• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 12 تموز/يوليو 2013

لماذا "مهر" الترميذا غير شرعي

  المجمع الصابئي المندائي للتنوير
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 

بشميهون إد هيي ربي

لماذا "مهر" الترميذا غير شرعي

أسوثا نهويلخون

ظهرت في الاونة الاخيرة فتاوى وممارسات لرجال دين مندائيين ("من خلال الخطأ بتفسير معنى صباغات الأعياد") نعتقد انها خطيرة وقد تؤدي الى نتائج كارثية، ولهذا نود توضيح الآتي

تعتبر الصباغة الركيزة الثانية بعد التوحيد في الديانة المندائية، حيث تجتمع فيها كل الشعائر الدينية: من توحيد وصلاة وزدقا. أما من الناحية الفلسفية فالصباغة تعني الولادة والانبثاق من جديد. والصباغة تكون على ثلاثة انواع: فالاولى تسمى مصبُّتا بخرا؛ والثانية مصبتا هيثا (التي تحسب من الصباغة الثانية ولا تختلف عن الاولى بأي عهد)؛ اما الثالثة وهي الصباغة الكبرى "360" فلها طقوسها وعهودها الخاصة ويجب توفر اعدادها من رجال الدين، وستكون هي مادة بحثنا هذا.

الموضوع الأول: الصباغة المتكررة

يعمد بعض رجال ديننا، ومنذ زمن قريب لا يتجاوز بعض السنين إلى إسلوب الصباغات المتكررة وخصوصاً في المناسبات الدينية مثلا الصباغة في عيد الصغير؛ او الصباغة لتنقية النسب في المناسبات الدينية. فكما هو معلوم وموثق في النصوص الدينية ان هنالك ضوابط خاصة يجب ان تتوفر من اجل اقامة الصباغات الكبرى والتي تبدأ من ثلاثة او خمسة او سبعة من رجال الدين، ثم يتوج هذا العمل بعمل زدقا بريخا للمصطبغ/ة، وإلاّ اصبح العمل باطل دينيا.

برزت على الساحة المندائية في ظل غياب المؤسسة الدينية الفعالة، حالات اجتهادية جديدة من قبل بعض رجال الدين. تلك هي الصباغة لترقية النسب في المناسبات الدينية من درجة سوادي الى درجة الحلالي، ومن ثم التأهيل الى الدرجة الدينية ليكون اشكندا ومن بعدها رجل دين، بإتباع إسلوب الصباغات المتكررة في الأعياد وإعتبارها تعادل الصباغة الكبرى "360" صباغة.

تقام الصباغة الكبرى من قبل عدد من رجال دين، كما ذكرنا اعلاه، وتقام في ايام الأحاد فقط وتستمر من أحد الى أحد، وهذا ما هو موثق بالنصوص والموروثات الدينية، والتي سارت على نهجها مئات اذا لم نقل الوف الأجيال. اما اليوم فلقد أجاز البعض من رجال الدين لأنفسهم ان يقوموا بهذا الطقس العظيم بكل معانيه في ايام المناسبات الدينية، مبنية على اجتهادات شخصية بحساب الصباغة بهذه المناسبة او تلك بعشرات الصباغات، كأن تكون الصباغة في العيد الصغير تعادل خمسين صباغة او في الدهفة اد دايما تعادل ستين...وهكذا وبالرغم من ان النصوص الدينية حددت الصباغة في يوم كنشي وزهلي فقط (دون الاخرى) بستين صباغه، تكريما للنفس المندائية المصطبغة وهذا يكون في العالم النوراني وليس بعالمنا المادي.

