• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013

تعميد السيد المـسيـــح

  فاروق عبدالجبار عبد الإمام
تقييم هذا الموضوع
(2 عدد الأصوات)

كثـر الحديث وما زال يكثر يومـا" بعد يوم عـن ديـانة السيد المسيح (ع) قبل أن يبشربالديانة المسيحية

ان النصوص المندائية الآتية لهي خير دليل وخير وثيقـة تثبت وبما لا يقـبل الدحـض أو التـشكيك بأن السيد المسيح لم يكن إلا رجلا مندائيـا"، تعمّـد بعماد الـماء الحـي والـذي لا يـزال المسيحـيون وحتى الـلـحظة هـذه يـتبـركون به عند دخول الكنائس أو في القداسات ، ومن الرموز المندائية والتي ما يزال المسيحيون يمارسونه* التناول * حينما يضع رجا ل الدين المسيحي (قطعة من خبز فطير ) في فم المتناول وهي في حقيقة الامر { صا }

والتي يحضّـرها رجال ديـننا الافاضل اثناء مراسيم الـزواج * بـهثـا * .؛فالتعمـيد( الصباغة ) والـتناول (البهثا) ما زالـتا عـلامتين مـن عـلامات الديانة

المندائية وقـد يكون هـناك الكثير الذي لم نلتفـت اليه باعـتباره شيئــا" ليس بـــذي بال .

*مواعـظ وتعاليم يحيى بن زكـريا * كتاب ووثيقـــــة يصف وبشكل ٍ واضح ٍ لا لبس فـيه [كيفـيّة] تعـميد الـسيد المـسيح(ع) والـذي غــدت بعـد ذلــك ملايين البشر تدين بديانته ،وهؤلاء يجهـلون أو يتجاهـلون مــن قـام بالتـعمـيد . ليس بـخـاف ٍ عـلى احـد أن اليصابات ( أنشبي) والـدة نبـيـنا العظيم و(مريم )والدة السيد المسيح * عليهم السلام جميعا"* اخـتان شقـيقـتان وهما امان لنبيين اختارهما الحي الأزلي و وضعهما فـي رحـميهمـا بمعجزة من لدنه ؛فاولاهما * انشبي * في الثامنة والثمانين حينما حملت ب** يهيا يهانا ** مبروخ ومطروس بأمر من الواحد الأحد : ( أقول لكم : هـل هناك من مات ثـم عـاد ثانية حتـى تلـد أنشبي مولودا" ؟ هل هناك من اصيب بالعمـى ثـم أبصر ، أو كـان كسيحـا" ثم قام حتى تلد أنشبي مولودا"؟ منذ اثنين وعشرين سنة لـم أقترب من زوجتي ،،،،)*1 ولا شك في كلام هذالشيخ الجليل ما الا محض صـدق ؛ فإذا كل الامور كانت كمـا وصف بهذا الشكل فلا بد أن أمرا" خارقـا" للطبيعة قد حصل ! ويذكـر لنا القرآن الكريم هذه الحاثة الربانية : بسم الله الرحمن الرحيم { يا زكريا إنا نبشرك بغلام ٍ اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمـّيا }*2 صدق الله العظيم __ وآية اخرى يؤكد فيها رب العزة الحدث العظيم ، فيقول سبحانه وتعالى

