• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013

الوحدانية فـي الديانة المندائييــة

  فاروق عبدالجبار عبد الإمام
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

{ملعون وموصـوم بالعار كل من لا يعلم أن ربـنا هـو ملك النور العظيم،ملك السمواتّ والأرض، الواحـــد الأحــــــد }*1

{نناشدك يحيى بملك النـور العظيــم الذي سجدت لــه }*2

الديانة المندائيية ، هذا الدين القديم قـدم الدهر لـم يقـم إلا علـى التوحيد، توحيد الذات الإلهية فقط .

نحــن نعتبـر أن الدين المندائيـي وجــد مـع وجـود الإنسان الأول ،ونعتبر آدم أول الأنبياء ؛ فهـو والحالة هـذه اًنزل مـع مع نـزول نسمة الحياة في جـسـد آدم . لقـد صنـع البشـر بـداية الأمـر التماثيـل والأصنـام ، وبنى الهيـاكل لـتكون الوسيط بينه وبين خالقـه لكن وبعـد مرور زمنٍٍ على هـذا الصنع نسيت الغاية وصارت {الوسيلة هي الغاية} فلقد أضحت هذه التماثيل والنصب تتمتع بالقوة المطلقة والتي هي بالأساس قوة الخالق الأوحد الذي تدين له الرقاب وله وحده الثواب والعقاب ؛ لقد نسي هؤلاءِ في خضم الحياة حقيقة إن ما يقدسون وما يعظمون الآن ما هي إلا حجارة صنعوها بأيديهم ولا تملك ضرا"أو نفعا" لهم؛ هذا النسيان ولّّد عبادة الأوثان والأصنام ، قد يكون مرد هذا التحول والنكوص يعود إلى الطبيعة البشرية التي ما كانت تصدق إلا ما تراه العيون وما تلمسه الأيدي أو ما تميزه بقية الحواس ، لكن أن يأتي {رسول أو نبي } ويقول أن هناك من هو قادر على الإحياء ، وله القدرة { وحـده} على المنح والمنع ، وإننا لا نستطيع معرفة كينونته وماهيته إلا بالعقل والمنطق ، فكان هذا والحالة تلك محض هراء لم يقتنع به أحد،واحتاج الأنبياء والرسل إلى سنواتٍ طويلة وعذابات مريرة ليوضحوا لبني البشرهذه الكينونة ، إلا أن المندائيين أصحاب العقيدة الثابتة الواضحة لم يرتضوا إلا أن يكونوا عبدة الواحد الأحد ذي الجلال والإكرام ، خالق الخلق والذي بيده أقام الدنا السبع وله وحده أن ينهيها لحـظة يشاء .

كتاب { مواعظ وتعاليم يحيى بن زكريا } زاخر بنصوص تنهى عن القيام بمثل هذه البدع خاصة بعد تفشي عبادة الأصنام والأوثان وبناء هياكل تمجـد الأشياء لا خالقها .{أبنائي، احذروا، لا تسجدوا للشيطان والأصنام والتماثيل في هذا العالم، مذنب من يفعل ذلك ، ولا يصل إلى دار الكمال }*3

{ أيها المختارون ، إن القرابين التي تقدمونها للهياكل تفقر تفكيركم وإيمانكم وتفرقكم }*4 أنها دعـوة واضحة الأهداف لا غموض فيها ، ولا يمكن تجاهلها؛ فهي صادرة عن نبي فتح الحي الأزلي بصيرته وهداه إلى سواء السبيل .لقد خلق الله الشيطان ليكون الفيصل بين الخير والشر وليمتحن قـدرة البشر على التمييز ..{ركبتاي اللتان سجدتا للحي العظيم لن تسجدا للشيطان والأصنام، قدماي اللتان سلكتا طريق الحق والإيمان لن تسلكا دروب الزور والمعصية ..}*4 ونص آخر يؤكد هذا المعنى {أصدقائي ، أيها الساجدون للحي العظيم ،خطاياكم وذنوبكم ستغفر..}*5

فيض من النصوص والتي تدعـو كلها إلى هـدف واحـد وأمر واحـد ؛ فهي كلها تسـعى إلى أن ينتبه البشر أن لا حياة بـدون صانع هذه الحياة ألا وهو الواحـد الأحد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا" أحـد .

ربـنا لك نـدعـو، وباسمك نلهـج ، ولك نسبّح ؛ فامنحنا وضوح الرؤيا وسهل لنا أمورنا ، وهب لنـا من لدنك هدوء أنفسنا.

والحي مزكّـي الأعمال والنيات 

النصوص

______:

*1النص19

*2النص25

*3النص44

*4النص12

*5النص22 

الدخول للتعليق