• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

من وحي كنزا ربّــا مبارك اسمه قـــصــة آدم

  فاروق عبدالجبار عبد الإمام
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

فتح عينيه، جال ببصره ؛أمامه قبّة زرقـاء تحيط با لمنظر الذي يمتد ضمن الأفق الرحب الممتد فوقه، كان مستلقياًعلى ظهره ، حرّك جسمه؛فأستجاب له قعد على مؤخرته ونظر :بساط يكاد يكون أخضراً أو أسود ،مياه رقراقة تنساب بهدوء كأفعى ،وهناك بعيداً تنتصب أشياء مرتفعة شاهقة العلو تكاد في ارتفاعها تطال تلك الاشياء المـتناثرة في القبّة الزرقاء ، ووسط تلك القبّـة لزرقاء ضوء فضي يضيء المكان فيحيله الى لون لا يعرف كيف يصفه في تلك اللحظة التي لن ينساهاأبداً لانها أول نظرة لابي البشر على مملكته التي لا تشبه ما كان فيه قبل قليل لكنه الآن يسمع أصواتاً خفيضة تنطلق من أماكن مختلفة ؛هناك أصوات تأتي من الأعلى وأخرى من خلفه ومن أمامه ومن مختلف الاتجاهات لم يألفها من قبل . كـان مرتبكا" حـائرا" عاريا" وتساءل : أين أنا وما هذه الاشياء التي تكاد تطبـق على صـدري وتكتم أنفاسي وما الذي أتى بي الـى هنا ومن الذي وضعنـي في هذا المكان الغريب العجيب . وما هي الا لحظات حتى غفا واستغرق في سنة من النوم . 

