• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 05 تشرين1/أكتوير 2015 12:30

شهرزاد

من أشهر الأعمال التي كتبها الروسي نيكولاي ريمسكي – كورساكوف (1844 – 1908) المتتابعة السيمفونية أو القصيدة السيمفونية شهرزاد. تنبع شهرته من عدة عوامل، أولها الموضوع، فاختيار موضوع مثير مثل قصص ألف ليلة هو وصفة جاهزة للنجاح في أوروبا القرن التاسع عشر، إذ بهر تاريخ وأدب وفنون الشرق الذي استعمرته أوروبا الناس. اقترن هذا الموضوع المثير باستعمال شكل القصيدة السيمفونية أو المتتابعة السيمفونية (كما يوصف العمل)، وهو شكل مناسب لسرد القصص بحرية أكبر، وأتجرأ القول أن العمل يقترب في شكله من ما كان يعرف بشكل سيمفونيا كونشرتانته في عصر الباروك، وهو متتابعة موسيقية تحمل ملامح الكونشرتو في نفس الوقت، تمثله هنا أداة الكمان. ويتميز العمل كذلك باستعمال المؤلف ألحان خاصة أسماها ريشارد فاغنر اللحن الدال أو اللايتموتيف، وهي الحان تدل على حدث ما أو شخصية ما تتكرر خلال العمل الدرامي. العامل الثالث في نجاح هذا العمل (وهنا أيضاً تبرز أهمية اختيار الموضوع والقصة)، هو تحويله إلى باليه ناجح يقدم في الكثير من المسارح. يترافق كل هذا بالطبع مع استعمال ريمسكي – كورساكوف ألحاناً غنائية جميلة نجحت في خلق الجو الشرقي الذي تدور فيه أحداث القصة.
يفتتح العمل بلحن يمثل السلطان شهريار، كتبه المؤلف في سلم التون الكامل. وقد استعمل المؤلفون سلم التون الكامل منذ قرون، ويتميز بخلوه من النغمة المؤدية التي تؤدي إلى بيت السلم أو الأساس يفصلها عنه نصف تون ، مما يعطي الألحان نكهة ضبابية وغريبة لدى السامع الذي ينتظر اشارة للعودة إلى الأساس دون فائدة. وهذا هو اللحن المميز لشهريار، يليه اللحن الجميل المميز لشهرزاد، يؤدى على الكمان.
متتابعة شهرزاد بين الأعمال التي تأثرت بها في طفولتي، إذ كان في مكتبتنا الموسيقية تسجيل لفرقة اوركسترا فيلادلفيا بقيادة المجري يوجين اورماندي يعود إلى 1953. وقد أحب العمل كل أفراد العائلة، بضمنهم اختي الكبيرة شهرزاد.

فرقة اوركسترا فيلادلفيا بقيادة يوجين اورماندي (تسجيل 1953)
https://www.youtube.com/watch?v=9v2vTyr7Ghw

 

باليه شهرزاد بتقديم فرقة البولشوي 1997
https://www.youtube.com/watch?v=9n1bNb62yJY

 

