• Default
  • Title
  • Date
السبت, 19 تشرين1/أكتوير 2013

مناسبة أبو الفل والعيد الصغير

  المجمع الصابئي المندائي
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

أسوثا نهويلخون

تصادف هذا اليوم وهو الأول من شهرنا المندائي أيار/تورا (الموافق للسابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الميلادي 2013) مناسبة أبو الفل. وفي الثامن عشر من شهرنا المندائي هذا سيصادف العيد الصغير في يوم الأحد 3/11 فكل عام وأنتم بخير
مقتطفات من مقال المجمع التنويري الذي نشر في يوم العيد الصغير من العام الماضي
عيد دهفا/دهوا/دهبا هنينا (العيد الصغير) ويسمى أيضاً (دهفا اد طرما) أي عيد النضوج أو الإزدهار، ويقع في اليوم الثامن عشر من شهر أيار/تورا المندائي.
يعد هذا العيد احتفالية دينية مباركة جداً، وهو أيضا ذكرى تراثية هامة. انه مؤشر دلالي لثلاث مناسبات كونية كبيرة هي:
1- كبس الظلام ودحره بعد معرفة وإستلاب بعض من أسرار قوته، وكسر قوى الشر المسيطرة على العالم المادي من قبل الملاك هيبل زيوا.
2- نشوء الحياة على الأرض بعد تصلبها وتكوّن المخلوقات المختلفة ونشوء الجنان المثمرة والحيوات المختلفة وتهيئة الأرض بكل مستلزمات الوجود لظهور الأنسان العاقل (آدم).
3-الاحتفال بتعميد الملاك هيبل زيوا في الحدود بين عالم الظلام وعالم النور بعد عروجه من عالم الظلام وانتهاء جزء من مهمته على الارض.
ان مدة هذا العيد يوم واحد، تجرى فيه مراسيم الأغتسال (الطماشه) والصباغة (المصبوتا) وتهيئة طعام الغفران وإقامة الموائد المشتركة للمندائيين.
ومن التقاليد الهامة في هذا العيد اعداد وجبة الفطور المشتركة للجميع في اماكن العبادة والبيوت. وتتألف من الرز والماش (الموَّش) واللَّبن (الروب) وتناول أقراص البهثا (الخبز المقدس) والتمر الممزوج مع السمسم المقلي المسحوق، الذي يعمل على شكلين هما في العامية المندائية (المريس وحلاوة العيد). هذه الأغذية هي اشارة رمزية للتعبير عن ازدهارالحياة والخيرات كالنبات (المتمثل بالحبوب كالرز والحنطة والماش)؛ وكذلك الحيوان (المتمثل بمنتجاته كاللبن والمش -الدهن)، اضافة الى وجود ما يعرف ب"طعام الملائكة الروحي" الذي هو التمر المزيت (بزيت السمسم).
ان تلك الأطعمة تشير الى حالة اشتراك عالم النور وبركاته مع بركات نتاج الأرض والحيوان، فالأخيرة نظيرة الأولى وانعكاس لها في عالمنا المادي الذي ازدهر بالحياة وفاض بخيراتها.
مناسبة دق الفل "أبو الفل"
ان "أبو الفل" هو مناسبة احتفالية طقسية وتراثية تسمى أيضا "دق/دك الفل". يتم تذكره دينيا وتراثيا عن طريق عمل طعام اللوفاني المتضمن للفل. و"الفل" هو عبارة عن مزج التمر مع السمسم المقلّى ودقهما حتى يسحقا الى ان يصبح مثل العجينة. هذه العملية و"عجينة الفل" تشبه الى حد كبير تلك التي تعمل اثناء طقوس المسقثا والتي يستخرج منها " عصير/زيت السمسم (والتمر)" (التي أشرنا لها سابقا)، ولها مبدأ مشابه للمسقثا. بعد ذلك، "عجينة الفل" تقسم وتشكل على هيئة كرات صغيرة تؤكل في الأيام التالية لاحقا. وهي ترمز الى الطعام الروحاني المقدس والقوة التي يعطيها للأرواح. نحن نعتقد ان مناسبة دق الفل هي تخليد رمزي لذكرى رحلة هيبل زيوا وهبوطه الى عوالم الظلام وانتهاء المرحلة الأولى من مهمته قبل رجوعه الى حدود عوالم النور.
ان مناسبة الفل تمتد الى أربعة أيام تبدأ من الأول من شهر أيار/تورا. والمعنى الفلسفي الديني المهم لها هو وصول الروح في يوم "دق الفل" أو "أبو الفل" الى البوابات الأخيرة من عالم الظلام (بعد ثلاثين يوماً من رحيلها) (كتاب الف وتريسار شُياله/الثاني/الجزءالسادس). لذلك فأنها أيام قلق "مبطل خفيف".
ان المفاهيم الفلسفية الخاصة برحلة الروح عبر المطراثا تؤكد على أن الروح تكون حاملة للرسالة الروحية "انكرثا" (والتي بطقوسها يصنع من نفس تلك العجينة أي عجينة الفل). ولذلك يهتم المندائيون (وخاصة رجال الدين) بعمل "اللوفاني" لكل الأرواح، ويحرصون ان يتضمن ذلك"اللوفاني" "طعام الفل" الذي تمت تهيئته مسبقا. وهذا كله يعضد ما ذهبنا اليه بخصوص العيد الصغير والملاك هيبل زيوا والموت والإرتقاء ومراحله. انه بلا شك يرتبط ارتباطا مهما مع تاريخ وقوع مناسبة "أبو الفل" في حساب التقويم المندائي وكذلك في حساب رحلة الروح بعد الموت وعلاقتها برحلة الملاك هيبل زيوا (أ.ز.ن).
وكل عام وأنتم بخير
وهيي زكن

الدخول للتعليق