نهض وهو يرفع يده اتقاء شئ آذى عينيه وكاد أن يحرقهما ،والآن ما هذا الوهج الـمتدفق من القبّة الزرقاء وأين ذلك الضوء الهادئ وتلك الحبّات المــنثورة في تلك القّبة ؟ ,ومـاهذه ؟هنا وبالقرب من قدميه كانت أفعى تزحف على بطنها بهدوء دون أن تعير هذا الـمخلوق أدنى اهتمام أو أهمية .طفق حائرا" متسائلا" لا يعرف الاجابات الآنية على أسئلة تتزاحم في رأسه ؛من أنا ؟ وأين أنا ؟ولماذا أنا وحيد في هذا المكان الموحش ،ولكنّه وبعد لحظات أدرك ان المكان الذي هو فيه ليس بتلك الوحشة التي أحسّ بها منذ وهلة فهو بديع يانع الخضرة ،وعاد يتساءل :وما تلك الأِشياء البعيدة العالية التي تحيط بها تلك الاشياء البيض المتناثرة في القبّـة الزرقـاء ؛من أين تأتي وأين تتجه ؟. فجأة نظر الـى أسفله ؛ شيئان طويلان يمتدان من وسطه ليصلا الـى شيء أخضر ،كلا الشيئين متشابهان ينتهيان بأشياء صغيرة ولكن بأشكال مختلفة عن بعضها ،نظراليهما بتمعـن (هو) يستطيع أن يحرّك هذين الشيئين الطويلين الممتدين من وسطه حتـى (الأرض ) حاول أن يرفعهما كليهما معا" فسقط على ظهره ،عاد واستـقـام وحرّك احداهما فأستجابت له ،رفعها ووضعها ثانية على الارض بعدها رفع الثانية وأعادها الـى مكانها وفكّر ماذا سيحصل لو أنه وضع( رجله )في مكان أبعد عنه قـليلا"؛ ونفذّ فكرته حـالا" ؛رفع (اليمنى ) ووضعها في مكان يبعد قليلا عن موضع جسده فألفى (جسده)يتحرك ، ثبّت اليمنى ورفع (اليسرى ) ووضعها بجانب اليمنى فتحرك جسده كلّه ولأول مرة ارتسمت على محيّاه علائم فرحة لم يكن يشعر بها من قبل ؛فلقد خطـا (هو) (الخـطوة) (الاولى) في هذا العالم. أجال بصره ثانية ليتعرف على ما يحيط به ،(سهل أخضر ) ،(جبال بعيدة ) ، تحرّك ليجرّب (رجليه ) ماهذا ؟شيء لا( لون) له (ينساب )(بهدوء ) وبدون أي (صوت ) و(تذكّر ) ذلك الشيء الذي مـرّ بالقرب (منه) قبل قليل انه يشبه هذا (النهر )الا هذا أوسع منه ويمكن أن (نرى) ما بداخله بوضوح وكأنه (مرآة ) صقــيلة صافــية ، اقترب من حافة النهر ومـدّ (يده ) فأذا بـ (صورة )يده ترتسم على صفحة (الـمـاء) سحبها ،اختفت الصورة ،مـدّ (عنقه ورأسه ) واذا به يرى(وجهـا")ينظر اليه من تحت الماء .جفل لاول وهلة الا أنه أعـادها ثانية بعد هنيهة وبعد أن هدأ وجيف (قلبه ) كان القابع في الماء (حنطي الوجه ،يعلو رأسه شعر أسود منسدل على كتفيه، في الوسط كان هنـاك وجه وفي وسطه شيء ينصّفه و في أسفله فتحتان تحتهما شيء مستعرض غير منطبق ،على جانبي الشيء المنصّف فتحتان تكاد أن تكون مدورة فيهما شيئان متحركان وفوقهما خطّان أسودان وفي بعض الاحيان تنغلـقان وتنفتـحان ،تحيط بها (شعيرات رقيقة صغيرة )عاد بنظره الى ذلك الشيء المرتفع الذي ينصّف وجهه انه يستطيع أن يفتحه ولكن …ماذا هناك ،في تلك اللحظة نطت (سمكة ) صغيرة قفزت والتمع جسمها النحيل تحت أشعة ( الشمس )ورجعت الـى الماء فرحة غير عابئة ٍ بما حولها وبعودتها ارتسمت دوائر بدأت تكبر وتكبر واختفت صورة الوجه مـدّ يده محاولا"ايجاد ذلك (المخلوق )فلم يفلح ، بل زادت الدوائر وتعذر عليه ايجاده .ظل صامتا" مترقبا"(ظهور )المخلوق ولم يطل انتظاره فسرعان ما هدأت الدوائر واختفت ليظهر الوجه بشعره الأ سود وذاك الشيء المستعرض الذي حاول فتحه قبل أن تنط تلك السمكة الصغيرة وتعكّر صفو خلوته ،فتح (فمه ) كان هناك صفّان من أشياء بيضاء يمتدان الـى الداخل ،كان الضوء قليلاً فلم يستطع أن يتبين الـى أي مـدى تصل تلك (الأسنان ) والآن ما هذا الشيء المتحرك بين تلك الأسنان ، انـه انـه …… ولم ينتظـر طويلا"ليعرف ما هـو فلقد علم انه (لسان ) . كانت المعرفة تأتي اليه دونما عناء، كان هذا المـخلوق يشعـر بالوحـدة وانـه يائس من خروج ذلك القابع تحت الماء ،رجع الـى الوراء و خطا خطوة وأخرى انه يبحث عـن شي ٍ ء ما ، شيءٍ….ما الذي كان يجـدّ ُ في البحث وعنه ويعرف انه يمكن أن يبعد عنه هذا الضيق وهذا اليأس الذي بات يؤرقه ويقلقه ولم يجـد لـه تفسيراً ,و خطا خطـوة وخطوة أخرى ورابعة وخامـسة فوجـد ما سعـى الـى معرفتـه والتعرّف اليه فلـقد وجـــد (شيئا" ) يشبهه ولكن ذا شعـر أطول وجسـم ٍ أرشـق وصدر ٍ خـال ٍ من الشعر كالذي يغطيه هـو ، وشيئين ناهدين شهيين وعلم انها حـــــــــواء وهـــــــــو آدم . 

 

الدخول للتعليق