أن هذا العمل، الذي لم نعتّد عليه سابقاً، خطير للغاية وينذر بإنحراف كبير عن تعاليمنا الدينية العزيزة. لذلك نطلب من القائمين او المروجين لهذا العمل ان يتكرموا ويجيبوا على تساؤلاتنا هذه:

أولاً: إرفاق النص (دون الإجتهاد أو المراوغة) الذي يبين بأن ست صباغات بالدهفه ديما تعادل 360 صباغة؟

ثانياً: إرفاق النص الذي يجيز إعتبار صباغة الأعياد هي للتخلص من نزوليات سواء بالنسب أو من أمور إخرى؟

ان مفهوم صباغات الأعياد هو كثرة الحسنات للمصطبغ وليس للتخلص من نزوليات لأن هناك فرق كبير بين الحسنات وبين التخلص من الخطايا والنزوليات، بمعنى إن المندائي عندما يصطبغ في الأعياد تضاف إليه حسنات وليس تنقية ذاته أمام بيت هيي.

إننا واثقون أن مثل هذه النصوص لا وجود لها ونرى أن هذه الممارسة غير سليمة وخاطئة وكتحصيل حاصل فإن إجراءات التعميد المستندة عليها باطلة ورغم ذلك نقترح على القائمين بهذه الصباغات، نشرها أو التوقف عن مثل هذه الممارسات فوراً.

الموضوع الثاني "الأخطر"

وتكملة وإتكاءً على هذا الإسلوب الخاطئ الذي يتبعه بعض رجال الدين. فلقد قاموا بالفتوى أن المندائيين "الحلالية" المتزوجين بواسطة رجل دين بدرجة ترميذا "نازلين" ويجب صباغتهم "العائلة كلها/زوج؛ زوجة؛ أطفال"بنفس الإسلوب بالأعياد لغرض أن يصبحوا حلالية!!! حيث يعتبرون أن المهر الذي يقوم به الترميذا غير شرعي.

عليه نطلب:

أولاً: إرفاق النص الصريح الذي يعتبر أن مهر الترميذا غير شرعي؟

ثانياً: إرفاق النص الذي يعتبر أن صباغة الأعياد ستنقله من مهر الترميذا إلى مهر الكنزبرا؟

أحبتنا المندائيين

لو تمعنّا بهذه الأساليب التي لم نعتد عليها سابقاً لوجدناها تهدف إلى:

(1) تدمير العلاقات بين رجال الدين نهائياً، من خلال إتِّباع إسلوب التسقيط المتعمَّد لرجال الدين، والذي من شأنه القضاء تماماً على روح العمل المشترك بين رجال الدين، وتحديداً تحقيق حلم "تشكيل المجلس الروحاني".

(2) القضاء على أمل المندائيين بالمستقبل، وإدخالهم بدوامة "المهر غير الشرعي" أو "المهر الحلال وغير الحلال" وإرهاقهم من النواحي النفسية؛ الجسدية؛ والمادية.

(3) تصرف رجل الدين على هواه وبمقتضى مصالحه.

لنأتي إلى واقع حالنا بمسيرتنا الحالية بتعريف الدرجات الدينية ومعانيها:

 (1)الريش أمه. أن مواصفات رجل الدين بهذا الدرجة بشكل عام ثلاثة:

الأولى: أن يمتلك السلطة السماوية بأن يجعل"أُمته" تنطق معه بكلمة واحدة!!! فكلمته هي كلمة جميع أبناء أمته. وكتحصيل حاصل فالخير يعم على أبناء الطائفة جميعاً ومن كل صوب. فهل هذا ما نحن فيه الآن؟

الثانية: أن يحضى صوته وندائه برضى السماء، كنداء النبي! "يخلق المعجزات" خاصة الأمن والسلام والهدوء والتلاحم. فهل ان هذا ما نحن فيه الآن؟

الثالثة: أن تكون له المقدرة الكاملة لتفسير النصوص والتعاليم الدينة. فهل أن ما يمارسه البعض مما طرحناه أعلاه يرتقي لهذه المفاهيم؟

(2) الكنزبرا. ان هذه الدرجة لها محدداتها فلا يجوز لمن حصل على الدخيه أن يرتقي لهذا الدرجة الرفيعة؛ إذا لم يكن متمتعاً بمواصفات حددتها تعاليمنا الدينة، بمعنى لا يجوز للِّص؛ الكاذب؛ المخادع؛ اللئيم؛ الذي يسعى وراء تحقيق ذاته...الخ أن يرتقي لهذه الدرجة الرفيعة. بل بالعكس فلا يحق له أن يصبح رجل دين من الأساس.

