• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

حركات وطقوس

  عدي سلام جاني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

يلجأ الانسان تلقائيا او بصورة موروثة الى استخدام بعض الحركات او العلامات بواسطة اليدين ووضعية جسمه او تعابير وجهه او ملابسه في بعض الطقوس لكي يعبر عن مشاركته الفعلية في اجراء الطقوس ، جماعية ام فردية . فهي عبارة عن وسيلة وعامل مساعد للتعبير عن علاقة الانسان بالحي العظيم ( مسبح اسمه ) وكلما كانت هذه الحركات والعلامات والرموز والوسائل متناسقة ومنتظمة جاءت معبرة عن معنى لاهوتي . فنحن نشاهد المندائيين ورجال الدين عند قيامهم بالبراخة أو الطقوس الدينية الاخرى يقومون بالغطس بالماء ويمدون أذرعهم ( كما في المصبتا عند أداء القسم ) وأحيانا اخرى يقومون بالانحاء ، حيث يبتغون من ذلك التقرب من الخالق ، روحا وجسدا ، ويرددون كلمات تعبر عن حضورهم أمام الخالق العظيم ( مسبح اسمه ) هذه الرموز والحركات ليست وليدة الأمس ، وليست بدعة جماعة معينة في زمن محدد بل نراها مغروسة عبر الحقب الزمنية المختلفة ، لأنها مرتبطة بالطقوس ، مرتبطة كجزء لا يتجزأ من الفرد المندائي أثناء أدائه الطقس . لذلك لا يمكن لأي شخص كان ان يغير أو يجتهد أو يضيف في هذه الحركات إلا رجال الدين . هذه الملابس التي ترتدى في الطقوس والحركات والرموز التي يؤديها المتعبد بانتظام ووقار ليست كافية لتعطي الطقس بعده ومعناه الحقيقي وليست كافية لتؤدي الاتصال مع الخالق ، دون ان يكون للروح فيها دور بارز ومهم وحاصل على حيز كبير جدا من الطقس ، فان الحضور الفكري والصدق فيه والتركيز على فحوى الكلمات المستخدمة يولي الطقس معناه العميق ويرتقي بالمؤمن الى اقرب ما يمكن من الخالق . ان الهدوء الروحي والسكينة الداخلية ، تساعد الانسان على ان يتسامى في عالم روحاني عذب ، عالم الحي العظيم ، فبقدر ما يتلخص الجسم من تشنجاته الجسمية وتوجهاته المادية ، بقدر ما يندمج في عالمه الروحاني ليخلق نوعا من الاتصال ما بينه والخالق العظيم .

الدخول للتعليق