا وأن نتجـنب الكذب فيقول ** جـلّ وعـلا** { ايها الكاملون والمؤمنون ، أيها المؤمنون والكاملون؛ لا تبدلوا الكلام ولا تحبوا الكذب والآثام ، لا تكنزوا الذهب والفضة ؛ فالدنيا باطلة ومـقـتـنياتها زائلة . لا تسجدوا للشيطان ،ولا تعبدوا الأصنام والأوثان ؛ من سجد للشيطان فمصيرة النار ، بئس المنتهى وبئس القرار . خالدا" فيها الى يوم الدين }} صدق رب العزة والكمال . أن أول ما يطالعنا في البوثة قول الله العظيم [ أيها الكاملون ،والمؤمنون .. ايها المؤمنون والكاملون ] فكم هو عظيم ورائع هذا القول الكريم فسبحانه يصفنا بأننا __ الكاملون _ وسبحانه يعلم علم اليقين ، أن لا كمال إلا لعزته لكن تقديرا" لنا نحن أصحاب العقول المميزة ، نحن الذين نؤمن والذين نجدّف ، المملوءين حبـا" وكراهية ، ليـنـا" وقـسوة ، تسامحـا" وحـقدا" وكـلّ ما هو متناقض في هـذه الحياة الفانية الزائلة تجـده في ذواتنا وعقولنا . الرحمن يوصينا لكننا نأبى أن نصغي ونسمع ونغلق أنفسنا قبل آذاننا ؛ وهذه بداية لمسيرةالخطيئة التي لـن تنتهي ،و هنـا يسـجّل البشر أول الخطايا . [ لا تبدلوا في الكلام ] وصيـة ربانية من عارف الحياة الينا نحن البشر الفانين ، وصية الحكيم العليم الذي لا تخفى عليه خافية ؛ فمن منّـا ثبت على كلامه ولم يبـدّل ،ولم يحـرّف ، ولم يحذف ، ولم يضف ، من منّـا صمـد وظلّ على موقفـه حين تشتد الخطوب !! 

[ ولا تحبوا الكـذب والآثام ] سبحانك ربـّي يا من تسكن القلب والروح لأنك ـ يامن تقـدست أسماؤه وتباركت صفاته – تدرك أن من ينزلق الى هاوية ولا سبيل الى خلاصـه سـوى ذلك العضـو الصغير الذي يتلوى *كالأفعى * في فم صاحبـه لن يتخلى عـن صاحبـه حين يجد صاحبه أنـه محاصر ويكاد يختنق ولا مناص من استعمال أضعف الأيمان ليبتعد عن حبل المشنقـة ؛ فيدلي بالحقيقة ...لكن ليس كل الحقيقة ! 