لقد نصّت تعاليمنا الدينية أن يكون الكنزبرا حافظاً للكنز العظيم بمعنى حافظاً لوصاياه وتعاليمه وليس حافظاً لنصوصه دون تطبيقها. أما بعض ما نصّت عليه التعاليم من شروط أساسيه لرجل الدين فهي أن يكون: طيب القلب؛ متمتع بأخلاق رفيعة؛ محباً للخير؛ لا يسعى مطلقاً للجاه أو المال؛ متسامحاً؛ يعطي لغيره قبل أن يعطي لنفسه؛ وبجميع الأحوال لا يسعى للفتنة وتمزيق وحدة رجال الدين والطائفة بمعنى أن يسعى فقط لخير الطائفة وليس العكس.

واقع الحال الذي نعيشه الآن

للأسباب أعلاه ولنوعية ومواصفات الكنزبرا إختار بعض أبناء طائفتنا أن يزوجهم ترميذا يثقون فيه وبقدراته وأخلاقياته.

إن عدم وجود رجال دين بدرجة كنزبرا في كثير من المناطق أدى، وبشكل طبيعي، إلى أن أكثر من 70% من أبناء الطائفة يزوجهم ترميذا. وهنا يجب قول الآتي:

(1) ان ربع رجال ديننا الحاليين ترصهم/طرسهم رجل دين بدرجة ترميذا والكل صامتين وموافقين. فأيهما أهم طراسة رجل دين أم أن يزوج الترميذا المندائيين؟...أفيقوا يا من أغلقتم عيونكم عن قول كلمة الحق فستحاسبون أشد الحساب من بيت هيي.

(2) عندما غادر شيخنا، الريش أمه عبد الله "شابق هطايي نهولي"، العراق لم يكن هناك كنزبرا ولعدة سنوات حيث زوّج الترميذي مئات المندائيين.

(3) لم يدخل مدن البصرة؛ العمارة/ميسان؛ الناصرية كنزبرا لغرض الزواجات منذ فترة طويلة جداً ولحد هذه اللحظة. فهل أن مئات الزواجات (التي قام شيوخنا المعروفين أمثال الشيخ الترميذا خلف إبن الشيخ كثير "شابق هطايي نهويلي"وإبنه أخينا العزيز الترميذا غازي) باطلة؟

وأخيراً هل تناسى بعض من هؤلاء مئات الزواجات التي قاموا بها للمندائيين في السابق عندما كانوا بدرجة ترميذي؟ وهل أن تلك الزواجات كانت شرعية في الماضي ولكن أصبحت "غير شرعية الآن؟" وهل أن الزواجات (التي تقدم الان إلى المندائيين في المهجر طولاً وعرضاً) غير شرعية؟

أفيقوا يا من تريدوا إنهاء المندائية بهذه الأساليب الملتوية البعيدة كل البعد عن قيمنا المندائية. أفيقوا يا من تعطوا الضوء الأخضر للمندائيين بأن يتقاتلوا.

نطلب من أخوتنا رجال الدين وعلى رأسهم رئيس طائفتنا الشيخ ستار وأبناء طائفتنا الأجلاّء تأييد رسالتنا المبنية على موروثنا وقيمنا الدينية الحقيقية.

وإلى الأخوة أصحاب تلك الفتوى نقول: يجب العودة إلى الممارسات الدينية الصحيحة وفق النصوص الدينية الصريحة، ولا يجوز الإجتهاد "والفتوى" والتطبيق إلاّ بموافقة جميع رجال الدين.

وهيي زكن

 

 ا

الدخول للتعليق