• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 14 تشرين1/أكتوير 2013

رأي معلن في المجموعة القصصيه ألهروب الى الجحيم للقاص هيثم والي

  سلام جاني الناشئ
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

رأي معلن في المجموعة القصصيه 

ألهروب الى الجحيم

للقاص هيثم والي

قبل أيام أرسل لي ألقاص هيثم والي مشكوراً مجموعته القصصيه الجديده وألتي حملت عنوان

ألهروب ألى الجحيم وعليها أهداء بخط يده مع طلب شخصي أن يكون رايي فيها معلناً على العام

وتلبية لرغبته وبعد ان انجزت قراءتها سوف أكون امينا في اعلان رأيي كقارئ وليس كناقد أدبي 

او متخصص في شؤون القصة او الروايه

وما دمنا في الحديث عن القصصة القصيره وجدت من الاوفق أن ألقي نظرة سريعة على مفهوم واصول القصة القصيره وأهم مقوماتها لتكون الصورة واضحة بعد أن ابين رايي بالمقارنة مع تلك المعطيات

 

يخلط بعض الكتاب بين القصة والقصة القصيرة وهذا الخلط ناجم في الغالب من الدلالة اللفظية لكلا المصطلحين وحقيقة الأمر أن القصة بمعناها المطلق تشمل كل الألوان السردية والحكائية وهي ذات جذور متوغلة في عمق تاريخ الأدب العربي ومنها القصص الـواردة في ألكتب ألدينيه مثل قصص الأنبياء والأقوام والأمم، وكذلك الأساطير الشعبية والحكايات المستمدة من التراث وهي تشكل رصيدا ضخما من الإبداع المرتبط بتاريخ الأمة عبر الزمن، لكن القصة القصيرة بمفهومها الحديث فن وافد إلى الأدب العربي المعاصر من الغرب والشرق

ولا يبرر هذا الخلط بين القصة والقصة القصيرة ما تشهده ساحة الإبداع الأدبي من فوضى نتيجة تداخل الأجناس الأدبية على أيدي المغرمين بتقليد أدباء الغرب حتى أصبحنا نقرأ ما يسمى شعرا ما ليس له علاقة بالشعر، أو نقرأ قصة ما ليس له علاقة بالقصة، كل ذلك بحجة التجديد، وما هو سوى تقليد أعمى يتجاهل الذائقة الفنية للقارئ العربي الذي تربى على تلقي ألوان أدبية شكلت ذائقته الفنية بل وساهمت في تشكيل شخصيته العامة، وهي ألوان قابلة للتجديد وفق السياق العام للتطور الذي تشهده الحياة

 

إن الأدب العربي عبر تاريخه الطويل يحمـل كمـاً هـائلا من القصص التي لا يمكن أن ينطبق عليها مصطلح القصة القصيرة، رغم أن هذا اللون الأدبي ـ أي القصة القصيرة ـ هو أكثر الألوان الأدبية قابلية للتطوير والتجديد وهذا ما تؤكده النماذج القصصية الجديدة التي بدأت في التخلي عن تلك القواعد الصارمة التي وضعها كتاب القصة القصيرة الأوائل،  وبصرف النظر عن مدى تقبل المتلقي للنصوص القصصية الجديدة، فإن على المبدعين التعامل بحذر مع النص قبل الإقدام على مغامرة التجريب، حتى لا يتخلى النص القصصي نهائيا عن كـل مقومات القصـة القصيرة

 

أما من حيث طبيعتها فقد أغرت كثيرا من الشبان بكتابتها رغم أنها في الحقيقة أصعب أنواع القصص، ولذلك يخفق ٧٠٪ على الأقل في كتابتها. لقد تميز عصرنا بالآلية والسرعة ومئات الصحف والمجلات تحتاج كل يوم لمئات القصص وهي بحكم الحيز والناحية الاقتصادية تفضل القصة القصيرة، فوجدوا في القصة القصيرة ضالتهم لأنها تلائم روح العصر بكل تناقضاته وإشكالاته المختلفة  

وتسهم القصة في إصلاح المجتمع، وتكون وظيفة القاص مماثلة ومشابهة لدور الطبيب الذي يتزود بأدوات قادرة على الكشف عما في المريض من أمراض « خلل أو نقص »، ولذلك فإنَّ القاص يتزود أولاً بمعرفة فكرية تسبق الممارسة، ثم ينتقل إلى الواقع 

 

للقصة القصيرة عناصر هامة تتضافر وتتشابك لتخرج في النهاية هذه التركيبة الإبداعية الإنسانية، ولا نزعم أن 

