• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

الحي العظيم و النصوص الناصورائية

  مكسيم بسيم السعيدي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ان المندائية الناصورائية عقيدة وشريعة..فالعقيدة: هي جناح المندائية النظري الذي يطلب الايمان بالحي العظيم اولا,ايماناَ لا يرقى اليه شك.

أما الشريعة: هي الجناح العملي الذي شرعهُ الحي سبحانة لعبادة , ليقيموا به ِ العلاقة السليمة بينهم وبين خالقهم ,وبينهم وبين الكون بما فيه من موجودات.. وما يربطها من علاقات.

فالعقيدة إيمان.....والشريعة عمل, ولكل منهما أصول وفروع..ومن بين العقائد الأصلية التي طلبت المندائية بها

الأيمان بالحي ووحدانيته , وتفرده بالخلق والتصرف,وتنزهه عن المشاركة في العترة و السلطان و المماثلةفي الذات و الصفات ,وتفرده باستحقاق العباده والتقديس, والأتجاه إليه سبحانه بالأستعانه والخضوع ,فلا خالق ولا مدبر غيره, ولا يماثله مما سواه شئ ,ولا تخضع القلوب وتتجه إلى شئ سواه. وهذا ما يتصل بعقيدة التوحيدوتفرد الحي العظيم وحده بالكمال وأستحقاقه دون غيره من الموجودات تقديس المخلوقين وعبادتهم إياه و التفريق الواضح بين مقام الألوهية ومقام النبوه و العبودية.

ان أساس العقيدة الناصورائية المندائية تقوم على الأيمان الراسخ ب(هيي قدمايي)الحي الاول الازلي مسبح اسمه الطاهر دون غيره وأثبات لهُ صفات الجلال و الجمال ... وهذا ما تؤكده( الكنزا ربا) الكتاب المقدس للمندائيين مبارك اسمها ب( بوثها) سورها المتعددة وكتبنا الدينيةالمقدسة فأذا تطلعنا الى السياق الكنزوي نلاحظ هنالك بوث كثيرة تشير الى وحدانية الحي العظيم { ملك النور السامي تبارك الجميع ببركاته منذ القدم وألى أبد الأبدين ,منذُ البداية والى النهايه هو الخالق لكل شئ } الكنزا ربا القسم الايمن, و { سبحانك ربي العظيم ,أسبحك ربي بقلب طاهر رب العوالم كلها, مسبحٌ ومباركٌ ومعظمٌ , ذ و الوقار والجلال , الحي الرب العلي سبحانهُ ملكُ النور السامي ذو الحول الشامل ,الذي لا حدود لقدرتهِ . النور البهي, والضياء الساطع الذي لا ينضب الرؤؤف التواب, الغفور الرحيم مخلص كل المؤمنين وناصر كل الطيبين , العزيز الحكيم , العليم البصير العارف الذي على كل شئ قدير } كنزا ربا القسم الايمن.. وهذه أول بوثا بالكتاب المقدس الكنزا ربا مبارك اسمه والتي تدل بدليل قاطع مانع من أثار رأي شك بأن الديانه المندائية تقوم على عقيدة التوحيد بالحي العظيم الجبار وتفرده بالألوهة لا يشاركه أي أحد ذو الحول الشامل...ولو سلطنا الأنظار على أحد أضواء كتبنا المقدسة نلاحظ في كتاب( سيدرا اد نشماثا ) كتاب الانفس الخاص بالتعميد (المصبتا) و طقس الارتقاء (المسقثا) في هذه البوثة على سبيل المثال وليس الحصر { باسم الحي العظيم .مبارك أنت ياسيدي عارف الحياه (مندا اد هيي) وموقر ومبارك المكان الذي جئت منه,وموقر و ممجدومتألق ذلك المكان العظيم , ويسبحك المختارون الصالحون في بيت الدين (المندا) فهم يسبحونك لمعرفتك وحكمتك .وعلمك وطيبتك وأنهم يجدونك معهم .أنت جئت, وأنت أتيت وكنت مفصحاً عن نفسك, أنت لا تحد وأبدي لا تنتهي.أنك أنت الأب وأنت الأخ وأنت الأبن* وأنت المنبع وأنت الأصل الحياه العظيمة وأنت الأول وأنت الأخر وأنت المستقبل, ... أسمك هو عارف الحياه (مندا اد هيي) , أسمك هو الحق أسمك هو نقي, أسمك هو ممجد .أسمك هو موقر , أسمك هو مزكى أسمك هو منتصر ومنتصرةهي كلمات الحق التي تنبعث من فمك على جميع الأعمال}**.

