• Default
  • Title
  • Date
السبت, 21 حزيران/يونيو 2014

رموز الحركة الابداعية التشكيلية المندائية المعاصرة

  اعداد : عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

الفنان القدير موسى خضر الخميسي


حين اطلق الفنان الانطباعي مونيه عبارته الشهيرة ( نحن نرسم كما يغني الطير ) قصد فيها حجم البوح الذي يعتمل داخل الفنان ، جاعلا منه معادلاً موضوعياً لما تمتلىء به حنجرة الطير من غناء ، وما يريد ان يقوله للطبيعة في حوار يراه من مبررات الضرورة والحاجة .. والفنان التشكيلي هو واحد من الخلاّقين الذين يسعى لأن يغني بفرشاته ليصنع خلقاً له القدرة التعبيرية على محاكاة الذائقة والدخول معها في مضمار التحاور لعرض الجمال بما يأتي به من محمول باهر ، والقبح بما يقدم من تهالكات تعيق ذائقة التلقي وتعكّر اللذاذات مثلما تدين صنّاعه وترسم معالمه المثيرة للحنق ..، اي ان الريشة ترسم كي يغني الطير .
نلاحظ ان الاسلوب الابداعي في الفن التشكيلي يستند دائما في جذوره الى الواقعية ، ولكن عناصر الابداع تلعب دورا في الشكل الفني فتضفي عليه شيئا من الغرابة الجمالية والمتعة الفنية وهذا ما نراه ونحسه في لوحات فناننا القدير الاستاذ موسى الخميسي .
ان الموهبة ضرورية للانطلاق ، فهي العنصر الاساسي في هذا الميدان ، ان هذا الفنان المتيم بالثقافة والابداع المتواصل وجهده بالحياة ، الذي يتسلل اليها بأنتشاء عميق ليبعث في تصاميم فضائها الأمل على البقاء والاستمرار ، ان لوحات الفنان القدير موسى الخميسي تشي بالكثير من الابداع وذات قوة تعبيرية ، انها ناضجة الفكرة ، فالالوان متناسقة ومنسجمة تعبر عن تجربة ناضجة تبحث في مساحة عن جمال متطابق مع اذواق واقعنا الحداثي والمعاصر ، ان جل لوحاته تعبر حسن صياغته للالوان ، كانه صائغ يصنع من الافكار الصغيرة حلياً وعوالم مجسدة في الروح والمعنى ، ويؤكد بأن تناسق الالوان نابع من تلقائيته في التعبير ، ويتماشى مع الموضوعات التي يختارها بعناية وبدقة متناهية ، ان بوابة الفن المعاصر أعطت للكثيرين الفرصة لممارسة الفن التشكيلي ، ان الفن الحقيقي يسمو ويعرف ويتميز وغير قابل للتصنيف ويكون بحد ذاته مدرسة راقية بعيداً عن السمسرة او العبث .
بالنسبة له اللوحة هي عبارة عن مجموعة افكار وأحاسيس لا وقت لها ، تحضر عبر مراحل ، لكي تترجم في الاخير على شكل عمل فني متقن ، فأن اهم ما يمتاز به الفنان موسى الخميسي ، عملية نسج الالوان وجعلها تتناسب فيما بينها بالصياغة الزيتية ، وهي تقنية مختلطة في غالب الاحيان ، ان اختياره لميدان الفنون التشكيلية اضافة الى موهبته في الكتابة هي غايته ووسيلته للتواصل من الناس ومع العالم الخارجي ، بأعتباره فنان كالمصباح الذي يضيء على الجميع ، كانت ولا زالت علاقته بالناس ود ومحبة واحترام وتقدير ، وقد اعتبر المّرسم محراباً للفن ، لقد برهن من خلال تلك التجربة على انه رسام ذي كفاءة عالية كأنه تعلمها منذ نعومة اظفاره على ايدي فنان له باعٍ طويل في الرسم ، لقد تعلم فن صنع الألوان بمهارة عالية وابدع أيما ابداع ، وتناولوا نتاجاته الفنية بالنقد والثناء ، وقد انتج لوحات كثيرة شارك فيها بمعارض فنية اقيمت في اماكن متفرقة من مدن عدة ، وقد ركز جل جهده على رسم اعمال تتميز بالابداع والكفاءة العالية والقوة التعبيرية الواضحة ، كما ان بعضها فيها ادانة جلية للوضع المأساوي الذي عاشه ويعيشه ابناء جلدته سواء في الداخل او في دول المهجر .
