• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 21 كانون1/ديسمبر 2015 10:00

السيمفونية العاطفية

آخر سيمفونية كاملة كتبها تشايكوفسكي (1840 – 1893) أحد أعظم الموسيقيين الروس على مر القرون. أتم تأليفها في آب 1893، قبل بضعة أشهر من وفاته، وقدمت بقيادته في سنتبطرسبورغ يوم 28 تشرين الأول، قبل تسعة أيام من وفاته. وقد أعتبر الكثير من الباحثين أن هذه السيمفونية السادسة كانت بمثابة توديع قبل الانتحار (وهي الفرضية الرائجة عن سبب وفاة المؤلف)، رغم وفاته خلال انتشار وباء الكوليرا. فقد ألف هذه السيفمونية في فترة شعور بالنشاط والايجابية، ويبدو أنه كان متحمساً جداً إثر نجاح العرض الأول لها. وأبلغ ناشره بأنه فخور جداً بنفسه لتمكنه من تأليف مثل هذا العمل الرائع. من كل هذا نستنتج أنه لم يكن يفكر في الانتحار قط، بل على العكس، كان يود العيش طويلاً لتأليف أعمال مثل السيمفونية العاطفية، حسبما قال لأخيه وأصدقائهما في الاسبوع الأخير من حياته.

تشير القرائن إلى أن السيمفونية هي من صنف الموسيقى البرنامجية، وقد أجاب تشيكوفسكي بالايجاب عن سؤال ريمسكي كورساكوف عن البرنامجية في هذا العمل، لكنه لم يفصح عن القصة التي تصورها السيمفونية. وكان تشايكوفسكي يفكر في تسميتها سيمفونية برنامجية لكنه عدل عن ذلك لئلا يدخل الناس في عملية البحث عن مكنونات وتفاصيل القصة التي أرد المؤلف تصويرها. على العموم، يستشف الباحثون من هذا العمل قصة الحياة والموت وارتباطهما بالقدر، بالتوزيع التالي: الحركة الاولى تصور العاطفة والثقة بالنفس والحيوية، الحركة الثانية الحب، والثالثة الخيبة، والأخيرة الزوال والموت (ويشير الى ذلك توجيه morendo الايطالي للعازفين، بمعنى موت الصوت تدريجياً في موقع شديد العتمة من ناحية التلوين الموسيقي). في هذه السيمفونية نسمع نتفاً من مختلف أنواع الموسيقى، من المارشات والفالتسات والموسيقى الاحتفالية، ما يثير الانطباع بأن هذه كلها توحي بتتابع شريط الذكريات على فراش الموت.

فاليري غرغييف مع فرقة فيينا الفيلهارمونية:

https://www.youtube.com/watch?v=9hW9u-Jw7r4

 

إلى لقاءات قادمة

 

الإثنين, 21 كانون1/ديسمبر 2015 14:52

الموسيقى الزجاجية

يخيل لي أن الأصوات المنبعثة من الأداة المسماة بالهارمونيكا الزجاجية أو القيثارة الزجاجية هي من أغرب الأصوات الموسيقية وأكثرها التصاقاً بالخيال. إذ تعتمد هذه الأصوات على الرنين المنبعث من الأقداح الزجاجية بعد فرك حافاتها بالأصابع أو بواسطة احتكاكها بجسم ما بطريقة ميكانيكية. يجري تحديد طبقة الصوت المنبعث من الكأس بسكب كمية محددة من الماء فيه للحصول على التردد المطلوب (بهذا المعنى يمكن اعتبار سكب الكمية المناسبة من الماء عملية تعيير الصوت أو دوزنته)، فيصبح كل كأس يقابل نغمة معينة من نغمات السلم الموسيقي. وتسمى الأداة غي هذه الحالة القيثارة الزجاجية. وقد ابتكر الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين أثناء اقامته في اوكسفورد بأنكلترا سنة 1761 أداة موسيقية اسماها بالهارمونيكا الزجاجية تتألف من محور حديدي ثبتت إليه أقراص زجاجية مختلفة الأحجام لكن بشكل افقي. الابتكار الذي أدخله فرانكلين كان التخلص من الماء الموضوع في الأقداح، لأن كل قرص يعطي التردد المطلوب بسبب صنعه بأبعاد محددة (سعته وعرضه) تختلف عن أبعاد الأقراص الأخرى. ويجري تدوير المحور بواسعة دواسة تحرك بالارجل وترتبط بالمحور، أما الصوت فيصدر بوضع الأصابع التي يجري ترطيبها بالماء على الأقراص المطلوبة، أي بنفس الطريقة التي تستعمل لاستنباط الصوت من حافة الكؤوس.