الى اللقاء السبت المقبل

الثلاثاء, 22 أيلول/سبتمبر 2015 21:27

خماسية بيتهوفن

كتب بيتهوفن الكثير من موسيقى الحجرة، منها ثنائيات وثلاثيات للبيانو ومختلف الأدوات أو للوتريات، رباعيات وترية وخماسيات للبيانو والرباعي الوتري أو الهوائيات أو لأكثر من خمس أدوات بمختلف التشكيلات. اشتهرت رباعيات بيتهوفن الوترية بين أعماله لموسيقى الحجرة، فهي عالم قائم بحد ذاته. والرباعية الوترية ابتكرها هايدن وطورها موتسارت وأوصلها بيتهوفن القمة. وتركز اهتمام بيتهوفن على هذا النوع من الموسيقى في بداية حياته الفنية، قبل أن ينتقل للتأليف الاوركسترالي والتركيز على سوناتات البيانو والرباعيات الوترية في المراحل التالية من حياته، وهي الأعمال الموسيقية التي جلبت له الخلود مثل كونشرتو الكمان وكونشرتات البيانو وسيمفونياته وكذلك سوناتات البيانو ورباعياته الوترية المتأخرة.
أحب اليوم أن أذكّر بجمال وأهمية موسيقى الحجرة التي ألفها بيتهوفن قبل صعود نجمه، منها أعماله للهوائيات أو للهوائيات والبيانو، التي كتب بعضها تأثراً بأعمال موتسارت، مثل خماسيته للهوائيات والبيانو (عمل رقم 16، ألفها سنة 1796) هي "امتداد" لخماسية موتسارت (تصنيف كوخل 452 ألفها في 1784)، فقد كتبها بنفس السلم، مي بمول الكبير، وبنفس الأدوات: بيانو، اوبو، كلارينت، هورن وباسون (فاغوت). عزف بيتهوفن على البيانو العمل بنفسه في نيسان 1797. ونعرف أنه قد أصيب لاحقاً هذا العام بمرض التيفوئيد وكان ذلك بداية اصابته بالصمم. وقد أعاد بيتهوفن لاحقاً توزيع الخماسية لرباعي بيانو (بيانو، كمان، فيولا وتشلو).
يتميز العمل بالألحان المبتكرة الجميلة وبالأسلوب الخاص الذي ميز بيتهوفن لاحقاً، أخص بالذكر هنا الحركة الثالثة التي إن سمعها المرء مرة سيتذكرها بعد ذلك طول حياته بسبب ألحانها وإيقاعاتها المتميزة، فهي تؤثر على القلب والعقل معاً.

خماسية البيانو والهوائيات:
https://www.youtube.com/watch?v=ik-ggFpX07M

رباعية البيانو:
https://www.youtube.com/watch?v=o4j3scG_NA0

https://www.youtube.com/watch?v=FdxRJU9Zwoo

https://www.youtube.com/watch?v=1c2nIacx4ao

خماسية موتسارت للمقارنة:
https://www.youtube.com/watch?v=4-5re1EUoSo

الى اللقاء السبت المقبل
__._,_.___

الأربعاء, 18 شباط/فبراير 2015 14:03

تشايكوفسكي يودّع

توفي الموسيقار الروسي الأشهر بيوتر ايليتش تشايكوفسكي في 10 تشرين الثاني 1893، بعد اسبوع أو اسبوعين من تقديمه آخر عمل جبار له، وهو السيمفونية السادسة في سلم سي الصغير، التي أسماها بالسيمفونية العاطفية. وقد قاد الاوركسترا بنفسه في سانكت بيترسبرغ في أواخر تشرين الأول. عندما سأله الموسيقار نيكولاي ريمسكي – كورساكوف صاحب متتابعة شهرزاد الشهيرة، هل هذه السيمفونية التي أكملها صيف 1893 هي موسيقى برنامجية، أي أنها تمثل حدثا معينا ولها سيناريو، أجاب تشايكوفسكي بنعم، لكنه لم يفصح عن طبيعة الحدث أو تفاصيله.
لا يعرف سبب وفاة تشايكوفكسي بالضبط، وهناك افتراضات كثيرة أهمها مرض الكوليرا والتسمم بالزرنيخ وظهرت كذلك فرضيات تتحدث عن الانتحار، أو فرض الانتحار عليه من قبل القيصر أو محكمة سرية. فهل كان يقصد قرب موته في حديثه ريمسكي – كورساكوف؟
العمل بحد ذاته يميل إلى الحزن والدراما، ويرى الكثيرون أن تشايكوفسكي وقت كتابتها كان في حالة كآبة عميقة. تتميز موسيقاها بالانشداد، وقد استعمل فيها ايقاعات غير مستعملة من قبل، مثلاً في الحركة الثانية التي تتميز كذلك ألحانها الجميلة المتدفقة بانسيابية وعاطفة ملموسة. تتميز الحركة الثالثة باستعمال النحاسيات بشكل مؤثر مما دفع المستمعين في العرض الأول إلى التصفيق بحرارة بعد وصول الموسيقى الذروة، والتصفيق خلال الأعمال الاوركسترالية أمرغير معتاد في قاعات الموسيقى كما هو معروف، والعادة المتبعة هي التصفيق بعد الانتهاء من العمل (هنا بعد الحركة الرابعة). لكن عاطفة تشايكوفسكي لم تنته هنا. فقد جاءت الحركة الرابعة البطيئة من جديد بالمزيد من العواطف. والحركة الرابعة في شكل السيمفونية تكون سريعة عادة، مع ذلك استعمل هايدن "مخترع" السيمفونية الكلاسيكية حركة رابعة بطيئة في سيمفونية الوداع رقم 45 كتعبير عن احتجاج الموسيقيين لطول غيابهم عن عوائلهم، كذلك استعمل برامز السرعة البطيئة في آخر حركة من سيمفونيته الثالثة. لكن هذين المثالين استثناء يثبت القاعدة، لأن الحس بالاكتمال الجمالي في شكل السيمفونية يتطلب الختام بحركة سريعة عبر الوصول إلى التوازن في السرعة، فحركات السيمفونية الكلاسيكية الأربع هي: سريعة – بطيئة – حركة راقصة معتدلة السرعة – سريعة. أما تشايكوفسكي فقد خلق توازناً قلقاً في هذه السيمفونية: الحركة الأولى بطيئة ثم سريعة بدون افراط، الحركة الثانية سريعة بأناقة، الحركة الثالثة سريعة بحيوية كبيرة، الحركة الرابعة بطيئة رثائية.

