• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

الــولادة المـــعــــجـزة

  فـاروق عـبد الجبار عـبد الإمــام
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كثيرا" ما سمـعـنا وقـرأنا عـن مـيلاد نبـينا الـكريم يحـيى بن زكـريـا( ع) إلا أن هـذه الـقـراءة وهـذا السماع محـبـب ؛ ويدعـونا إلى الاستزادة والاستفادة . يطيب لي هـنـا أن أورد النصوص المندائـية التي وردت في ( مواعـظ وتعاليم يحيى بن زكريا ) وكذلـك السور القرآنية في نفـس الشأن . تشير نصوص دراشة يهيا *مبروخ ومطروس* إلى الـحـدث المعجـزة الـتي منحـنا إيـاهـا ربُّ الـعـزة الحـي الأزلي يإرادته ؛ فكـان (يـحيى ) آخـر أنبيائنا الذي ثـّبت أركان الـدين الـقـديـم. { فـي سـماء الخـلد ذ ُكر اسـم مـولـود ، انجلـى سـرٌّ فـي اورشليم ... ضجيج وأصداء مخاض تــُعلن عـن ولادة طفـلٍ فـي اورشليم ... أتى كـوكب وأقـام عـنـد أنشبي ... اتـقـدت نار عـند باب أبا صابا زكريا }*1 هـو مخـاض وولادة غـير عاديين ، هـي بشرى ، هـي علامـة أن شيئـا" جليلا" سيـحـدث وسيكون ويستـمر ليس كباقي الأشياء ولادة ليست كباقي الولادات

لكن إرادة الله فـوق كلِّ إرادة ،ولا رادٌ لإرادـته ، وتـأكيـدا" لهـذه الإرادة فـلـقد {أشرقـت الشمس فـي الليل وأضاء القـمر فـي النهار }*2ومـع مـا

اليهـود مـن حـيرةٍ واضـطراب إلا أنهم تـمالكوا أنفسـهـم ليـتداركوا مـا يمكن أن يـحصـل، واعتبروا ما يحصل لـهم إنما هي أضغاث أحلام وتحتاج إلى تفسيرٍ وتأويل ٍ { من منكم يعـلم أين كتاب تفسير الأحـلام ؛ كي يُـفـسّـر الأحـلام والرؤى الي راودتكم } *3 أهـو حلـم واحـد فقط قـد حـلـم به الجميع ! أهـي رؤيـة واحـدة راودت الكلّ ! غريب كلّ ما يحـدث ، عـجـيب كل ما هـو غــير مـألوف ؛ لـذا نـراهــم وهــم يخـاطبون أنفـسهم ، والأب غـير المصدق ؛ أفمن المعـقـول وهـو ابن التاسعة والتسعين و هـو الـذي لـم يقـرب زوجه من أثنين وعشرين سنة وهي العاقـر ذات الـثمانِ والثـمانـين

ويحــدث هــذا ! { أقـول لكم : هل هناك من مات ثم عاش ثانية حتى تلد أنشبي مولودا" ؟ هل هناك من اصيب بالعمى ثم أبصر ، أو كان كسيحـأ" ثم قام ، حتى تلـد أنشبي مولودا" ؟ هل الأخرس يستطيع أن يكون معلمـا" كي تلد أنشبي مولودا"؟ منذ أثنين وعشرين سنة لم أقترب من زوجتي فأي مصير ينتظرها و ينتظركم إذا ولدت أنشبي ؟}*4 بـديهيات قالها زكريا (ع) ليبرئ نـفـسه مما يمكن أن تكون – تهـمـة- وأي تهـمة! أخيرا" اقتنع اليهود بأن الرؤيا إنـما هـي حـقـيقـة لا مناص من الـقـبول بهـا و الإعـتراف بـحـدوثها ؛ ـذا عـليهم تحمّـل تبعات ونتائج مـا سيـحصل لاحقا"{أيها الأب الشيخ زكريا ، كن هادئا" واثبت في مكانك ؛ فإذا ما خلق مولود في السماء العالية ووهب لك وأنت في شيخوختك ؛فأن الحي العظيم أراد ذلك }5 لقد بات من المؤكد إن الرؤيا صادقـة وعلى اليهود الاعـتراف بهذا الحدث وبهذه المعجزة { إذن سيولد لك نبي ويرى الأسرة التي ينتسب اليها}*6

وعن الحـمل الذي أمـر بـه ربُّ العـزة يخبرنا نبي الله يحيى(ع) فيقـول {أبي أصبح ابن التاسعة والتسعين وامي ابنة الثامنة والثمانين، من حـوض يردنا أحضروني ...رفعوني وألقوا بي في رحِـم أنشبي ، مكثت تسعـة شهور في الرحِـم مثلما تمكث الأجنة ...غضب اليهود لمّـا سمعوا ذلك ..امتلأت