انه الانسان المهاجر في احضان بلاد الغربة الذي لازمه الفن والابداع ، ابن الثقافة والتعبير الرافديني الاصيل ، فان تجربة الهجرة عن الوطن الام وجد فيه انفتاحا ً عن عالم جديد بكل مكوناته ، وقد تكون لديه هاجساً من هواجس الابداع ، لكن وطنه يبقى الافضل لتحقيق النجاح وهو مصدر الالهام والنجاح ، ان لوحاته كأوراق ملونة زاهية في رحاب الفن ، باعتبار الساحة التشكيلية حقل من الاشواك والزهور.
لقد كتبوا عنه الكثير من خلال ما قدمه من معارض فنية قيمة ، الرسامة والشاعرة العراقية - المندائية القديرة سوسن سلمان سيف في رسالة موجه اليه كتبت مقالا نقديا في دليل احد معارضه تقييما لتجربة الفنان الطويلة في هذا المضمار تقول : ( أسم يعرفه الجميع ،هو على الدوام يكتب منذ سنوات بتلك السلاسة والاتقان . رسام وغرافيكي، باحث، ، وناقد تشكيلي ، يسأل عنك وبنفس الوقت يجيب على أسئلة تخطر في فكره لك ليعد الأجوبة قبل أن أنت تجيب . ينقلنا بخطواته المغامرة احيانا من الواقع الى الخيال ، بنظرة جمالية آخاذة ، ليتخطى الهدف المباشر في لغة العمل الفني ، فيجعلنا نخترق معه ما هو كامن في رؤية العيون وإيماءات الجسد ، والمعاني الكامنة وراء حركات الكتل الانسانية التي تتشكل منها اعماله الفنية والتي تظل على الدوام في منأى عن التناول الوظيفي المباشر، بل انها تحتاج ومع فن هذا الفنان الى قوة تأويل استثنائية لتمكننا من فهم عوالمها. تبدو مهماته كفنان وكاتب ان يستخلص مفاهيم ثقافية من تجاربنا جميعا كبشر ليقوم بصياغتها كتابة ورسما لتخرج كنصوص مكتوبة أو مرئية ، تحمل اللوعة والعشق والألم والأمل. انه يمدّ بكلتا يديه الى خزائن الخلق ليلتقط من بين لقى بلاغته مفردات اعماله الفنية ، وهذا احد اسراره كفنان مثقف يحمل همومنا ويشير الى مشكلاتنا في فضاءاته التأويلية البصرية ) .
لقد انجح في قول ذلك لكم عبر هذه الملاحظات المتواضعة على هامش رؤاه تلكم التي يستشف منها مشاعر نفس حساسة نحتتها خطوب ارضه الاصلية ؛ فموسى من اصل عراقي وارضه الاصلية قديمة جدا. و اذ كان اولدوفاي مهد الجنس البشري ، فان العراق هي الارض التي ظهرت فيها الحضارات الكبرى الاولى. انها ارض موغلة في القدم وغنية بالتاريخ و التقاليد والثقافة وهي ايضا ارض تجارب مؤلمة ذات صلة بالغزوات والهيمنات وبالتحولات واشكال العنف وانواع الضيم التي تبدو وكأنها لا تنتهي.

كما تطرق الكاتب ماريا دي ابراتّي الى نقاط مهمة وواضحة في رسومه المتنوغة كلها تعبر عن الالم والحرب وعن الهوية المفقودة في بلاده اضافة الى الامل المنشود الذي جسده في كثير من لوحاته كما في الصورة الجميلة التي عبر بها عنه بالكلمات الحية الصادقة فيقول : (هنا و هناك ثمة لوحات تتحد فيها صور بأقنعة مؤسلبة تبين كيف ان وراء الالم و المعاناة و وراء مجاهيل الهوية ، وكلها امور يفرضها زماننا ، تستخفى شخصيات حقيقية و غير قابلة للنسيان.