هناك من يمكنه أن يضع "أسسًا"للقصه حيث يميل هذا النوع من الادب إلى التنافر مع التأطير ومحاولة الاحتواء لكننا نحاول 

مجرد الوقوف على أهم عناصر وتراكيب فن القصة القصيرة، الذي يضفي مزيدًا من الجمال على تكوينها

 

لا شك أن التركيز والتكثيف يمكنان من القبض على لحظة حياتية عابرة، ولا يسمحان بتسرب الجزئيات والتفاصيل ويحتم هذا الموقف على الكاتب أن يستغني عن كل ما يمكنه الاستغناء عنه من الألفاظ والعبارات، وكل ما من شأنه أن يثقل النسيج القصصي ويبدو حشوًا يرهل النص ويضعف أثره الجمال. 

وبالإجمال نستطيع القول: إن القصة القصيرة تتناول قطاعا عرضياً من الحياة تحاول إضاءة جوانبه، أو تعالج لحظة وموقفاً تستشف أغوارهما تاركة أثراً واحداً وانطباعاً محدداً في نفس القارئ، وهذا بنوع من التركيز والاقتصاد في التعبير وغيرها من الوسائل الفنية التي تعتمدها القصة القصيرة في بنائها العام والتي تعد فيها الوحدة الفنية شرطاً لا محيد عنه  

 

إن القصة القصيرة لا تحتمل غير حدث واحد وربما تكتفي بتصوير لحظة شعورية واحدة نتجت من حدث تم بالفعل أو متوقع حدوثه ولا يدهش القارئ إذا انتهى من القصة، ولم يعثر بها على حدث إذ يمكن أن تكون مجرد صورة أو تشخيص لحالة أو رحلة عابرة في أعماق شخصية لكن لأن القصة القصيرة -على خلاف الرواية- عادة ما تركز على شخصية واحدة تتخذها محورًا ومنطلقًا، لا بد أن يكون هناك شخصيات أخرى تقدم خدمات درامية لهذه الشخصية، كما تتكشف لنا من خلال هذه التفاعلات والاشتباكات. ولهذا تتضح أهمية الحدث وأهمية أن يكون فعلا قويًا شديد التركيز والسلاسة وشديد التعبير أيضًا عن الحالة النفسية لأبطال العمل لأن القارئ إذا لم يجد هناك حدثًا هامًا وفاعلا فسينصرف عن متابعة العمل إذ إنه فقد الحافز المهم وهو الحدث.. إن الحدث هو ما يمكن أن نعبر عنه في أقل عدد من الكلمات

يبدأ بناء القصة القصيرة مع أول كلمة، ومعها يشرع الكاتب في الاتجاه مباشرة نحو هدفه، فإن هذه البداية تحمل الكثير من رؤية العمل وروحه فيجب أن تكون البداية مشوِّقة محفزة للقارئ أن يواصل القراءة ليرى ما هي حكاية هذه القصة

يجب أن يكون العمل متماسكًا مكثفًا متخلصًا من السرد غير اللازم الذي يصيب العمل بالترهل  "إن القصة القصيرة مثل الرصاصة تنطلق نحو هدفها مباشرة"، ولهذا يجب أن يكون العمل متماسكًا في وحدة عضوية شديدة وأن يكون محكم البناء وأن يمسك الكاتب بعناصر الكتابة جيدًا حتى يستطيع أن يفرغ على الورق كل ما يدور بداخله بدقة وصدق ليضمن وصوله إلى القارئ في سهولة وصدق أيضًا ولهذا يجب أن تكون البداية والنهاية والحدث على درجة عالية من التكثيف والتركيز 

لا مجال في القصة القصيرة لأي كلمة لا تخدم الهدف الأساسي للكاتب وليس معنى ذلك أن الكاتب يكون قد حدد

 

 لنفسه هدفًا واحدًا تصب فيه فكرة قصته.. ولا يسعه الخروج منها أبدا لكن الأمر يتلخص في وحدة الحالة

 الشعورية عند الكاتب التي تؤدي إلى أن القارئ بعد انتهائه من القصة يصل إلى أن النهاية التي وصل إليها 

 الكاتب

 

وعلى ضوء ما قدمته من ملامح وخواص ألقصه ألقصيره يمكن تقييم ألتجربه ألادبيه في ألمجموعه ألقصصيه الجديده للقاص هيثم والي والتي صدرت تحت عنوان