ألّف عدد من الموسيقيين لهذه الأقداح، منهم موتسارت الذي ألف أداجيو وروندو تصنيف كوخل رقم 617 سنة 1791، قدمته العازفة ماريانا كيرشغيسنر التي كانت أول من عزف على الأداة التي اخترعها بنجامين فرانكلين. كتب لها بيتهوفن أيضاً واستعملها سين-سانص في عمله الشهير كرنفال الحيوانات (الحركتين 7 و 14)، كما يستعملها اليوم بكثرة المؤلفون المعاصرون أيضاً.

ويعود سبب الاهتمام بصوت الأقداح إلى موقع الرنين الصادر منها في مستويات التردد التي تستطيع الاذن البشرية تمييزها، فالدماغ البشري لا يستطيع تحديد الموقع الذي ينبعث منه الصوت بسهولة لأن التردد المنبعث من الأقداح (بين 1 و4 كيلوهرتس) لا يساعد على ذلك، ولهذا يتميز صوت الهارمونيكا الزجاجية بطبيعة "سماوية" أو ميتافيزيقية مثيرة.

موتسارت: أداجيو وروندو للهارمونيكا الزجاجية مع الفلوت والأوبو والفيولا والتشلو:

https://www.youtube.com/watch?v=CxsPTgSDuh4

 

رقصة الجنيات من باليه تشايكوفسكي كسارة البندق:

https://www.youtube.com/watch?v=QdoTdG_VNV4

 

مشهد الجنون من اوبرا لوتشيا دي لامرمور (من تأليف دونيتستّي):

https://www.youtube.com/watch?v=ILJiNLDHGWM

 

إلى اللقاء الاسبوع القادم

 

الأربعاء, 09 كانون1/ديسمبر 2015 12:24

السيمفونية الاسبانية

تحتل السيمفونية الاسبانية التي كتبها الفرنسي أدوارد لالو (1823 – 1892) موقعاً مهما بين الأعمال الموسيقية التي تقدم بكثرة في كل أنحاء العالم. وهي ليست سيمفونية حقيقية، بل خليط بين شكل سينفونيا كونشرتانته (متتابعة أو افتتاحية للأوركسترا مع أداة موسيقية منفردة)، وشكل كونشرتو الكمان. ألف لالو هذا العمل سنة 1875 خصيصاً لعازف الكمان الاسباني الماهر بابلو ساراساته (1844 – 1908)، وقد سحر هذا العازف المبدع أصدقاءه من الموسيقيين بعزفه وبالألحان الاسبانية التي قدمها، ودفعهم إلى تأليف أعمال "اسبانية"، مثل مقدمة مع روندو كابريتشيوزو لسين-سانص (1863) واوبرا كارمن لبيزيه (1875)، وعمل إيمانويل شابرييه رابسوديا اسبانيا (1883) وغير ذلك وكانت الحمى "الاسبانية" الموسيقية تعم باريس في تلك الفترة بتأثير من بابلو ساراساته. كان لقاء المؤلف المغمور لالو بالعازف ساراساته نقطة انتقال حقيقية. فقد حصل لالو بعد سيمفونيته الاسبانية على نجاح وشهرة لم يكن يحلم بهما من قبل. وقد قدمت العرض الأول لهذا العمل قبل شهر واحد من اوبرا بيزيه كارمن التي أوحى بها اليه ساراساته، لذلك نجد بعض التقارب بين العملين، مثل استعمال أيقاعات وموتيفات اسبانية (مثل رقصة سيغيديّا في الحركة الثانية). وقد أهملت الحركة الثالثة – انترمتسو - من العمل لفترة طويلة قبل أن يقوم عازف الكمان والمفكر يهودي منوهين بإعادة الاعتبار اليها. وتعود الأغاني الشعبية في الحركة الرابعة قبل أن يختتم العمل بالحركة الخامسة الفوّارة المليئة بالألحان الصعبة التي يؤديها عازف الكمان.
سيمفونية لالو الاسبانية عمل يتميز بالخيال الخصب والأناقة والبريق والحيوية، فلا عجب إن احتلت موقعها المتميز في قلوب محبي الموسيقى.
××××××××××××××××××××