كتاب مفتوح ومُتصفَح امام جسد امراة مستلقية على سرير ، مفتوح ، مثل النافذة في الاعلى ، على الماضي وعلى الذكرى الحيىة بصفة معذبة والواضحة كالصورة الفوتوغرافية . نساء تغترف الماء على حافة ارض محروقة بالقرب من واد ، مرسومات بصفة حية محيية ويحتوي رسمهن على كل الحب الذي يوحي به فعلهن كما يعكس حب موسى للحياة ولارضه. ذلك ان اغتراف الماء هو دعوة للحياة ، لحفظها ونقلها وانه ليس من الصدفة ان تفعل النساء هذا الصنيع في تلك الثقافة لارض نديم ارادة عدم العناية بها ، متناسين انه حتى في ثقافتنا ، تقليديا ، كانت النساء هن اللواتي يردن لجلب الماء الى البيت .

في الابحار الذي قمت به عبر اعمال موسى الفنية، في ورشته التي هي مقر عجائب ، ها هي فيما بعد ، رسومات ونقوش تكاد تكون غير منتظرة ولكنها ، على اية حال ، مفاجئة تتبين فيها وسمة ولمسة جوهرية ، لكأنها الرسومات القصصية المدخنية، تثبت اجساما ، افكارا، لحظات و تقترح على الناظر قصصا وحوارات للحياة.
حشد من المسلحين كما لو اخذ من فرق الحرب المقدونية ، مشاة مدجنين باسلحة ثقيلة لكانهم جنود "الصعود" الجدد؛ هذا الحشد الذي يسم انباء القتل في ارضه الى حد اليوم. جندي مشوه جالس على خلفية شعر حلو يسم و يشير الى الافساد الذي احدثته الحرب في ارض موسى وفي بني وطنه.
الا انه حتى لرؤية الالم نهايتها: وها هو رجل الامل يزهر فنجد موسى يرسم اقواس قزح متغيرة تمتد على الاشكال المستلقية المجمعة و الموضوعة برفق الفنان او نجده يرسم زهرة او قلبا وكلها تستدعي رَوح الامل.
الامل الذي هو في قلب موسى والمتجذر في العمق بجذور مثل تلك الايادي التي رسمها. امل وحب يرشحان ويتألقان فيما بعد من رسمه لبعض الصور على طريقة مضارعة للرسام الفرسي هنري لوتراك: مشاهدات لحفل بين اصدقاء او رسومات مسرحية حيث مطربات و رجال جالسون حول طاولة حانة يحاكون مشهدا من جنس مشاهد الطاحونة الحمراء الذي يجد التناغم بين الالوان الزرقاء لخلفية اللوحة و الالوان الحمراء و الصفراء لـرقصة "كان كان" مستحيلة.
ولعل الامل هو السمة الاقوى و المميزة لاعمال موسى الفنية: امل يلوح من بعيد و يظهر من خلف صور الهلع ، الالم ، التهديم و الموت. اذ بالنسبة الى موسى ان الانسانية قادرة على ان تعود الى انوار قديمة وبامكانها ان ترغب في السلم و ان تحصله و تبنيه بالتعاون مع بعضها البعض ومع الارض التي لها معها اشتراك وعلاقة عميقين وآصرة متاصلة تملأ النفس شعرا.
وبعد، ايضا ، انه هذا الشعر الذي يميز الرحلة بين اعمال موسى الفنية كما يميز اكتشافها. رحلة هو ملهمها وطالبا اياها من كل واحد يقف امام اعماله اذ عل المشاهدة المتفحصة لتلك الاعمال تتمكن من اضفاء التمام عليها بالمعاني التي يجد اثرها كل واحد في الرسوم التي امامه.
لا وجود للصدفة و لا لضربة الحظ في اعمال موسى الفنية ولا وجود ايضا لصور مثبّتة بل ما يوجد هو ثبات انتشار لاشكال تبحث عن معنى للوجود والتي تتفتح كالزهور من وراء الاقنعة لتقول بان في العودة الى الموطن وفي العثور من جديد على الجذور وخاصة في حب الحياة يمكن ان يكون ثمة امل.
نعم لان في اعمال موسى بعد ان ثبت الالم و المعاناة و بعد ان تبين له الامل من بعيد ها هي نظرة حب كل شيء تظهر، رفق تجاه الانسانية المتألمة التي تنهض من جديد نحو مستقبل قد يكون حدس منذ وقت قريب لكنه مأمول او هو موجود خلف الزاوية والذي كي يوجد ويحقق هو بحاجة الى رحلة اخرى : تلك الرحلة الى باطن كل واحد للبحث عن ارض جديدة قديمة تلكم الارض التي ولدنا منها.
وفي الاخير يدعو موسى الجميع الى القيام بهذه الرحلة، رحلة باتجاه نقطة الاصل لكي يبدأوا من جديد ولكن ايضا لاعادة اكتشاف امر مؤداه انه ليس من الممكن العيش من دون مشاعر وخاصة من دون حب...