بسم الله الرحمن الرحيم { فـنادته الملائكة وهـو قـائم يصلي فـي المحـراب إن الله يبشرك بيحيى مصدقا" بكلمةٍ من الله وسيدا" وحصور ا" ونبيـا" مـن الصالحين ،،،}* 3 صدق الله العظيــم . ان الاحـلام والرؤى التي انتابت اليهود قـبل ولادة نبيـنا العظيم لتؤكد هذه المعجزة { في سماء الخلد ذكر اسم مولود ، انجلى سـرٌ فـي اورشليم ... ضجيج وأصـداء مخاض ٍ تعلن ولادة طفلٍ في أورشليم ...} 4 __ أما الاخت الثانية فهي عـذراء بتول ما مسها بشر ، لكن، أمرمن الله صدر فحملت مريم العذراء وكان عيسى الذي اختاره المولى القدير ليكون نبيا" كإبن خالته ، عند إستقراء نصوص{ دراشة يهيا} نعرف أن عيسى ( ع) كان ملازما" وتلميذا" لنبينا ومنه أخـذ الحكمـة والمعرفة { تكلم المسيح مخاطبا" يحيى في اورشليم : يا يحيى أستحلفك بالحي العظيم وبملاك الاحد الوقور وبالدرب الذي سلكه المختارون ، حدثني ، ماذا تشبه سفينة صورييل ؟ اخبرني عن النفس كيف تغادر الجسد وبماذا تكون متلفعة ، وماذ تشبه وهـي داخل الجسـد الفاني ؟ ألـيس تشبه الـدم الذي يمنح الدفء للجسد المغلق ؟ أو كأنها الريح الذي يعيقها الجبل ؟ أو كالندى عـلى أوراق الاشجار، وما يلبث أن يتبخـر ويتلاشى ، **- لكن وبطريقـة الـمعـلم الذي اخـتاره الله ليكون عارفا" بالخبايا وما تضم الحنايا- ** قـال يحــيى بصوتٍ عال ٍ : لا تشبه الدم الذي يدفيء الجسم ولا تشبه الريح التي تعيقها الجبال ، ولا تشبه الندى الذي يتكون على الاوراق ؛ يتبخر ويزول ...

النفس محتجبة تدخـل خـفـية الى الجسد الـفـاني ، وعندما يحين الاجل تنسل خفية متلفعة برداء النور }*5 إنـه لوصف يعجز البشر الأتيان بمثله لأنه صادر عن نبي . في النص الخاص بالتعميد نجد أن عيسى المسيح يطلب من النبي يحيى ان يعمّـده تعميدا" مندائيــا" ، إلا أن يوحنا يرفض ذلك لاسباب نجهلها نحن البشر، لنقرأ من النص السابع والعشرين { يا يحيى اصبغني بصباغـتك وانطق الاسم الذي تذكره عـلـيّ ، وسأذكر صنيعك هذا في وثيقة ,وإن لم أتتلمذ ؛إلغ ِ اسمي من سجلك ...} بيد أن النبي لم يكن واثقــا" من قول المسيح فيقول {.. كيف اصبغك وقد هـزأت بكهنة اليهود وأخزيتهم وقد قطعـت الـنسل والحمل وانت سجـل في صحيفة موسى نشرت في اورشليم ، قال عـيسى: لم أهزأ بالرجال الكهنة وإلا سأمـوت مرتين ... }} 

لـذا وكمرحلة اخرى يبـدأ النبي يحيى بطرح عــدة بـديهيات يختبر من خلالها كيف سيكون الرد وكيف تفسّــر تلكم البديهيات {... قال يحيى : الأخرس لا يصبح معـلما" ، والأعـمى لا يكتب رسالة ، وبيت الخراب لا يتألق ، الأرملة لا تصبح عروسا" ،والماء المنتـن لا يتضوع طيبا"والحصى لا يترطب بالزيت ... } بـيد أن الـتـلميذ أراد أن يبرهـن لأستاذه أنه أهل لتفـسير ما يطلب منه وأن تلك البديهيات ليست بالمستحيلة وهـو جدير بأن يفسرهـا بما يجعله أهلا" ليصبغ صباغة مندائيــــة {...

قال عيسى : الأخرس يصبح معلمـا"والاعمى يكتب رسالة ؛ و بيت الخراب يتألق ، ألارملة تصبح عروساً ،و الماء المنتن يتضوع طيباً و الحصى يترطب بالزيــت . قـال يحـيى الى عيسى أوضح ذلك ...الاخرس ايصبح معلماً ، المولود الذي يأتي ينمو و يتكلم و يصبح كبيراً و يمنح الزدقا و يكسب الأجر، الاعمى يكتب رسالة ...ا بن السوء إذا حـسنت أخلاقة و ترك الزنى و السرقة و آمن بالحي العظيم . بيت الخراب يتألق ، إذا رقّ ابن الحياة و هجر القـلعة و الفـراش و بنى بيتاً عند الشاطيء و جعل له بابين ، فمن جاء من سهل فتح له باباً و من جاء من علٍ فتح له الباب الآخر و قابله فأن طلب طعاماً، أعد له المائدة بالحق، وإن طلب ماءً سقاه ، وإن أراد النوم جهّز له فراشاً ، وإن طلب الرحيل ارشدة الى طريق الحق و الايمان و ارتقى متطلعاً الى موضع النور . الارملة تصبح عروساًُ ... عروسُ في شرخ الشباب ... أحتجبت و أعتزلت من أجل رعاية ابنها ، و كلما خرجت لم يغادر نظرها وجة زوجها . الماء الآسن يتضوع طيباً : فـتاة غانية متحررة بلآ قيود أصبحت أماً صعدت قاصدة المدينة ، و لم ترفع الوشاح عن وجهها ، الحصى يترطب بالزيت : الزنديق الذي هبط من الجبل ،تاركاً السحر و الشعوذة و آمن بالحي العظيم و آوى اليتيم ... يا يحيى أصبغني بصباغتك و انطق الاسم الذي تذكره عليّ فسوف اذكر هذا لك في وثيقـة ، فأنت مسؤول عن خطاياك و انا مسؤول عن خطاياي )) 6 حينذاك هبط وحي من الحي الازلي يدعـو النبي يحيى لصباغة عيسى { يا يحيى ، اصبغ المسيح ، اصبغه فـي يردنا ، واصعد ضفـة الـنهر حيث روح القـدس تمثـلت فـي حـمامة رسمت صليبا"