يعتقـد البعض أن الكـذب أيسـر الطرق لكنهم لم يحسبوا لعـواقب الامور حسابا" ؛ فكلّ ما نقوم بـه نجزي بـه أو نعاقب عـليــه ؛ أذن لنعمـل صـالـحا" وخيرا" عسـى أن نجـد الراحـة والطمأنينة وأن ننام ملء العيون لأننا لن نشعر بالراحـة إلا بنكران الذات وبأن نعرف ونعترف بأن الحق أحـق أن يتبع . [ ولا تكنزوا الذهب والفضـة] أيها المبارك الممجـد المملوء نـورا" لا يخبـو ، يا من جعلت الذهب والفضة سـببا" واختبارا" مستمـرا" لنا نحن بني آدم ،نحن البشر لنعرف مـدى ايماننا ونمسك بأردان الفضيلة ... لكن هيهات هيهات . ترى لماذا لا نهتم بالحديد والخشب ! لماذا لم يهب الخالق المبدع ** الألمنيوم والكلس**تلك المنزلـة الرفيعة التي أعطاها للذهب والماس والفضة ؟ أن الخالق العظيم المبدع للجمال قـد زرع المعرفة في عقل * آدم* مبارك اسمه ، ليحب كلّ ما هو جمـيل ليبدع فيـه ما شاء له الابداع ؛ ومع هـذا الخلق المتميز ، أوصانا العزيـز القديـر ألا نكنز الذهب هـذا المعـدن البرّاق الذي يخلب العقول قبل العيون ، وتقاتلت لأجل الحصول عليه امم غبرت وعبرت التاريخ وامم ما زالت تتقاتل لأجل الحصول عليه ،كأن سحر الشيطان قـد حلّ بـه وعجن مع سبائكه فصار رمـزا" للجمـال ورمـزا" للشر ورمـزا" من رمـوز الثراء والبخـل والرفاهية والعوز والغنى والفـقـر . سبحانك أللهم من قادر مقـتدر ، غـني مغني ، عارف بالخفايا والنوايا . ** الدنيا زائلــة ومقتنياتها باطلة ** كم بعنا واشترينا وكم باع واشترى آباؤنا وقبلهم آباؤهم وأجدادهـم وتوارثنا ما ترك الآباء فزاد بعضنا تلك الثروة أو أضاعها وبذا فقـد المنزلة والجاه فلقد أصبح البشر يقـيّمون بما يملكون من أموال لا بما يحملون في الأبدان ! لكن الحياة مازالت وستبقى مستمرة لا تتوقف ولن تتوقف تلك الرحلة العجيبة للأنسان الا اذا أمـر الدّيـان الأكبر وعندها ستكون الساعة التي يتوقف فيها كل شيء سوى العقاب والثواب . أيمكن لنا أن نتساءل : ترى هل ورث أحدهم وبقى ارثه خالدا" ؟ نحن زائلون وغير الكفن لا يكون ، وغير تلك الحجارة التي تسد الأفواه والعيون لن نحوز ، لن نأخذ في رحلتنا الطويلة الشاقة لذلك العالم المجهول والسرمدي الذي وعدنا به خالق الخلق العظيم غير أعمالنا وما جنت أيدينا ، فلمن هذه المشاحنات وتلك المغالطات وذلك التباهي ، لماذا لا نزكي أنفسنا وأموالنا فنعطي حق الرب وحق العباد ! ، ونحن نعلم يقينا" راسخا" أننا لن نأخذ من هذه الفانية سوى حسناتنا [ أن وجدت] وخطايانا و[ ان كثرت] لانأخذ سوى نقائصنا وفضائلنا وتعود نسمة الحياة الى بارئها الخالق الاوحد ومباركها ، أمـا نحن فتراب يعود الى تراب . ( لا تسجدوا للشيطان ولا تعبدوا الأصنام والأوثان ) يا ملك ومالك الأكوان جميعا" يا رافع البنيان من غير عمد ، يا ربيّ : هـل كتبت علينا نحن بني البشر الإختبار باستمرار ؟هل وضعت لنا الأبيض والأسود لترى كيف نميّـز بينهما ؟ وأوجدت الخير والشر ؛ لماذا خلقت الملائكة والشياطين ؟ الأنس والجان ! لماذا ؟ سؤال ليس لي ولا لغيري حق الاجابة عنه أو حتى التفكير به ؛ نحن بشر مخلوقين وأنت الخالق الأوحد فلن نعرف سرا" انت واضعه ولأنك العليم البصير فبك نستعيذ واليك ونعود ، خلقت الشيطان وهيأت له من سبل الغواية أساليب لا نقـوى عليها أو التفكير بها ، لكن بالايمان وبالايمان وحده ينهزم االشيطان وأصنامه وازلامه وأوثانه تلك التي أحلها الموسوس الرجيم في العقول المريضة وأمرها أن تعبدها وتمتثل لأمره فكانوا للشيطان عبيدا" ولأمره خاضعين . لنصن أنفسنا وذواتنا بالايمان بأن الحي العظيم واحد أحد وأن الحي الأزلي ينصر من ينصره ؛ فنكونن بعيدين عما توعدنا به ملك الأنوار السامي بأن نكون وقودا" دائما" لتلك النار الآكلة ، والتي ما انفكت فاتحة فاهها الى كلّ خطّـاء مسيء ، ربنا إجعلنا بهداية نورك نرى نورطريق الحق لنتبعه وارفع عن أعيننا غشاوة الذهب الزائفة البرّاقة لنجد مواضع أقدامنا نحو العلا ، وارفع عن أفواهنا البكم لنلهج ونسبّح مجدك ليل نهار ، صن قلوبنا وازرع فيها الحب والتسامح وانزع منها يا مبارك شوك الكراهية والخبث والحقد ، وتقبّـل دعواتنا وأنزل رحمتك لتهدأ أرواحنا وتهدأ نفوسنا فنحن الى السكينة أحوج وبها نعبر بحر الظلمات الى أرض النور والسناء وسيغمر الضياء ذواتنا ويطهرها مما علق بها من أدران هذه الفانية المخلوقة من الدم والمرارة . 

أيها الرؤوف الرحيم الرحوم انزع من قلوبنا القسوة وازرع الرحمة ، اقلع الحقد وازرع الحب فبدون الحب لن نكون بشرا" وبدون الرحمـة لن تهـدأ سرائرنا ، ياغافر الخطايا وعارف المنايا ، اغفر خطايانا وأجّــل منايانا وبارك خطانا ، أيها الحق المبين ثبـّت أقدامنا لنسر بها نحوك بخطى ثابتة واثقة ،ايها المبارك في ملكه وملوكته بارك العراق وأهل العراق ليكونوا اخوة متحابين متآخين .انك على كــلِّ شيء قديــــر .

{{ والحي الأزلي مزكـّـي لجميع الأعمال والنيّــات }}

الدخول للتعليق