لقد كتب رسامنا المقتدرموسى عن الفن التشكيلي العراقي في المنفى قائلا : ليس الفن التشكيلي هو الاهم ، ولا الاكثر شعبية في عالم الثقافة ، لكنه في العراق الاكثر خصوصية وشخصية ، الاكثر حساسية ورقة ، وبالتأكيد الاغنى بين الفنون الاخرى التي لاتزال تحبو جميعا من اجل بناء وترسيخ مفاهيم وقيم جديدة ترنو الى تأكيد واحترام التعددية الفسيفسائية الثقافية والسياسية ، في عراق متحضر متخلصا وللابد من ثقافة الاستبداد والعنف للوصول الى ثقافة الابداع والتنوع.
كما اكد في رسالته على جوانب نقدية مهمة اخرى قائلا : : عندما تبنيت هذا المشروع ، ايمانا بمدى اهميته وبمدى حاجة الفنانين العراقيين في الداخل والخارج وكذلك جمهور المثقفيين والمختصين في كل مكان الى عمل كهذا في محاولة لاذابة الجفاء بين اجيال الفنانين بالداخل والخارج وتسهيل امكانية قراءة تجربات ظلت بعيدة عن فناني الداخل ، ويقول : لم اقصد في كتابي التوثيقي ان يكون مادة نقدية او حكما نقديا نهائيا لما يستحق المتابعة والقراءة لهذه التجربات ، بل وددت ان يطلع عليه جمهور المثقفين العراقيين بشكل خاص والعرب والاجانب بشكل عام ليستدلوا على ان فن المنفى تجاوز شروطه القسرية المتعلقة بموضوعتي المكان والزمان ، بغض النظرعن الاجيال الفنية المقيمة في المنافي المتشعبة والمنتشرة هنا وهناك ، اضافة الى جملة من الاشتراطات الذاتية والفنية التي تنبع من المنجز الابداعي لكل فنان ، ويتابع بالقول : فالمنفى لايعني بالضرورة مبارحة المكان والانخراط برغبة او دونها مع الآخر الغريب ، بل انه ينطوي على ابعاد اكبر تقف في مقدمتها امكانية التواصل الروحي مع الحياة العراقية باساطيرها المكانية والزمانية ، بجمالياتها وفواجعها ، بانتصاراتها وانكساراتها ، فهي الموطن الاول ، والمكان الملتبس ، وهي حاضنة الطفولة والبراءات الاولى ، وهي الصورة الحاضرة ابدا في ذاكرتنا جميعا. كما ان هذا الكتاب سيكون بمثابة عرض صوري ونظري للمبادىء الاساسية التي تنطوي عليها الحركة التشكيلية العراقية في المنفى ، حيث تتبعت عددا من اقطاب هذه الظاهرة الفنية في بعض الاحداث التاريخية وفي الابتكارات الفنية في اساليبهم ، واشرت الى العديد من التغيرات في الاساليب والتجربات التي صاحبت ابداعاتهم. ولست ازعم ان المناخات الابداعية المتقدمة هي الفصل في تقديم هؤلاء الفنانين. والذين سيطلعون على تفاصيل الكتاب سيتأكدون من اعتقادي هذا ، فالادراك الحسي والبصري والابتكارات الفنية والاساليب الجديدة ، ترتبط جميعها بتجربات هؤلاء الفنانين الذين استغرقتهم رؤياهم فعاشوا فيها ، واختطوا مساراتهم الفنية من خلالها.
السيرة الذاتية للفنان القدير موسى الخميسي :
ولد في بغداد عام 1947 وتخرج في كلية الآداب – قسم علم الاجتماع عام 1970. هاجر الى ايطاليا نهايات عام 1976 ليلتحق باكاديمية الفنون الجميلة- قسم الرسم بمدينة فلورنسا وتخرج عام 1982. تخصص من جامعة بولونيا بدراسة تاريخ الفن التشكيلي، حصل على دبلوم عالي في تاريخ الصحافة في مدينة اوربينو، حصل على الماجستير في تاريخ الفن المعاصر من الجامعة العربية المفتوحة عمل في مجال الرسم الصحفي والتصميم والفن الكاريكاتيري في عدد من الصحف والمجلات العراقية .فاز العديد من ملصقاته الجدارية بالجوائز الاولى: مهرجان الفارابي، الذكرى الثالثة لتأميم النفط، يوم المرأة العالمي، يوم السلامة العالمي، التضامن مع شعب شيلي ، يوم المرأة العراقية، مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، التضامن مع شعب الكويت).
