• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 27 تشرين2/نوفمبر 2013

الصابئي والمندائي الى اين ؟

  ترميذا خالد الشاوي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

بشميهون اد هيي ربي

لقد ذكر تسميات عديدة للمندائية وقد تم ذكرها في محاضرات سابقة او مقالات قد نشرت في وقتها.

واهم تلك التسميات والتي من صلب كتبنا الدينية وهي :-

 

* الناصورائيين

اي المتبحرين بالدين او يمتلكون المعارف السرية للطقوس والتعاليم المندائية.

 

*المندائيين

وهذة تسمية من صلب كتبنا الدينية والتي ترجع للأصل المندائي ( مندا ) اي المعرفة والعلم بأمور الدين ، والتي ذكرت في كتبنا الدينية وبشكل واسع ومنها:-

• مندا اد هيي وهو احد اسماء الخالق ويأتي بمصاحبة ( ملكا ) تعني احد ملائكة الخالق او احدى صفات الخالق.

• تُم آناشي مندايي اد لشومي اد مندا اد هيي قايمي . ( كنزا ربا ) مبروخ أشمي

( ثم المندائيين الثابتين على اسم مندا اد هيي )

• مندا اقرُن اوثري قايمن زيوا البشن ونهورا كَسيون ( انياني اد رهمي )

الله خلقنا ( وهنا مندا جاءت بصفة الخالق ) ، الاثيريون رفعونا ، النور البسنا ، الضياء اكسانا .

• بيمندا اي بيت العلم والمعرفة ( مندي ).

 

 * ابني نهورا ، ابني اشلاما

وتعني ابناء الضياء و ابناء السلام وغيرها من تسميات والتي هي من صلب الكتب الدينية.

نأتي الان للتسميات التي ذكرت من قبل الأقوام المجاورة للمندائيين ونذكر منها :-

 

• المغتسلة

وهي تسمية أطلقت عليهم لكثرة الاغتسال بالماء الجاري ( طماشة ، صباغة ، لوفاني ، رشامة وبراخة ....... الخ

 

• الصابئة

اهتم العلماء المسلمون منذ وقت مبكر وبالتحديد منذ ان جاء ذكرهم بالقرآن الكريم ومحاولة معرفة مصطلع الصابئون او الصابئيين الواردة بالقران لتوضيح موقعهم في القانون الاسلامي.

ونستطيع تلخيصها كما جاء في كتاب معرفة الحياة ترجمة الدكتور سعدي السعدي

المجموعة الاولى :- المدارس الاسلامية المبكرة قبل وفاة الخليفة العباسي المأمون ( 832 - 833 )

المجموعة الثانية :- المدارس الاسلامية اللاحقة ، أي بعد وفاة المأمون.

فأن هناك فرق واضح في التفسير بين المدارس الاسلامية المبكرة و المتأخرة.

يعرف العلماء المسلمون الصابئة على انهم مجموعة من الناس تعيش في العراق ولهم نوع من النظام والعبادة التوحيدي. ومن الجانب الاخر فأن المدارس الاسلامية اللاحقة تذكر أهل حران كصابئة بالرغم من انهم ذكروا مجموعة اخرى من الناس تعيش في العراق وتتعارض مع المعتقدات والطقوس الدينية لصابئة حران.

بالرغم من ذكر الصابئة في القران واعتبارهم من أهل الكتاب أسوة بالنصارى واليهود ، الا ان بعض علماء التشريع القانوني المسلمين القروسطويين لم يقبلوهم هكذا . وأعلن البعض أمثال الجساس انه ليس لهم الحق في دفع الجزية كشعب يعيش في كنف دولة إسلامية.

 

تعريف الجزية

الجزية هي قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من المسيحيين و اليهود والصابئون (أهل الذمة) في بلاد المسلمين مقابل حمايتهم ويعفى منه الكهول ( اي من كان سنه بين الثلاثين والخمسين تقريبا ) والنساء والاطفال والعجزة والمعاقين والذين يقاتلون في صفوف المسلمين ويفرض على المسلمين دفع الزكاة التي تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء والمساكين.

يقول د. نبيل لوقا بباوي (قبطي): «إن الجزية التي فرضت على غير المسلمين في الدولة الإسلامية بموجب عقود الأمان التي وقعت معهم، إنما هي ضريبة دفاع عنهم في مقابل حمايتهم والدفاع عنهم من أي اعتداء خارجي، لإعفائهم من الاشتراك في الجيش الإسلامي حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لا يؤمنون به.