أن هذه النصوص المندائية المقدسة وغيرها تؤكد على وحدانية الخالق العظيم مسبح أسمه وأن لا معبود إلا الحي, ولا خالق ألا الحي ,ولا من يقدم النفع ويدفع الضرر عن البشر الأ الحي العظيم مبارك ومسبح اسمه.

أن من خصائص الشريعة المندائية الناصورائية أنها تشريع سماوي, يصدر الحكم على غرار ذلك فيها عن الحي سبحانه (هيي قدمايي) . فالحكم ومصدر الحكم حقيقة هو الحي سبحانه , أما ما يقرره رجال الدين في بعض الامور الدينية فهي تلك المسالك التي يكشف بها حكم الرب ,فهي المصدر بالمعنى المجازي لا الحقيقي , وأن الأصل بالأتفاق أن الحاكم هو (هيي قدمايي ) مبارك اسمه الحي الأول الأزلي وأنه لا شرع ألامنه وقد استند هذا الأتفاق الى نصوص من كتابناالمقدس الكنزا ربا مبارك اسمه {أنظروا وأسمعوا بأيمان وخذوا بكلمات ربكم } .. أن الحي سبحانه خالق جميع العوالم وجميع الكائنات والمعطي كل المواهب الحسنة الذي نوره لا يحد ,أزلي غير متغير في وجودهِ وحكمتهِ وقدرتهِ وقداستهِ وعدلهِ وجودتهِ وحقهِ.

أنهُ المرتجى الذي تتجه اليه الأبصار وحده لتخليص المخطئين من خطيئتهم و لأستمداد العون منهُ هو الحي الأول الأزلي الذي ليس لهُ بداية وأبدي ليس لهُ نهاية.

وعلا غرار ذلك يثور سؤال مهم .. هو كيفية الوصول الى رضاء الحي العظيم ؟

فنقول..يمكن ذلك عن طريق المواظبة على الصلاه و التعميد وذكر الحي سبحانه وأن لا يغيب من أفواهنا ذكر أسمه المُبجل ..حيث يقول سبحانه { كونوا لي ضياءاً وسأكون ضياءكم, وأسمي يكون في فمكم وسأكون معكم} سيدرا اد نشماثا ... هذه هي حقيقة الحي العظيم سبحانه أنهُ لن ولم يتخلى عن المندائيين في كل وقت و مكان.. و هذا هو سر بقاء الشرشا المندائيي الناصورائي الشريعة المندائية الزكية...منذُ نبينا الأول أدم كبرا قدمايا (أدم الرجل الأول) عليه السلام وألىحد اليوم على الرغم من الصعوبات التي وجاهها الدين المندائي من أضطهادات و أبادرات كما اليوم على أيدي اعداء الأنسانية و القتلة المتمرسين على اغضاب الحي الجبار.... 

أنت سيدنا يا هيي قدمايي الذي كلك رحمه ونحنُ عبيد لك وكلنا مخطئون , وأنت السيد الذي كلهُ رحمة..

وفي الختام نستخلص فيما سبق بأن الشريعة المندائية الناصورائيةهي شريعة الحي العظيم شريعة توحيدية وقائمة على التوحيد وأن منهاجها و عقيدتها تصب في التوحيد ..هذا ما دلت عليه البوث الدينية... و النصوص الفقهية...

{طوبا لمن سمع وعلم وارتفع بالنصر وشاهد مكان النور} كنزا ربا القسم الايمن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الأبن : المقصود أن الحي العظيم هوه كل الحياه.

** كتاب التعميد المندائي.الربي رافد الريشما عبد الله ص 34-38 (نصوص مختاره)

 

 

الدخول للتعليق