دافيد اويستراخ مع فرقة اوركسترا الاتحاد السوفيتي بقيادة كيريل كوندراشين (تسجيل 1948)
https://www.youtube.com/watch?v=SIRU4PAfHPI

 

إلى اللقاء السبت القادم

الأحد, 22 تشرين2/نوفمبر 2015 12:40

عمل مفقود لتَلَمان


أعلن مركز أبحاث تلمان ومقره مدينة ماجدَبورغ بألمانيا عن العثور على عمل مفقود للموسيقي الكبير جورج فيليب تَلَمان (1681 – 1767). والعمل هو 12 فنطازيا لأداة فيولا دا غامبا بدون مصاحبة ألفه سنة 1735 اعتقد الباحثون أنه قد فقد. عثر على العمل عازف الغامبا توماس فريتسش، بعد أن حصل على معلومات من عازف غامبا فرنسي بوجود أعمال لتلمان ضمن مجموعة خاصة يمتلكها جامع نفائس. أرسل تلمان العمل إلى المطبعة صيف سنة 1735 لكنه لم يطبع، لكن لحسن الحظ بقيت نسخة مصححة من العمل، هي التي عثر عليها فريتسش.
الفنتطازيا هو شكل موسيقي حر غير مقيد، كتب عادة للأدوات ذات المفاتيح (للهاربسيكورد أو الأورغن)، ترجع جذوره الى ارتجال الموسيقيشن لكنه في عصر الباروك اكتسب بعض الخصائص مثل اعتماد الايقاعات السريعة بعض الشيء وادخال بعض العناصر الهارمونية المعقدة، خاصة عند باخ. نعرف عن تلمان تأليفه فنطازيات للفلوت المنفرد واخرى للكمان، وكان في انكلترا اهتمام بفنطازيات فيولا دا غامبا. ومن أشهر النماذج على هذا الشكل الفنطازيا الكروماتية والفوغا لباخ (عمل رقم 903) وفنطازيا في ره الصغير لموتسارت (كوخل 397).
وسيجري تقديم العمل المكتشف حديثاً العام المقبل ضمن مهرجان تلمان في ماجدبورغ بين 11 – 20 آذار، وسيتم تسجيله ليصدر في قرص مدمج وسيطبع النص الموسيقي (المدونة). ويقول المتخصصون أن تلمان استغل الامكانيات التعبيرية والصوتية لهذه الأداة على خير وجه.

من فنطازيات تلمان، 12 فنطازيا للفلوت المنفرد (رامبال)
https://www.youtube.com/watch?v=uE9SjAqPGsc


و 12 فنطازيا للكمان (غريميو)
https://www.youtube.com/watch?v=uomItBTpmhA


الفنطازيا الكروماتية لباخ (شف)
https://www.youtube.com/watch?v=SNWOhm5iXxs


وأخيرا فنطازيا موتسارت (أوتشيدا)
https://www.youtube.com/watch?v=OYiz_u0tDwM

 