ألهروب الى الجحيم

كما يلي

من ألصعوبة على شخص مثلي لا يملك مقومات ووسائل ألنقد الادبي أن يمر على هكذا نتاج أدبي بوضعه تحت معايير نقديه ولكني سوف ابين رأيي كقارئ وربما قارئ جيد 

لقد حاول هيثم في العديد من ألقصص ضمن ألمجموعه لا بل في معضمها  توخي المعالجة الإصلاحية مع الموضوع الاجتماعي سواء ما كان منها مغالياً مسرفاً في هذا التوجه، أو ما كان منها متخففاً بعض الشيء من أساليبها  لأنها حاولت أن تعبر عن أهداف واضحة، ومواقف معينة من المجتمع ومن القوانين السائدة فيه وتوغلت  أيضاً  في كثير من الوسائل الفنية كي توائم بين أغراضها ومواقفها وبين تجربتها الفنية ولكن رغم ذلك فإن ألمجموعة ألقصصيه لم تكن بمنأى عن بعض سمات الواقعية، إذ أن الواقع لم يكن غائباً بل إنها تنطلق منه ومن مشاكله وقضاياه، فهي بالضرورة لا بد أن تحتفظ بشيء من معطيات الواقعية وهي تتبع مشاكل المجتمع وتصور مظاهره البائسة 

وإذا كانت الواقعية تعني كل ذلك في المجتمع الذي يستقبلها، فإنها بالنسبة للقاص هيثم تعني أنه يدرك الواقع الاجتماعي الذي يحيط به إدراكاً واعياً، حيث تعايش معه ومثل علاقاته، فتشابكت تجربته الفردية بالتجربة الإنسانية العامة للواقع، وتسنى له أن يمسك العناصر الجوهرية التي تحكم صراعات المجتمع، وتسير علاقاته

 

 وفي ألهروب ألى الجحيم قلق واضطراب سريعين عاشها ألقاص هيثم  وبحث هادئ متأمّل أيضًا،حيث سعى  

القاص إلى التقاط الجزئية الدالة من الحياة اليومية التي رصدها وعزلها كما رصد تفاصيل حياة كاملة ونسج منها

 

صوراً وجدانية بطريقة متناغمة شدتنا في الكثير منها الى ألحدث والشخصيات

وبين قصة ألهروب الى الجحيم وبين قصة لغز العرافه غازيه طاف بنا هيثم في متاهات وتناقضات 

ألحياة في ثلاثة وثلاثين  صورة متألقة 

فمن الشخصيات الغريبه ألى العلاقات والعادات المتشدده ألى مشاعر الغربة في داخل الوطن وخارجه

ألى ألتجربه الشخصيه وانعكاسها على واقع ألمجتمع والحدث

عشنا مع هيثم ومع خياله الخصب وتشبيهاته واستعاراته أللغويه وقتاً رائعا ترك تأثيراته الايجابيه

في ردة الفعل تجاه ما أبدع من نتاج

أن عناصر الادب الاربعة التي تمثل العمود الفقري للنتاج الادبي الا وهي

ألعاطفة والمعنى والاسلوب والخيال

قد تحققت في الكثير من القصص التي تضمتها المجموعة القصصيه وقد نجح هيثم في نسجها

وتحويلها ألى حالات أنسانية عاشها الكثير منا في تجربته الخاصه

 

الا ان هيثم وقع في فخ الاسهاب في تفاصيل الوصف لكثير من الشخصيات واستعمل عبارات التشبيه 

 

ألبعيدة عن الواقع مما جعل ضلال الملل تزحف على بعض من حكاياته

 

كما أن بعض القصص كانت تميل الى طابع الرواية اكثر من كونها تمثل القصص القصيره

 

كما في قصة الفوز العظيم وقصة كل شئ الا الخيانه

 

وفي بعض ألقصص عبر هيثم عن مشاعر وأفكار شخوصه وقربها من القارئ باسلوب سردي مناسب متوازن

 

بينما في بعض منها جعل المهمة صعبة وذلك لعدم تناسب وصف الشخصيه ألرئيسية

 

كما حدث في قصة ألشهوه وقصة الشيطان وألملل

 

كما ان المجموعة القصصيه لم تخل من بعض الاخطاء اللغويه وبعض العبارات التي لا تنطبق عليها

 

قواعد اللغة العربيه

 

وفي النهايه ارى ان ألقاص هيثم قد قدم لنا أنموذجاً جيداً متوازناً سيكون له تاثيراته ومكانته المناسبه 

 

في ادب القصه القصيره

 

مع تحيات

سلام جاني الناشئ

 

الدخول للتعليق