• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013

الإستشهاد طبقاً لتعاليم الدين المندائي

  المجمع الصابئي المندائي للتنوير
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 "يوم ذكرى شهداء النور والمحبة والسلام المندائي"

  عُرِف المندائيون بحبهم للرّب، وبأنهم يحبون كل مخلوقاته ويحافظون على البيئة والحياة عليها، وانهم يشكرون النعمة ويقدرون عظمة جمال الحياة (المادية والروحية)، والمهم ايضا انهم عرفوا بالسلام والمحافظة عليه. 

إنّ القتل وحمل السلاح والقتال محرّم على المندائي، حتى ولو من أجل الدفاع عن النفس. وقد أُستُغِلَّ ذلك في الماضي من قبل العديد من مجاوريهم (والى الوقت الحاضر) فقاموا بممارسة شتى أنواع الإضطهاد والقتل والتجويع والتشريد ضدهم وهم صابرون مؤمنون لا يغيرون دينهم ومبادئ عقيدتهم المسالمة المحبة للخير والسلام.

 مع ذلك فإن في النصوص الدينية المندائية (وخاصة كَنزا ربا)، وكذلك التاريخ والتراث المندائي ما يشير الى وجود مبدأ الشهادة والتضحية بالجسد ضمن ضوابط ومعاني تختلف كثيرا عن معنى الشهادة عند بعض الأديان والعقائد الأخرى.

 إن الإستشهاد في الدين المندائي له أهمية كبيرة، ويتمحور معناه بشكل رئيسي حول  رمز التضحية في سبيل الرّب وذلك من خلال الإخلاص الكامل لعقيدة المندائيين، "عقيدة النور والحياة"، الموصلة الى الرّب.

 إن الإبتعاد عن الشر والقتل ما استطاع إليه سبيلا هو حالة يقاس عليها مقدار الإيمان المندائي الصحيح. لذلك نرى المندائيين قد ثبتوا على دينهم فاستطاعوا البقاء والنجاة الى يومنا هذا

ولقد كان اسلوب الهرب من أجل عدم تغيير دينهم والخضوع للآخرين، وكذلك من أجل المحافظة على حياتهم وحياة أجيالهم احد الأساليب التي اتبعها المندائيون، مما اضطرهم في أحيان كثيرة للهجرة والتضحية بالغالي والنفيس. وكان الأمر يصل في بعض الأحيان الى أن يضحي الشخص المندائي بحياته من أجل انقاذ البقية عن طريق عدم المقاومة وعدم الهرب وإختيار موت الجسد على تغيير الدين وعقيدة الأيمان بالرب

إنّ إستشهاد ال 365 رجل دين في أورشليم القدس، لَهوَ أحد الأمثلة التي تعطي أهمية بالغة في معنى الشهادة في سبيل حبّ الرّب، حيث نَستذكر تلك الحادثة في الطقوس

الدينية وإلى يومنا هذا. لأنها تمثل الترابط الروحي ما بين الأحياء وأهاليهم مِمَّنْ غادروا هذا العالم شهداءاً

المندائية كديانة وفلسفة تدعو الى تنوير الإنسان للمحافظة على نفسه بالكامل (روحاً ونفساً وجسداً) من الظلام وضرباته، محاولات قضائه على استمرار الحياة.

الإنسان المندائي يجب أن يبتعد عن الشر والأشرار قدر ما يستطيع. لكن ذلك الإنسان الذي يموت من اجل حبّ الرّب (بعد كل محاولاته لتجنب الموت وأذى الأشرار) يكون موته بلا خطيئة ترتكب ضد الحي والحياة، لأنه في تلك الحالة لن يقم بالشر ولن يرتكب اثما. وبتلك المعاني يوجهنا كتابنا كنزا ربا الأيمن في الفصل الأول: 

"كُلمَنْ إد برهموتْ مارَه فَغرَه لغيطلا نَشلِمْ زَكايَ اد موما ليتبه".

 

الإستشهاد بالحروب

يوصينا كتابنا المقدس الكنزا ربا: بأنه اذا نزل علينا شرّاً أو بلاءاً فعلينا أن نتحمل المصيبة وأن نصبر وأن نتمسك بالإيمان بعقيدتنا المندائي. ويعلِّمنا بأن موت الجسد عند الإستشهاد في سبيل حب الرَّب لا يعني شيئاً، لأن روح الشهيد سوف تمكث في أرض النور

 

لذلك إذا قُتِلَ الشخص المندائي من جرّاء القصف مثلاً (بشكل خارج عن إرادته) فيمكن أن يفسر بأن موته كان إستشهاداً في سبيل الدين، إذا كان ذلك بسبب تمسكه بمندائيته. وهذا ينطبق تماماً على جميع المندائيين الذين تركوا الوطن هرباً من التعسف أو الإضطهاد الديني، بمعنى ان ذلك الشخص هرب من وطنه بسبب إصراره على مندائيته ومات في بلد غير آمن أو غير مستقر أو بلد فيه حرب.

 

يوم الشهيد المندائي

طبقاً لديننا المندائي، تعتبر أيام البروانايي/البنجه الخمسة (إضافة إلى خصوصياتها المتعددة) أيضاً أطهر الأيام، إذا توفى فيها المندائي. كذلك وهو الأهم انها تعتبر أيام ال"دخراني" (الذكرى: أي تذكر أرواح المنتقلين من أجسادهم، وخاصة الشهداء الذين أُضطِهدوا أو ماتوا من اجل العقيدة المندائية)، وهي أيام إحياء ذكرى الراحلين والمساعدة في إرتقائهم وتوحيدهم مع الأحياء على هذه الأرض ومع سرب الحياة الأعظم.

لذلك نرى بأن يخصص أحد أيام البنجة لإقامة صلوات الغفران والمسقثا على أرواح كل المندائيين الشهداء في كل عام، فيكون ذلك اليوم بإسم: "يوم ذكرى شهداء النور والمحبة والسلام المندائي" لنستذكرهم في ذلك اليوم.

 

 

الدخول للتعليق