• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

من حقوق المرأة الصابئية

  غضبان الرومي
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

يعتقد الصابئة المندائيون بان من يعيش بلا زوجة طيلة حياته، لاجنة له في آخرته فالزوجة هي الجزء المتمم للرجل وهي التي تنجب له الاطفال، ويعتبر الانجاب جزءا متمما للدين والاولاد هم الذين يحملون الجنازة، ويقومون باجراء الطقوس الدينية الواجبة بعد الوفاة، والتي تساعد الميت على بلوغ الجنة في آخرته والرهبنة في الدين الصابئي محرمة غاية التحريم لانها ضد الحياة، والحياة في العقيدة المندائية الصابئية هي محور الدين.
ليس المهم لدى الصابئة مجرد الزواج فقط او ان الزواج متعة من متع الحياة، او قضاء نزوة جنسية، او شهوة جسمانية، او رغبة نفسية، انما يقصد بالزواج الانجاب، وفي الانجاب دوام للجنس وبدوام الجنس تدوم العقيدة والايمان، ان الروحاني(ترميذه) الذي لا يتزوج لا يحق له ان يرقى دينيا الى مرتبة اعلى من مرتبته اي انه لا يرتفع الى درجة(كنز فره) مهما بلغ كماله الديني او علمه اللاهوتي، لانه يعتبر في مثل هذه الحالة ناقصا، ولا يكتمل الا بذرية من زوجة، ويعامل نفس المعاملة فيما اذا تزوج ولم ينجب اطفالا.
ذلك بالنسبة للروحاني، اما بالنسبة للعامة من المندائيين، فلا يصح للاعزب ولا للمتزوج العقيم ان يترأس الواحد منهما حمل الجنازة، او ان يتوكل احدهما فيكون ابا للزوجة،(وكيلا عنها) في عقد الزواج ويسمى (ابهاثا) اي الاب.
والخلاصة ان الزوجة في الدين تكمل الزوج في العقيدة المندائية الصابئية في هذه الدنيا، وفي الاخرة تعود لزوجها وتسكن معه بعد ان تنهي النفس عقوبات حياتها والحسابات الاخرى المسجلة عليها، وتحمل خطايا ومسؤوليات اعمالها في هذه الدنيا.
ويجوز للفرد الصابئي ان يتزوج اكثر من زوجة على شرط تحقيق عدم الانجاب كالعقم مثلا او المرض المعدي. كما يجب ان يعدل الزوج بين زوجاته. ومع كل ذلك فأنهم عمليا يفضلون الزوجة الواحدة كما يفضل الدين ذلك، اما اذا تعددت الزوجات فاقدمهن عندهم في كل مناسبة دينية هي ذات الحظوة الاولى من بينهن.
ويجوز للصابئي ان يتزوج اية صابئية عدا الاخت وذريتها وابنة الاخت وذريتها وزوجة اخيه وبنات ضرة اخته والعمة والخالة او الجمع بين اختين والى ما هناك من شروط، ويمنع الدين الزواج من غير صابئية اذ انه والحالة هذه يخرج من دينه، وقد ورد في ديوان(ترسرالف شياله)-اي اثنا عشر الف سؤال، وهو احد كتب الصابئة اذ ذكر فيه جواز الزواج من المسيحية انما بعد اجراء طقوس خاصة وصعبة عليها.
يعطي الدين الصابئي للمراة كل الحقوق الممنوحة للرجل، فقد منحها حرية التعليم، وحرية العمل، وحرية اختيار الزوج، ويمنع منعا باتا معاملتها بقسوة، وجوز للمرأة العمل الكهنوتي، حيث قد ارتفعت بعضهن الى مرتبة(ريش أمه)-رئيسة امه- وهي اعلى درجة كهنوتية في الدين كما اجاز لها طلب الطلاق.
ويجوز تسمية الطفل باسم امه فيقال عند اجراء اي طقس من الطقوس الدينية للشخص (فلان بر فلانه للذكر) او (فلانة بث فلانه للانثى).
ولهذا الانتساب في الدين الصابئي سبب غير الاسباب التي يذكرها علماء الاجتماع في تكوين الاسرة، فالصابئة يدعون على انه بعد ان امر الله سبحانه وتعالى بخلق ادم من طين خلق حواء من جسمه، وبعد انجابهما لم يتزوج الابناء اخواتهم انما ارسلت البنات الى عالم اخر فيه اناس مثلنا يسمونه (امشوني كشطه) اي ارض العهد، وجيء بفتيات من امشوني كشطه الى اولاد آدم فتزوجوهن، وعلى هذا الاساس فالمرأة في نظر الدين من عالم غير عالمنا، فقد اتت من عالم كله طهارة وعهد، ثم يقولون ان آدم خلق من طين وحواء خلقت من جسمه وعلى هذا الاساس فتسمية الابن باسم امه اعلى من تسميته باسم ابيه(آدم من طين اهوه،هوه زوى من كانا ادنافشي اهوت)، اي ان ادم خلق من طين وزوجته حواء خلقت من نفسه وبذلك فهي اطهر من الطين.

الدخول للتعليق