لم يعطي القرآن آيه معلومات عن الصابئة عدا ذكرهم گ ( أهل الكتاب )
في زمن القرأن يمكن ملاحظة الاستعمالات لمصطلح ( الصابئة )

• صبأ ، يصبأ يعني ( تغير ، تحول ، انقلب ) استنادا الى المدارس القروسطوية ومثال على ذلك كل من ترك دينة وأصبح مسلماً عند بدأ الدعوة الاسلامية قيل عنه ( صبأ فلان ) وتعني ( غير او بدل دينه )

• أطلق العرب الوثنيين تعبير صابئي على النبي محمد نفسه في الفترة المكية ، وسموا النبي صبأ اي ( بدل دينه )
في حين ارجع بعض العلماء المسلمون كلمة الصابئون الى ( صبا ) اي ( غطس ، ارتمس بالماء )
ان المسعودي والذي عرض في كتابه ( التنبيه والإشراف ) ان الناس الذين يعيشون في الأهوار بين البصرة و واسط هم بقايا البابليون ، ولاحظ ان اتجاههم بالصلاة هو الى الشمال.

اول عالم قدم وجهه نظر جديدة في تعريف الحرانيين ( سماهم صابئة حران ) وهو حمزة الاصفهاني ، وأن الحرانيين تبنوا اسم ( الصابئة ) في زمن المأمون ، ( وان ابن النديم قد ذكر في كتابه عن مذاهب الفكرية للحرانيين ( وان هذة القصة والتي جمعت الحرانيين ب المأمون مذكورة بتفاصيلها في كتاب معرفة الحياة صفحة 49.

معظم العلماء الغربيين لا يقبلون بهذا الاشتقاق لكلمة الصابئة ( اي حول او غير دينه ) ، فهم يتفقون بأن الكلمة ذات أصل غير عربي ولكن اختلفوا حول اصلها.

في عام 1649 اقترح بوكوك Pocock ان كلمة ( صابئ ) هي اشتقاق للكلمة العبرية ( سابا saba ) والتي تعني ( جيش ، جند )

وفي الجانب الاخر فأن عدد من العلماء الغربيين مثل ويلهاوسن Wellhausen و شولسون و دراور اقترحوا أن هذا الفعل مرتبط بالفعل السرياني ( صب sb ) والتي تعني ( تعمد ، غمس ، غطس )

الى هنا انتهى تعريف كلمة صابئي حسب كتاب معرفة الحياة.

نأتي الان للكلمة المندائية ( مُصبتا ) الصباغة والتي هي من أركان الدين المندائي
ماهو جذر هذة الكلمة ؟
يرجع الى الجذر المندائي اصبا
نكتب الألف لكون بداية الكلمة يحتوي على حرفين صحيحين اي ان بالمندائية والتي اغلب جذورها يتألف من حرفين او ثلاث فقط
مثل كلمة ( مسقثا ) وجذرها ( سَق ) اي عرج ، انتقل ، صعد

نعود الى الجذر صبا ويلفظ اصبا والذي يعني ( غسل ، غطس ، اصطبغ ، غط بالماء )

بالرغم من عدم وجود كلمة صابئي بالكتب الدينية الا انني وبرأي الشخصي أرجعها الى الكلمة ( مُصبتا ) لان جذرها يعود الى الغطس بالماء الجاري.

بالاظافة الى ذلك اننا المندائيون ليس لدينا مناطق خاصة بنا ( اي ليس لدينا حكم على ولاية معينة في المناطق التي يسكن فيها المندائيين )
لكون دينتنا مسالمة لا يستخدم العنف ويحرم القتال.

فأنه كلمة صابئي والتي هي مذكورة بالقران هي تشكل حماية تاريخية للمندائيين منذ 1400 سنه تقريبا.

فمن غير المعقول ان نأتي بعد 1400 سنة نطلب بتغيير كلمة الصابئة الموجودة بالقران والتي تعرفنا امام المسلمين اننا من اصحاب الكتاب حالنا حال اليهود والمسيح.

وهل هذا الشيء يخدم أهلنا المندائيين بالعراق او ايران وخاصة أهلنا هناك يعيشون في بلدان ذات حكم إسلامي ؟

وماذا نطلب من إخوتنا المسلمين تغيير كلمة الصابئة الموجودة بالقرآن منذ 1400 الى كلمة مندائي ؟

قد نلاحظ ان الروحانيين المندائيين الذين كانوا يحافظون على الدارة المندائية على مدار القرون الماضية وعندما كنا نسكن مع إخواننا من مختلف الاديان والطوائف وكان الحكم للأخوة المسلمون
كان الريش دارة اي رئيس الدارة المندائية يطلب حماية الحاكم للمندائيين ويسايرهم في الاحتفالات الدينية للبلد والخاصة بهم وذلك حفاظا على حياة المندائيين وحفاظاً على ديانتنا وطقوسنا.

خير مثال على ذلك
• بعد الثورة الاسلامية في ايران وابسط مثال في شهر رمضان ، اذا شوهد شخص يأكل او يشرب في الشارع فأنه يقبض عليه من قبل الشرطة ويجلد مئه جلده.

• وكما نلاحظ المندائيين والمسيحين في شهر محرم يشاطرون إخوانهم المسلمين في الشعائر الخاصة بهم وكذلك في تنظيف ساحات المواكب الحسينية.

ارجوا أني قد وفقت في إيصال فكرة بسيطة عن التسمية المراد تغيرها بعد 1400 سنة تقريباً.

الدخول للتعليق