فاليري غرغييف يقود فرقة مسرح مارينسكي (مع النص الموسيقي)
https://www.youtube.com/watch?v=8VswsTffasc

 

إلى اللقاء السبت القادم
ثائر صالح

السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014 20:49

الطليان في أوروبا

http://www.youtube.com/watch?v=vYy91Zd5dNgكان الطليان أمهر الموسيقيين في اوروبا لقرون، فقد بدأ تطور الموسيقى في إيطاليا مبكراً خلال عصر النهضة، فحصل موسيقيوها على الريادة. ويعود سبب هذه الهيمنة إلى عوامل عدة، أهمها الدعم السخي للفنون من قبل عوائل ايطاليا الارستقراطية الثرية مثل مديتشي، وابتكار فن الاوبرا الذي ارتبط بالطليان حتى اليوم، وظهور موسيقيين كبار مثل بالسترينا ومونتفردي وكوريللي وفيفالدي ومئات غيرهم. كما أدخل الايطاليون العديد من الأشكال الموسيقية انتشرت في اوروبا مثل الكونشرتو والكانتاتا، وبرعوا في صنع الأدوات الموسيقية (ستراديفاري وآماتي). وكانت المراكز الأوروبية تستقطب الموسيقيين الايطاليين، على الخصوص مؤلفي الأوبرا.
لكن القرن الثامن عشر بدأ يشهد ظهور منافسة لهذا التفرد الايطالي بعد تطور الموسيقى الألمانية والفرنسية على الخصوص. مثلاً بدأ هندل الألماني ينافس الموسيقيين الطليان في لندن في فن الاوبرا الايطالية، وفاز عليهم بحيلة ذكية، وهي توجهه لتأليف الاوراتوريو باللغة الانكليزية فوجّه بذلك ضربة شديدة للاوبرا الايطالية في لندن، لكنه لم يتمكن من الانتصار عليهم نهائياً.
وكان هندل يدير فرقة تضم موسيقيين من مختلف انحاء اوروبا، منهم موسيقيين من إيطاليا. من هؤلاء عازف الكمان الأول (كونسرت ماستر) بييترو كاستروتشي 1679 – 1751 الذي شغل هذا المنصب بين 1718 – 1737. درس عند اركانجلو كوريللّي، لكنه كان مؤلفاً موسيقياً بارعاً في نفس الوقت، سار على خطى استاذه في تأليف ما يعرف كونشرتو غروسّو (الكبير)، الذي يكتب لمجموعة من الأدوات والأوركسترا، وهو شكل موسيقي ابتكره كوريللي. توفي كاستروتشي في دبلن بأيرلندا بعد اصابته بالمالاريا، وكان وقتها فقيراً معدماً، ومع ذلك دفن في كنيسة سنت ماري في دبلن في احتفال رسمي.