الى اللقاء السبت المقبل
ثائر صالح

الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015 11:18

الأوبريت

الأوبريت (مصغّر أوبرا) هو فن مسرحي غنائي بدأ ينتشر في نهاية القرن الثامن عشر، تميز بالمرح والكوميديا عادة، وهو فن يمكن اعتباره فناً جماهيرياً، فقد خرج من قصور وبيوت النبلاء إلى المسارح العامة، على الخصوص بعد الثورة الفرنسية وصعود البرجوازية والطبقات الوسطى. ساعد في انتشار الأوبريت بين الجماهير اعتماده على الاغنية البسيطة، التي تؤلف بلحن بسيط جميل يسهل حفظه فينتشر بين العامة، فتولد من هذه الأغاني الاغنية "الشعبية" التي يغنيها الناس. يتميز الأوبريت بوجود مقاطع من الحوار، لا تصاحب بالموسيقى عادة، وهذه هي صفة الشكل الغنائي الآخر الذي انتشر منذ بداية القرن العشرين، وهو ما يسمى ميوزيكل (Musical)، وهذا نقل غالباً إلى شاشة السينما مثل سيدتي الجميلة أو (Hair) أو قصة الحي الغربي. والميوزيكل يتميز بحوارات أطول وأعقد من حوارات الاوبريت، مما جعله ملائماً للتقديم السينمائي.
بدايات الأوبريت في صيغته المعروفة اليوم كانت في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر، على يد أرفيه (اسمه الأصلي لوي اوغست فلوريمون رونجيه 1825 – 1892) في اوبريت دون كيشوت وسانشو بانزا، لكن أول وأشهر مؤلف اوبريتات كان الألماني - الفرنسي جاك اوفنباك (1818 – 1880). واشتهر من الانكليز الموسيقي آرثر سوليفان (1842 – 1900) الذي شكّل ثنائياً نادراً مع الكاتب سير وليام جلبرت (1836 – 1911). وقد تحولت فيينا إلى مركز من مراكز الأوبريت (بعد باريس)، ولربما أهمها. فقد طور فرانس فون سوبيه (1819 – 1895) فن الأوبريت، وتلقفه يوهان شتراوس الابن (1825 – 1899) بكتابة الاوبريتات الناجحة. برز لاحقاً عدد من الموسيقيين المجريين في كتابة أشهر الأوبريتات مثل فرنس لَهار (1870 – 1948) وإمره كالمان (1882 – 1953).

مختارات من اوبريت الوطواط (شتراوس الابن):
https://www.youtube.com/watch?v=kL43938JODc


اغنية البنات الثلاث في المدرسة، اوبريت ميكادو (جلبرت وسوليفان):
https://www.youtube.com/watch?v=C-HvKP66doc


هذه أغاني "استقلت" عن الاوبريتات وأصحبت أغنيات شهيرة:
أغنية فيليا من اوبريت الأرملة المرحة (لَهار):
https://www.youtube.com/watch?v=DC53AoEWvaI


أغنية أيتها الحياة المرفلة بالأسمال من اوبريت ملكة التشارداش (كالمان):
https://www.youtube.com/watch?v=y4BJ6FXSXOc

 

الى اللقاء السبت المقبل

الثلاثاء, 23 كانون1/ديسمبر 2014 21:00

أغاني هايدن

يعد فرانس يوزف هايدن (1732 – 1809) أحد
أهم المؤلفين الموسيقيين على مر العصور، إذ ارتبط شكلا السيمفونية والسوناتا باسمه
ارتباطاً وثيقاً. فقد ألف 104 سيمفونية رائعة، وأكثر من 50 سوناتا للبيانو. لكن
هذا المؤلف الكبير ألف كذلك عدداً كبيراً من الأغاني، ودون الأغاني الشعبية
الألمانية/النمساوية والانكليزية والأيرلندية، وعلى الخصوص السكتلندية. وقد أعاد هايدن
توزيعها لصوت أو صوتين مع البيانو أو ثلاثي وتري أو لبيانو وتشلو وكمان أو مجموعات
اخرى صغيرة من الأدوات الموسيقية، أي أنها ضمن ما يعرف بتراث موسيقى الحجرة الذي
يؤديه عدد قليل من العازفين في بيوت الأثرياء والنبلاء.

قام ثلاثي البيانو النمساوي ثلاثي هايدن
آيزنشتات بالتعاون مع المغنيين السكتلنديين لورنا أندرسون و جيمي مكدوغال بتسجيل
كل الأغاني السكتلندية التي عمل عليها هايدن، وصدرت بستة أجزاء (تتألف من 18
اسطوانة مدمجة) في كانون الأول 2009 بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لوفاة هايدن.