منذ عام 1977 عمل مراسلا صحفيا لعدد من المجلات والصحف العراقية والعربية . كتب في مجالات النقد الفني والسينما، واصدرت له وزارة الثقافة السورية كتاب" الموجة الثالثة في السينما الواقعية الايطالية" كما اصدرت له دار المدى كتاب" اللون والحركة في تجارب تشكيلية مختارة". كتاب توثيقي صدر عن دار المدى" التشكيليون العراقيون على خرائط المنفى" الجزء الاول . اصدرت له دار كلمة في الامارات العربية المتحدة/ ابو ظبي/ ترجمة كتاب" مقابلة حول الفاشية للمؤرخ رينسو دي فيلتشى 2011 ، وكتاب حوارات مع ليوكو للشاعر تشيزره بافيزي عام 20012.
له عدة كتب مهيأة للطبع- تحت ظلال السنديان الايطالي " مقالات في في الثقافة والفنون الايطالية" " فنون صقلية العربية"،" رسوم على جدران المدن"،" كتاب عن الخطاط حسن المسعود"، كتاب عن "الفنان رحمن الجابري"، كتاب عن الفنان السيراميكي وسام الحداد" ، " مائة اغنية ايطالية" ،" مقالات في الفن"، " بازوليني عرق نادر من الرجال" ، " تاريخ الريادة في الفن التشكيلي العربي"، "كتاب مختارات شعرية للشاعر الايطالي مونتالى" ، " كتاب مختارات شعرية للشاعر الايطالي كوازيمودو" " مختارات شعرية للشاعر الايطالي بازوليني".
نشر عدة دراسات متخصصة في الفن والنقد التشكيلي العراقي وله دراسات منشورة عن ظاهرتي النقد التشكيلي و الاغتراب عند الفنانين التشكيليين العرب في بلدان المهجر.
اقام معرضا شخصيا في كاليري اتحاد ببغداد عام 1975 ومعرضا في كاليري الاربعة في بغداد عام 1976 ومعرضا في قاعة جمعية الفنانين العراقيين، وثلاثة معارض في مدينة فلورنسا عام1982 ، 1984، 1986 ومعرضا في مدينة جزينا 1982، ومعرضا في مدينة رافينا 1986ومعرضا في مدينة روما 1998، وثلاث معارض في مدينة افيتزانو2009، 2013 ، 2014وآخر في مدينة تراساكو 2009وثلاث معارض في مدينة روما عام 2006.2007 ، 2013 . شارك في عدد من المعارض المحلية في العراق وعدد كبير من المدن الايطالية منذ عام 1976 كما شارك بعدد من المعارض العالمية
اثناء اقامته بمدينة فلورنسا قام بتدريس فن الغرافيك في احدى المدارس الايطالية الخاصة بين الاعوام 1984- 1986.
فاز بجائزة افضل مقال صحفي اجنبي عن مدينة كيوزي الايطالية، كما فاز بجائزة افضل مقال اجنبي عن مدينة مونتا لجينو الايطالية، وجائزة افضل مقال اجنبي عن مهرجان مسرح الساحة في مدينة سانتا اركانجلو الايطالية. قام بتصميم عدد من الملصقات وبطاقات التهنئة واغلفة الكتب لعدد من دور النشر الايطالية.
في الختام :
ان المعرض الشخصي الرابع عشر للفنان موسى الخميسي والذي عرض في المقهى الادبي ( لنذهب معاً ) في حزيران / 2014 والذي عرض فيه لوحاته الجديدة ، وقد تناولها ناقد الفن الايطالي جوفاني ماريا دي براتَي لوحاته الجديدة بالقول : تراوح الاجواء التي ثبتتها رؤية الفنان التشكيلي موسى الخميسي على سطوح الالواح الجديدة بين منزلة الحلم المصون ومنزلة السر المكنون. تركت لنا تلك الاجواء المرسومة بصياغات بصرية فائقة الجمال والقوة، انطباعا للمكان، بعضه يبدو وكانه حانة، او ملهى، الاخر وكانه مقهى، يستدعي الى الذاكرة اهواء واجواء ذلك المكان الذي ظل اثيرا في قلب الفنان، في مدينته الحبيبة بغداد.