فوق يردنـا ولونت الماء بالوان ٍ متعددة وقالت ليردنا : أنت قـدستني وقـدست أبنائي ..فـالـماء الذي اصطبغ بـه الـمسيح أصبح لـه ماء" مقدسا" والخـبز المبارك الـذي تناوله ، أصبح لـه روحا" للقـدس ،و الماء الـذي شـرب منه أضحى قربانا"}6 هـكـذا وبأمر من الحي الأزلي تعـمّـد السيد المسيح عمادا" مندائيا" ؛فـلقـد اصطبغ وتناول البهثا وشرب الممبوها وبذا لايمكن الا أن يكون الا مندائيا" خالصـــــــــــــــــــــــا" .

لكن قبل الانتهاء من هــذا المـوضوع ارجو أن الفت النظر الى ما ورد في النص السابق وهي اشارة لا أستطيع اغفالها أو التغاضي عنها :الا وهي قول

النبي يحيى * مبروخ ومطروس* لعيسى المسيح ( وقـد قطعت النسل والحمـل ) وهي لا شك في أنها تحمل اشارة واضحة الى مبـدأ ( الرهبنـة ) الذي اعتمده المسيح والذي يخالف الشريعة الربانية الداعـية الى التناسل الطبيعي ،ومن هـنا جـاء رد المسيح (فأنت مسؤول عن خطاياك وانا مسـؤول عـن خطاياي ) .

والملاحظ كذلك أن نبينا كان قـد اعتمد هذا المبـــدأ أول الأمر كيـــلا يضطـر الى عـدم القيام بواجباته الدينية أمـام رب العباد ؛لاعتقاده بأن الزوجـة يمكن أن تبعـده عـمـا نذر نفسـه اليه فنراه يقول { أخشى إن تزوجت ،و جـاء الليل ، وحان النوم وأقتربت منها أن أكـف عن أداءطقوسي السماوية وأنسى خالقي ، أخشى اذا اقتربت منها أن انتقطع عن أداء صلاتي في أوقاتها .... بينما كان يحيى يفكر في هذا جاءته رسالة من السماء تقول : يايحيى اتخذ لك زوجة ولتقر نفسـا" ولا تغشاها يومـّي الأحـد والخميس ، واحـذر كل ما هو باطل في هذه الدنيا الزائلة }7 وبـذا تحــرر نبينا الكريم مما اعتبره عــائقــا لزواجه فتزوج بعد ذلك وكانت زوجه {* أنــهر*} قد حملت اول الامر بـــ( هـندام وشارات ) وفي الثاني ( بهـرام ورهيمات هيي ) وفي الحمل الثالث ( أنصاب و سـام وأنـهر زيوا وشار) قال يحيى لزوجـته ** أنــهــر ** { أنتِ علمي بناتك ِ عـدم الخنـوع وانا اعـلّـم أولادي واوصيهـم أن لا يكونوا منغلقيـن } 8 حقــــــــــــــــــــــــا" لقد تحقق كلام نبينا العظيم فلا نجـد حتى هذه اللحظة مندائيـة خانعـة خاضعـة ولا مندائيـــا" منطويـــا" منــغـلقــا" عـلى ذاتـه ، بل فـرحـــا" مستبشـرا" بأن الحياة ما زالت جـديرة بأن تعاش !

الدخول للتعليق