من المعروف أن شعبية الأغاني السكتلندية
كانت قد ازدادت خلال القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر، وبدأ تجميع الأغاني
الشعبية السكتلندية حوالي سنة 1700 كما ذكرت في كتابتي عن أوسوالد ومكغيبون قبل
نحو شهرين. نشرت أغاني هايدن التي زاد عددها عن أربعمئة اغنية عند ثلاث دور نشر في
سكتلندا بين 1791 و 1805. ونلمس في هذه الأعمال تأثير أعمال هايدن الغنائية
المتأخرة مثل اوراتوريو الفصول واوراتوريو الخليقة. لكن سبب عدم انتشار هذه
الجواهر الموسيقية هو عدم توفرها في طبعات حديثة، ولم تنشر مدوناتها الموسيقية إلا
في فترة متأخرة (انجزت ضمن مشروع معهد هايدن في كولونيا وصدرت طبعة الأعمال الكاملة
في سنة 2009 اليوبيلية).

أغاني سكتلندية لثلاثي البيانو والسوبرانو
والتنور من تسجيل 2009:

http://www.youtube.com/watch?v=y1S-lhZed4Y

اغنية البحارة، حفل لمعهد كليفلاند
للموسيقى في الولايات المتحدة

http://www.youtube.com/watch?v=jYpI-FRPf50

من الأغاني الألمانية، اغنية Trost unglücklicher Liebe

http://www.youtube.com/watch?v=MGiTTf1GoEg

 

إلى اللقاء

 

السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014 21:22

بابا نويل وقصته

يحتل بابا نويل مكانة خاصة في احتفال عيد الميلاد في العالم الغربي. لكن ما هي جذور هذه التقاليد؟ تعود بنا القصة إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي، حيث عاش في مدينة ميرا (مدينة دمره على ساحل المتوسط في تركيااليوم) اسقف يدعى نيكولاوس، نسبت اليه الكرامات والعجائبورسم قديساً فيما بعد. اشتهر بأنه كان يقوم في السر بدس هدايا أو نقود في أحذية الناس الذين يضعوها له خارج غرفهم. بالطبع يصعب تخيل هذه العملية لعدة أسباب، أولها أن الفقراء لم يمتلكوا الأحذية أصلاً، وإن امتلكوا شيئاً فقد يكون أشبه بالصندل أو النعل. وقد يعود هذا التقليد إلى عصور متأخرة في مناطق أوروبا الشمالية، حيث لاغنى عن الجزمات المصنوعة من الجلد أو الفراء لاتقاء برد وثلوج هذه المناطق.
توفي هذا الاسقف يوم 6 كانون الأول سنة 343 ميلادية، فأصبح هذا اليوم يعرف بيوم القديس نيكولاوس، وهو في اللغات الأوروبية سنت نيكولا وسنت ميكولا – ميكلوش وميكولاش باللغات السلافية وفي المجرية – وفي الهولندية حرف اسمه إلى سنتركلاس، وهي الكلمة التي اشتق منها الاسم سانتا كلوز في الانكليزية، أما في شمال أوروبا، تستعمل اسماء تومته ونيسه وتونتو التييعود أصلها إلى الميثولوجيا النوردية (السكندنافية).واسم نويل جاء من اللغة الفرنسية، حيث اشتقت الكلمة من اللاتينية وتعني ميلاد (المسيح). يبدو أن التقاليد الفولكلورية الشعبية المتعلقة به تعود لقرون خلت. ففي هذا اليوم، وعلى الخصوص في وسط أوروبا، يحصل الأطفال على هدايا ونقود وحلوى توضع لهم في جزماتهم، إن كانوا مطيعين ورضي عنهم أهلهم خلال العام، أو يحصلون على حزمة صغيرة من أغصان أشجار الصفصاف كناية عن السوط إن كان أهلهم غير راضين عنهم. وهذه السياط يحصلون عليها من مساعد القديس نيقولاوس المسمى كرامبوس، وهو كائن أسود بذنب طويل كما تتصوره العقلية الشعبية.
ومثل كلالتقاليد الشعبية يرافق هذه الشعائر الغناء والموسيقى، فيتوارث الناس الأغاني الشعبية المخصصة لهذه المناسبات، ومنها كثير من أغاني عيد الميلاد التي تتكرر بشكل متواصل خلال شهر كانون الأول. ويعود عدد من هذه الأغاني إلى القرون الوسطى أو العصور التالية، وهي في طبيعتها ووظيفتها مشابهة لأغاني الماجينا عندنا.