سلسلة متشابكة من الانشغالات التركيبية اللونية المدهشة، تحمل اختباراته الشخصية لمفاهيم واحلام وقيم وتصورات عاشها في الماضي ، قادته في الحاضر الى انجاز ما يشبه التجارب البحثية ، لتعيد الاعتبار الى ما يعتبره هذا الفنان ، حالات من الزمن الجميل الذي عاشها في صباه وشبابه الاول.
قوام كل لوحة يخفي حركة دائمة ومستمرة وانفعالات حيوية في بنية اللون ، فهذه الاعمال تقدم ما يكفي من اشارات الحنين يشعرها المتلقي الاوربي بمحبة كبيرة. الطاولات المرسومة ، والتي حلق حولها عدد من الناس الجالسين والبعض منهم واقفا تظهر هذه الامكنة الغاصة بروادها ، مضاءة بالاضواء والظلال ، ووكانها خشبة مسرح الحياة ، مفعمة بجو اللهو والدعة ؛ وفجاة نتفطن الى انه ، حول الطاولات وبين الاضواء والظلال ، تبرز وجوه اشخاص سبق لموسى ان رسمها على لوحات اخرى ويمكننا القول بان تلك الوجوه هي لأشخاص من بلده قد اختلطت بوجوه اصدقاء جدد.
بعض تلك الوجوه تبدو وكانها تحمل قناعا الا انها وجوها نحتت ونقشت كذكرى عن ناس لربما من ابناء جلدته ولبني وطنه ، ولربما هي لمقربيه واصدقائه الحاليين. الجو غني بالالوان وبلطائف الرسم التي تعيد تقديم لعبة الاضواء والظلال التي تختص بها الملاهي الليلية ( ملهى ليالي الصفا ) وهذه الاخيرة واجواؤها تذكرنا ، وان بشكل غائم ، بفترة جميلة من حياة الشرق ، او لربما في بعض بلدان الغرب ، كما رسمته لنا شاشات السينما الهولويودية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
لكن في عمق اللوحات ، ها هي ، فجاة، تظهر صورة في الظل رسمت كطيف إمرأة تعيّن ؛ قد تكون مسنة او ذات وجه يحمل وسما الا انها إمرأة ، لربما هي إمرأة بنت ارضه ، او رفيقة حياه ، وهي عينها ، تقريبا ، التي نجدها في لوحاته الاخرى تلك التي تضرب ، بشجاعة ، بيديها ، كما لو كانت جذورا، في ارض الذكرى وذكرى الارض. إمرأة قوية وشجاعة ، وحتى في جو الحانة او الملهى او المقهى الشعبي ( مقهى الشابندر وام كلثوم وحسن عجمي ) ، تحيلنا الى وعلى الآصرة الحميمة والوثيقة التي تشد الفنان موسى الخميسي الى عالمه الاول ؛ و اذن فان تلك المرأة تصبح رمزا لكل نساء بلده بمعنيي البلد ( الجغرافي والتاريخي ).
كلمة حق تقال : ان الفنان موسى الخميسي عبارة عن خزان غزير دافق من العواطف والاحاسيس والافكار ، يرسم الكلمات من خلال الصور الملونة التي يخطها بريشته الذهبية ويجعلها تتحرك وفق منظوره الفني الخلاق ، كي يتعظ الناس من تجاربه وان يتعلموا منه دروسا ًغنية في الفن والحياة .
المصادر :
سوسن سلمان سيف / مقال نقدي بعنوان / نساء موسى الخميسي .
نعيم عربي ساجت / موضوع : الفن التشكيلي .. ومذاهبه / ( من مقال عناصر الفن – فرج عبو ).
علي النظير - رسام مغربي / لقاء حول الفن التشكيلي المعاصر.
يوحنا ماريا دي ابراتّي / مقال بعنوان – رؤى بين الهوية واللمسة الفنية – رحلة بين اعمال موسى الخميسي – ملاحظات على الهامش .
زيد الشهيد / مقال بعنوان : نصوص تشكيلية بحجم الهم اليومي .
موسى الخميسي / السيرة الذاتية .
موسى الخميسي / الفن التشكيلي العراقي في المنفى .
جوفاني ماريا دي بَراتي / ناقد الفن الايطالي / مقال حول معرض الفنان موسى الخميسي الرابع عشر / في روما / حزيران / 2014م . .

الدخول للتعليق