• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

من اسرار الديانة المندائية

  نعيم عبد مهلهل
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ـ الروح ـ

 

البهجة المستديمة على مدى لاينتهِ من الضوء...

 

وما يتخيله الانسان ..

 

هو ماسيلاقيه في سرمد لحظة العبادة ..

 

وتقول المندائية أيضاً: إن الروح توأمت أزلية لكشوفات الضوء ..

 

تلك التي نتلمس منها طريقنا الى السماء .

 

وتقول المندائية ايضاً: مايرتقي سوى كاتم العطر ..

 

وما يُخلد سوى صفاء الذهن ..

 

وما يعشق سوى القلب الطاهر ..!

 

ومن أسرار المندائية في باب الروح :

 

أن البشر في رغبتهم بخلود أشواقهم ، عليهم أن ينتبهوا الى تعداد ايامهم النافعة..

 

اما التي نعيشها بخديعة المال والسُحت وقتل البراءة .

 

فالأجدى ان نرميها خارج المعبد ..

 

نطمرها في جسد الظلام لننساها ...

 

ومن اسرارها أيضاً :

 

انتبه الى ظلك ، فهو صورتك ، اقرأها أنت قبل أن يقرأها الآخرون ..!

 

لهذا لم يكتم يسوع سراً عن معمده يحيى المندائي .

 

قال له : أنت لي ، ضوءك والماء وأسم الحي المبارك ..

 

سلام الأرض وفردوسها ...

 

ـــ الجسد ـــ

 

تنظر المندائية الى الجسد كما الديانات الأخرى ..

 

نافع للصلاح مع الفعل المبارك ..

 

وسكين صدئة مع سيء النية ..

 

وعند المندائيين ..

 

الجسد مثل القطعة الموسيقية

 

كلما تعزف بمهارة وحنان

 

تشملنا سعادة التخيل ...

 

وفي سعادة التخيل كما يقول البهي الرائي : نرى ماسيحدث ويكون ويفنى ..!

 

أن الرؤية للجسد في المندائية حسب ظني تكمن في سر واحد :

 

قُدْ جسدك بهدوء الى مخدع الضوء ،تجد الملائكة تحت الوسائد يباركون كل احلامك..

 

ـــ الوطن ــ

 

تقول المندائية : ليس هناك سراً في الوطنية ..

 

انما الوطن هو شيوع المحبة بين الجغرافيات ..

 

ولهذا كانوا في كل ازمنتهم يصنعون من التجوال الابدي وقراءة الغيب بهجة المكان الواحد ..

 

المكان الذي يجمعنا من شتات اللحظة والقهر ليوحد فينا كلمة الحق ...!

 

ـــ الموت ـــ

 

الموت عند المندائي يقترن بشيئين :

 

الصعود الى حيث تكون .

 

والثوب الأبيض الذي نودع فيه الحياة .

 

ومتى تأتي اللحظة : سعادة المندائي تكمن في دموع من يودعهم .

 

بقي الموت عندهم ومازال :سفر بعودة قد لاتطول..

 

ــ الجوع ـــ

 

لايجوع المندائيون أبداً

 

فقط لأن عشق الرغيف يوحدهم ..

 

وربما هم قبل ماركس ..

 

من اجازوا تقسيم الرغيف بنسب معقولة حسدهم عليها فيثاغورس ..

 

ـــ العقل ـــ

 

من اسرار العقل المندائي انه لايؤسطر الوهم .

 

ولايتجاوز مهابة دكة العلي

 

ولايحتقر معتقد لايساويه في التهيب من النور ..

 

العقل عندهم نقطة قد لايصل اليها سوى النبيل والصالح والمتعفف..

 

وليس بالضرورة ان يكون العقل في الرأس ..

 

فربما اجمل عقل هو ماتضيء به دمعة عين...

 

ـــ العشق ــــ

 

من أسرار العشق المندائي إن كل لحظات الغرام مؤنثة ببريق الكواكب..

 

حتى خوذة الحرب وطلقة المدفع يعتبرونها لحظة ممكنة التغيير..

 

انهم يقولون : بقلب طيب وخاطرة جميلة ونحيب تصنعه لحظة اصغاء للغة الجفن ..

 

يمكن لإصابعك ان تحول كل خشن الى ناعم ..

 

وهذا ماكنا نحتاجه في معاركنا التي لاتنتهي ..!

 

ـــ خلاصة السر ـــ

 

انها رؤاهم المغلفة بأسرارهم وضعودها داخل ارواحهم منذ عهد آدم ..

 

ولم يستطع الأسكندر وكورش ومتعصبي المذاهب وجنرلات العصملي وحجابات بحيرة الاسماك* أن تنتزع منهم هذا التراث الحي ..

 

فهم خالدون أبداً....

 

هامش :

 

ـــــــــــ

 

*بحيرة الأسماك : أشهر جبهات الحرب العراقية ــ الأيرانية ( 1981 ــ 1988) تقع في أطراف البصرة ،اخذت من ضحايا المعركة الشرسة التي شهده ضفافها الضحل من ضحايا البلدين من البشر ما قد نؤلف منهم دولة جديدة لشهداء الحروب، ولكن ليس على كوكب الأرض.

الدخول للتعليق