قلوبهم حقدا" ، سمع الملاك أنش أثرا ذلك فاصطحبني ، وصعـد بي حتى وصل ذرى جبل براون الأبيض ، حيث يربى الأطـفال هناك ، وعـلى الماء المبارك يعيشون ، ولمّـا بلغت أثنين وعشرين عـامـا" أتقنت كل الأحاديث وتعلمت الحكمـة ، رداء النور ألبسوني ..طوبى ثم طوبى للمـرء الذي يبّـر بوالديه ويكافئهما؛ فليس له شبيه في الدنيـا }*7 اعترف اليهود بهذه المعجزة {أن يهانا سيأتي إلى الوجود ، وينادى به نبيا" وسيكون لنا الشرف أن نصطبغ بصباغتـه ونرتسم برسمه الطاهر ونتناول منه الخبز المبارك والماء المبارك ونرتقي معه حيث النور }*8 

القرآن لكريم يفصلّ لنا وبشكلٍّ مذهل هذه المعجزة الربانيّـة وبما لا يقبل الشك بأنها آيـة مـن آيات الحي الأزلي الذي لم يكن ببعيد عـن عبده (زكر يا) العابد المؤمن بل نجده *سبحانه وتعالى* يوحـي لـه بأن لا شيء مستحيل .في البداية نجـد زكريا (ع) يشكو إلى ربـه عجـزه وبأنه وحيد ؛ حيث لا وارث يرث اسمه بعـد رحيلـه عن هذه الدنيا الفانية . بسم الله الرحمن الرحيم{وزكريا إذ نادى ربّـه ربِّ لا تذرني فردا" وأنت خير الوارثين 89 فإستجبنا له ووهبنا لـه يحيى ، وأصلحنا له زوجـه ، إنهم كانوا يسرعـون في الخيرات 90}*9 صدق الله العـظـيم . إنها لآيـة أن يـؤكـد العليُّ القـديـر للـشيخ الـمـؤمن بأنه[سيصلح] زوجـه لتكون قادرةَ على الحـمل و الإنجاب وسنكون أمّـا" مستقبلية لنبيٍ من لـدنه زرعـه في رحِـمها ؛ رحمـة منـه *جلّت قدرتـه* عليهما .

وهاهـو ربّ العرش العظيم يؤكـد لعبده زكريا ما عزم عليه استجابةَ لدعـواته وصلواته .بسم الله الرحمن الرحيم { هنالك دعا زكريا ربّـه وقال ربِّ هبْ لي من لدنك ذريـةَ طيبـةَ إنك سميع الدعاء 38 فنادته الملائكة وهو قائم يصلّـي في المحراب ،إن الله يبشرك بيحيى مصدقا"بكلمـةٍ من الله وسيدا" ونبيا"مـن الصالحـين 39 } *10 إن الله السميع العليم ذو الحول الشامل والنور الكامل لم يهب عبده الصالح ذرية حسب بل وهبـه ابنا" نبيا"بل أنه وزيادة في التوقير والتكريم لهذا العبد العابد الذي كرّس نفسـه ليرفع ذكـر ربّـه بين قـومـه ؛ فلقـد أسماه ربٌّ العزة باسمه الذي عرف به بعد ذلك : بسم الله الرحمن الرحيم { يازكريا إنّـا نبشرك بغلام ٍ اسمه يحيى لم نجعـل له من قبلُ سميِّـا 10 }*11*صدق الله العظيم . ويعـود ربُّ الخلق أجمعين ليقول لعبده ويـؤكـد عظـمة هـذا المـولود فـيقـول خـير القائلين :بسم الله الرحمن { يا يحيى خـذ الكتاب بـقـوةٍ وآتيناه الحكـم صبيـا12 وحنانا" من لـدنا وزكاة وكـان تقـّـيا13 وبر بوالديـه ولم يكن جبّـارا" عصيـا14 وسلام عليه يوم ولـد ويوم يموت ويوم يبعث حيّـا15 } صدق الله العظيم .

سبحان الله ولا إله إلا الله والحمـد لله الذي وهـبـنا نبيـا" صالحـا" ، مباركـا" ، تقـيـا" ، نـقـيـا" ، بارا" بوالديـه ، ولم يكن ظلامـّـا" عـصيـا .

ولزيادة الإفادة عـن نبينا الكريم ، العظيم في خلـقـه ولادته المعجـزة وحياته ومماته وانبعاثة الذي ورد في القـرآن المجيـد ، يجب قراءة السور الآتيـة: سورة مريم ، سورة آل عمران ، سورة الأنبـياء وآيات أخـر . أقول أخيرا" الحمد لله الذي منحنا من جـعل ديننا خالدا" بأن أعاد الديمومـة إليه ، رغـم عاتـيات الزمن ، ورغـم سنوات القهر التـي أراد أسيـادها أن تكون وبالا" عـلينا وأن يمحق هـذا الدين لكن خالق الخلق أدرى بعباده ؛ لـذا أراد لنا البقاء لنكون لعظمتـه شاكرين وباسمه لاهـجين وببركتــه باقـين فهـــو ربُّ العالمين ولـه وحـده نديـن أنــه أرحــم الراحـميــن . 

والحـــــي مــزكّـــــــي الأعمـــال والنيــّــــات

النصوص:*1-2-3-4-5-6 النص الخامس عشر

*7 النص التاسع والعشرون

*8 النص التاسع والعشرون 

*9سورة الأنبيـاء الآيتان(89، 90)

*11سورة مـريـم الآية 7

*12 سورة مـريم الآيات (12-13-14-15

الدخول للتعليق