أغاني فرنسية من نهاية القرن السادس عشر
http://www.youtube.com/watch?v=oQTfZ390oYg


الموسيقي الهولندي يان فان خلسه 1881 – 1944، تنويعات على اغنية القديس نيكولاوس (1908)
http://www.youtube.com/watch?v=ECp5-ddwS9U


بنجامين برتن 1913 – 1976: مقطع من كانتاتا سنت نيكولاوس، ولادة سنت نيكولاوس
http://www.youtube.com/watch?v=VottWvI0cts

 

 

موسيقى السبت 6 كانون الأول 2014

الأحد, 09 شباط/فبراير 2014 15:31

ماهان أصفهاني

 

أسمحوا لي أن أحيد اليوم عن نهجي المعتاد، لأقدم لكم ترجمة لمقابلة ممتعة مع ماهان أصفهاني. وأصفهاني عازف الهاربسيكورد أمريكي شاب من أصل إيراني مولود في العام 1984، يعيش اليوم في بريطانيا وقد غدا واحداً من الموسيقيين المشهورين هناك، سواء في صالات الموسيقى أم في المشاركة في تقديم البرامج الثقافية التي تزخر بها بريطانيا. المقابلة أُجريت معه بمناسبة تقديم حفل له مع فرقة "عصر التنوير" يوم الخميس 30 كانون الثاني الماضي حيث قدم أعمال كارل فيليب إيمانويل باخ الذي نحتفل هذا العام بالذكرى 300 لولادته.

 -        كيف توصلت إلى الموسيقى؟

-        كان أبي موسيقياً، لذا أفترض أنني لا أذكر متى لم "أصل إلى الموسيقى". كنت مع الموسيقى على الدوام.

 

-        متى تبلور عندك القرار في اتخاذ الموسيقى مهنة؟

-        أعتقد قبل فترة قريبة. عندما جئت إلى بريطانيا، لم أكن متيقناً، حتى عندما كنت أرغب في ذلك. بيد أن برنامج "فنانو الجيل الجديد" في راديو بي بي سي 3  كان دفعة كبيرة لي، ومع ذك غلبني الشك على الدوام.

يمكنني القول، برغم كل الحفلات التي قدمتها، ورغم التسجيلات التي أجريتها وحفلتي الپروم في قاعة ألبرت بلندن، لم يتوقف المونولوج الشخصي اليومي الذي اجريه مع نفسي كل صباح عندما أستيقظ حول هل سأواصل هذا الطريق أم لا إلا في الشهور الأخيرة. أقول هذا بصدق.

 

-        مالذي تخشاه بالدرجة الاولى؟

-        أرصفة مترو لندن. فأنا أنتظر في القاعة ريثما يأتي القطار لأستقله. وأنا كذلك أكثر راكبي الطائرات قلقاً، وهو أمر غريب إن قلت أنني أقضي الكثير من وقتي على متن الطائرات. كما أنني لا أحب ركوب السيارات كثيراً. لربما يتبادر إلى أذهانكم أنني أعاني من مشاكل الخوف من العلو؟

 

-        عندما لا تكون مشغولاً بتقديم الحفلات، بم تقضي وقت فراغك؟

-        أحب العزف على الهاربسيكورد في أوقات فراغي. كما أنني أحب الطهي والسمر مع الأصدقاء. أقرأ كثيراً وأتعلم اللغات.

 

-        من هو بطلك المفضل في حقل الموسيقى؟

-        مدرستي، زوزانا روجيكوفا، لأنها تعيش كل شيء تود رؤيته من خلال الموسيقى. كذلك ستانيسلاف ريختر وفاندا لاندوفسكا لشجاعتهما. ويوزف هايدن، لأنه لم يتوقف أبداً عن سعيه نحو الكمال.

