• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

النظافة الشخصية في الديانة المندائيــــة

  فاروق عبدالجبار عبد الإمام
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

الصباغة والرشامة والبراخة والطماشة :أركان النظافـة المندائية، فـأولها ؛هـو الصباغة والتي تعتير اعلى مراتب النظافة الشخصيةوالدينية

وبهذا الطقس يعتير الفرد مندائيا" حينما يتم تعميد الطقل ويعطـى الاسم الديني:- المـلواشة -: والصباغة طقس خاص لما تتضمنه من امــور

خاصة لاتتوفر في البقـية ،وغـير خافٍ أن الصباغة من الامو ر المحببة عند المندائيين جميعا" { * }

الرشامة والبراخة : واجبا الرسم والتبريك والصلاة وهـما واجب يومي وعـلينا الالتزام بـه ، لكن ومع الاسف الشديد ،ومع الغربة والتشتت التي طالت معظمنا أضحـت الامور عـلى غــير ما يرام وبات المـندائي لا يستطيع أ ن يعلــم نـفـسه لكن .. عـليه أن يتعلم الانجليزية والســويديــة والهولندية والدنماركية والالمانية و غـيرها كـــــثــــيـــر جــــــــــــــدا" .

والطماشة أبسط أنواع النظافـة الشخصية وبها نظل متصلين روحـيا" ونفـسيا بخالـقـنا عـندما نهيئ انفـسنا لتـناول الـطعام و نقـول ((اشما أدهي و أشما منداهي مدخـر الي)) تأخـذ النظافـة –بشكل عـام – و النظافـةُ الشخصية بـوجـه خاص حـيزاً لا بأس به فـي كـتاب دراشة يهيا ( مبروخ و مطروس) و عـلى مـبـدأ أن لاحـياء في الـدين ، تأخـذ النظافة الشخصية – قـبل و بعد الممارسات الجنسية الزوجية- شكلاً خاصاً ؛ فـديـنـنا دين الفطرةيدعـو الى النظافة الخالصة و التطهـّر الدائم و الصباغة المستمـرة تخـلصاً من الاوساخ و الأمراض و تقـّرباً من ربٍّ السموات و الارض الذي يحـثنا بأن العلاقات الجنسية الشرعـية ؛ يجب ان تكون روحية إنسانية لا وحشية حيوانية لأن هذا هو المبدأ الصريح الذي يجب ان نلجأ الية و نحاول اتباعة لنفوز برضا أنفسنا و برضا الحي الأزلي و الملائكة أجمعين . كما يدعـونا نبـينا الكريم يحـيى (ع) الى العفة الجنسية و الابتعاد عن الزنى و الزناة باعتبار العلاقات الجنسية الطبيعية تدعـو الى الاستقرار الاسري ؛ و تهدف بالتالي الى استمرار النسل الصحيح دون التشكيك بنسب المولود البرئ غير العارف بما يتربص بة، خاصة و ان ليس هناك –تلك الايام- مايثبت أو ينفي عائدية المولود الى ابيه ؛ بل كان الشبة هو العامل الوحيد لإيثبات عائدية و صحة نسبة ؛ فالويل كل الويل لمن لا يشبة اباة ؛ فهـو ابن زنى و لن يكون ( أبن أبية) لذا أضحت المواعـظ و الحكم و الامثال هي سبيل الأفضل لإثارة نوازع الخير في النفس البشرية ؛ دفعاُ لها للتمسك بالـقّـيم الفضلى ،وإبتعادا" عـمّـــا يشينها ويشوب العلاقات الحميمة من الشوائب التي يمكن ان تؤدي الى الفرقة والطلاق ، وفي بعض الاحيان الى أوخم العواقـب ؛ خاصة اذا مـا تمكـنت الغيـرة من النفـوس الضعيفة وعملت على ما يعمي الابصار ويثير النوازع الشريرة في نفوس البشر .

