نجد في اعمال الفنان سلام الشيخ اشكال مقوسة وخطوط مسننة متنوعة ملتصقة ببعضها حينا ومتشذبة متفردة حينا اخر، وهذه الاشارات الملونة تشكل الموضوع الاساسي لاعماله الذي يريد من خلاله ان يكتسب حضورا ذا دلالة لواقع يعيشه. والاثر الذي يتركه طبع هذه الاشكال هو على علاقة بالواقع العراقي الذي يعيشه الفنان بداخله، وهو لايكتفي بالية الشكل، انما يخضعه لنوع من التنظيم الذي يراعي فيه التاليف العام والنسب بين التفاصيل التي يحويها العمل الفني وما يمكن ان توحي به من حركة، او ايماءات اساسية حسية تعبيرية.
يتوصل الفنان سلام الشيخ الى ضبط هذه الحركات الاساسية في عمله الفني التعبيري الذي ينحو في احيان كثيرة الى الاختلاط المقصود ما بين التجريدية والتشخيصية ، الى ضبط الحركات الاساسية في اللوحة وتمفصل الشخوص ودمجها بواسطة اضافات لونية ساخنة تكاد تكون محصورة بين الاسود والاصفر والازرق والاحمر بهدف جمعها وابراز تناقضاتها.
لوحة سلام الشيخ تتخطى المظاهر المعتادة وتتجنب تمثيل الواقع، فهي تذهب بعيدا في مجال الفن الذي يعبر عن ضرورات الوجود الفردية بتصوير واقع المأساة والشعور بالخوف، وهي بهذا تسير جلية لتمثيل شكل لايبتعد عن الاثر العاطفي ،مبتعدة عن الايهامات المنظورية التقليدية، ومرتبطة بحقائق موضوعية يعيشها الجميع.
يقول سلام الشيخ عن عمله الفني" نرى الشخوص الانفرادية موسومة برموز وعلامات هي من هواجس خاصة ولغة تخاطب عامة، وحنين لبساطة الانسان الاولى ورغبته الداخلية في العودة اليها والتماس دفء حضن الام، الارض، استعادة شعورية للحياة الفطرية التي تفقدها البشرية في مجرى تطورها الحضاري. انها كذلك شخوص تسجل وتشرح لنا ما يحل بالانسان هذا اليوم، رغم اختلاف لباسها وزيها . فالشخوص التي ارسمها تنتمي للافق الاوسع والارحب للانسانية. وتشاركها المصير مغلوبة على امرها".
جاء سلام في التسلسل الثامن لاخوة واخوات عددهم عشرة، ولد عام 1953 من عائلة مندائية عريقة ومن اصول الكهنوتية المندائية، عرف جد والدته الشيخ يحيى في انه احيا الطائفة المندائية بعد ان قضي على اعداد كبيرة من ابنائها بمرض الكوليرا، الذي اجتاح جنوب العراق في العهود السابقة، وللجد هذا قصة طويلة ورائعة في اعادة احياء الطائفة واعادة لحمتها من جديد بعقل مدبر وواقعي.
يعمل ويعيش في سويسرا وشارك بعدد من المعارض الجماعية في عدد كبير من الدول الاوربية والعربية
تخرج من اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ودرس الفن في كل من كندا وسويسرا واسبانيا