 

-        ما هو الفيلم الجيد الذي حضرته مؤخراً؟

-        رجل جاد من عمل الأخوين كوين. أحب هذا الفيلم. لا أستطيع الذهاب إلى السينما كثيراً في الآونة الأخيرة، رغم أنني كنت معتاداً على ذلك.

 

-        هل لديك طقوس خاصة تسبق تقديمك الحفلات؟

-        لا توجد وصفة ثابتة. أشرب الكثير من الشاي الأسود، وامازح العاملين خلف الستار. أرتدي ملابسي قبل صعودي المسرح بخمس دقائق. أقرأ ذي نيو ستيتسمان أو الايكونوميست. أصنع أشكالاً من الورق المطوي أوريگامي.

 

-        إذا ما تسنى لك اختيار مهنة اخرى، ما هي هذه المهنة؟

-        قد أرغب في أن أسهم في صناعة القرار أو في شيء من هذا، لربما رغبت أن أكون دبلوماسياً. أما المهنة التي أحلم بها هي أن أكون كاتباً يكتب عى الرحلات.

 

-        ما هو أكثر التسجيلات التي تمتلكها ندرة؟

-        لدي تسجيل عن اسطوانة بسرعة 78 دورة في الدقيقة لم تحفظ بشكل جيد عليها تسجل لعازف هاربسيكورد أمريكي غير معروف اسمه لويس رتشاردز، يعزف عمل هندل "الحدّاد الهارموني". يعود التسجيل إلى عشرينات القرن العشرين إذا تذكرت جيداً. كان يعزف عزفاً من الدرجة الأولى بالتأكيد.

 

-        ما هي أسوأ حفلة قدمتها على الاطلاق؟

-        من الواضح أنني لا أستطيع الافصاح عن التفاصيل، لكني عزفت ذات مرة تنويعات غولدبرغ لباخ، لكن الأداء كان كما لو أنه جاء من المريخ. الغريب في الأمر أن هذا الحفل جاء بعد عدد من الحفلات التي قدمت فيها هذا العمل وكلها كانت بين مقبولة وممتازة (حسب تقديري بالطبع). لذا ليس لدي أدنى فكرة عن السبب في ذلك.  وحتى يكون الأمر أسوأ بالنسبة لي، كان والداي بين الحضور. يا لها من امسية! حتى أن التنويعة الأخيرة في العمل رافقها انطلاق صوت انذار سيارة كانت واقفة في الجوار.

 

-        ما الذي تستمع اليه الآن؟

-        أستمع إلى "مشروع لِگتي Ligeti" بخمس اسطوانات مدمجة، أصدرتها Teldec. لم أكن أعرف بعض الأعمال مثل كونشرتو الحجرة، أو كونشرتو البيانو، أو پوليفونيا سان فرانسيسكو. لذا أعتقد أنني أحسنت في التعمق في هذا التسجيل.

 

-        ما هو الكتاب الذي تعتقد أن على الجميع قراءته؟

-        أي شيء كتبه تولستوي.

 

-        ما الذي يشدك إلى كارل فيليب إيمانويل باخ؟

-        من الصعب وصفه من المنظور الجمالي والفكري، لكن عندما تتجاوب قلوبنا مع موسيقاه، فاننا نعلم أن عقولنا ستكون التالية في تقبل هذه المشاعر. إنه أمر غاية في التعقيد حقاً.

 

-        ما هي النصيحة التي تقدمها للموسيقيين الطموحين؟

-        التركيز وإهمال مطبات كونك موسيقي. ابذل كل ما لديك مادياً وعاطفياً وروحياً للموسيقى. أن تكون موسيقياً فهذا تحدي. كن صفحة من "حياة القديسين".

 

 

××××××××××××××××××

 

بورتريه أصفهاني:

http://www.youtube.com/watch?v=VOh68VLeL_0

  

عمل لجون بول (1562-1628):

http://www.youtube.com/watch?v=EBL1xM6gen4

 

من تسجيلاته في بي بي سي 3:

http://www.youtube.com/watch?v=PQ_Ga72o63I

 

 

إلى اللقاء في الاسبوع القادم

 

 

 

الصفحة 2 من 2