في النص العشرين نـقـرأالدعـوة الصريـحـة للزوج في أن يكون نظيف الجسم والعقـل ليكون بعيدا عـن الجنس والنـفـس في غـير ما حلله الله العلي القـديرو لئلا ينقــل الى حـليـلـته ما يمكن قـد عــلق بـه وهـو خـارج البيت { إذا إقـتربـتم من زوجاتكم تطهــروا بالمــاء،اسكبوه فـوقـكم واغتسلوا جيــدا" ، فـلو بقثيت شعرة واحدة غيـر طاهرةٍ لن تتطهروا }} فهل هناك أوضح من هذه الــدعــوة ، وهل تحتاج الى تفـــسير!!

وفـي النص الحـادي والعـشرين نـقـرأ دعـوة مماثلـة لـلـزوجة المندائية بإعـتبـارها الـشريك الذي لا غـنى عـنـه فـنـجـد {{ المــرأة التي يغشاها زوجها وهـي غير طاهـرة ، يلقـى عليها إزار ممزق ، والتي يقـربها زوجها وهي غير نظيفة تـلد ابنـا"ميتـا" ..أما التي علقت بها نجاسة فستلعنها السماء والارض ... وذا غشيتم زوجاتكم فتطهروا بالماء واغتسلوا جيدا" بدأ" من قمة رؤوسكم ؛ فلو بقيت شعرة لم يمسها الماء لن تتطهروا}} .

وعن هذه المسألة بالذات يسأل اليهود المتشككون نبينا الكريم {يهيا يهانا} *مبروخ ومطروس* عن حكم القاضي في مثل هذه الحالة (بماذا يحكم القاضي على كلِّ من يضاجع زوجته ولا يتطهر بعد ذلك بالماء ؟ بماذا يحكم القاضي عـلى كلّ يغشى زوجته قبل أن تتطهر من النجس والحيض ِ في الايام الاولى بعـد الولادة ؟_* ويكون الجواب_ *ــ كـل من قـرب زوجتـه ولم يطهر جسـده بالماء يلقى في أعماق اور، والزوجة التي لم تتطهر بالماء تلعن وتضرب ضربـا" مبرحـا" ويحـذف اسمها من بيت الكمال , كـل من غشى زوجتـه بعـد الولادة ولمّــا تتطهر بعُـد من النجاسة والحيض يكون مقيما" في ظلامٍ دائمٍ )نص25 وفـي نفس السياق نجد في النص 64 ( من قرب زوجته ولم يتطهر يُلق في بطن الحوت الكبير، كذلك المرأة التي لم تتطهر بالماء تجلد ويحذف اسمها من بيت الكمال ،من قرب زوجته ولم تنظف بعد من نجس الحيض

يحجب في غـمامة الظلام ) التعاليم النبوية لم تستثن ِ الزوج أو الزوجة بل هما سواء في العقاب والثواب في السراء والضراء . ولا تقتصر النظافة على الجسد فقط بل تمتد لتشمل الروح مما قد يعلق بها من أدران الشك والريبة التي تزعزع الكيان والوجدان وتؤدي بصاحبها الى اتون لا يخمد اواره (طّهروا نفوسكم وانقذوها من فم الوحش الكبير )*1 فأي وحش هذا ! ( من صان نقاء النفس ؛ فان منزله في قمة عوالم النور... حوله يلتف الاثري ويد العهد ممدودة اليه ... على رأسه تاج من نور يضيء العالم ...إنه قلب الحياة العظمى وان معلم الحق والعهد يكون معه ؛ فمن كان قلبه غير مستيقظ وعقله غير مستنير فإنه يقيم في منزل الارواح ويسقط في مستودع الظلام المطلق ، أمــا الذي قلبه أنار له طريقه ؛فانه يكون أبهى من الشمس والقـمر)*2 وعلى نفـس المنوال { لكم تحدثنا وأوضحنا ، فلا تعملوا سـوءا" ولا تنحدروا الى مهاوي الظلام }*3

1-النص36 *{والحــي مـزكــــي الاعمــال والنـــيات }*

2-النص53

3-النص64 

الدخول للتعليق