كاستروتشي: كونشرتو غروسو مجموعة رقم 3، من إداء فرقة هندل الاحتفالية بقيادة عازف الكمان الألماني البارع أنتون شتك. مجموعة من الكونشرتات الرشيقة الأخاذة التي تستحق المديح لجمال ألحانها ومتانة بنائها وللابتكار الفني والتجديد الذي نلمسه فيها.


http://www.youtube.com/watch?v=vYy91Zd5dNg


إلى اللقاء الاسبوع المقبل
ثائر صالح

الأحد, 19 تشرين1/أكتوير 2014 06:56

بدايات الموسيقى الأسكتلندية

نشغل العالم قبل أسابيع باستفتاء سكتلندا حول الاستقلال عن بريطانيا، وهو الاستفتاء الذي انتهى بفوز الداعين للبقاء ضمن المملكة المتحدة بريطانيا. ونعلم أن سكتلندا كانت مملكة مستقلة لغاية دخولها في مملكة بريطانيا العظمى سنة 1707 ثم توحدت مع انكلترا سنة 1801. ولغة سكتلندا الأصلية هي الغالية (من عائلة اللغات السلتية)، ولها تراثها الثقافي الخاص بها وتتميز موسيقاها الشعبية بلهجة مميزة، مثل اختها الايرلندية التي تواصل وجودها في موسيقى الريف الأمريكية لاحقاً بفضل المهاجرين الايرلنديين. ويشتهر عازفو الكمان والناي السكتلندي، وكذلك اشتهرت موسيقى القرب السكتلندية. أما تأليف الموسيقى الفنية فقد بدأ متأخراً نسبياً في سكتلاند، ويعتبر الكونت توماس أرسكين 1732 – 1781 أول من ألف السيمفونية من السكتلنديين وكان قد درس الموسيقى في مانهايم على يد يوهان شتاميتس.

اهتم الموسيقار السكتلندي جيمس اوسوالد 1710 – 1769 بالألحان الشعبية وبدأ بتجميعها وأسس دار نشر خاصة به بعد انتقاله إلى لندن سنة 1741 لينشرها في مجلدات بلغ عددها اثنا عشر جزءاً عنوانه رفيق الجيب الكالدوني. واستعمل هذه الألحان في أعماله ووزع البعض منها للكمان وألف أعمالاً اخرى بنفس الاسلوب الشعبي. لكنه كان غالباً ما ينشر أعماله تحت أسماء مستعارة، منها دافيد ريزيو، لذا يصعب تجميع أعماله والوصول اليها، وتجري اليوم عملية تحقيق للتراث الموسيقي الذي خلفه لنا هذا الموسيقي المبدع. المؤلف المعروف الآخر الذي اشتهر بتجميع واستعمال الألحان الشعبية هو وليام مكغيبون 1690 – 1756 الذي كان عازفاً على الكمان، تأثر بعمالقة الموسيقى وقتئذ مثل كوريللي وهندل وفيراتشيني وكذلك برسل. ألف الكثير من الأعمال للفلوت والكمان لكن لم يصلنا منها إلا القليل.

وقد ألهمت سكتلندا الموسيقار العظيم فيلكس مندلسون خلال زياراته المتكررة في اربعينات القرن التاسع عشر، فألف اثنين من أشهر أعماله: افتتاحية مغارة فنجال (وتعرف كذلك بافتتاحية الهيبريدز)، والسيمفونية السكتلندية. وأعطت هذه الزيارات وكذلك زيارة فريدريك شوبان دفعة قوة لإحياء الحياة الموسيقية السكتلندية، على الخصوص بعد التطور الاقتصادي والصناعي الكبير الذي شهدته مدن سكتلندا مثل غلاسكو والعاصمة ادنبره.

اوسوالد، السوناتا السكتلندية

http://www.youtube.com/watch?v=dXvoZodw3AA

مقطوعتان للفلوت السكتلندي من تأليف مكغيبون وأوسوالد:

http://www.youtube.com/watch?v=FegbMdngT_c

موسيقى سكتلندية (سلتية) تقليدية

http://www.youtube.com/watch?v=F97M-UOiP8g

أخيراً هذه افتتاحية الهيبريدز لمندلسون، كلاوديو أبادو

http://www.youtube.com/watch?v=zcogD-hHEYs

إلى اللقاء الاسبوع المقبل

 

الإثنين, 21 تموز/يوليو 2014 10:59

رهان موتسارت وهايدن


يحكى أن موتسارت تراهن مع هايدن على استحالة عزف مقطوعة على البيانو. لم يشأ هايدن الذي كان وقتها من أشهر موسيقيي أوروبا الهرب أمام هذا التحدي، فجلس إلى البيانو ليعزف القطعة التي وضع موتسارت أمامه مدونتها. بدأ بالعزف، لكنه توقف بعد برهة عندما وصل إلى موضع تباعدت فيه يداه إحداهما عن الاخرى ومع ذلك كانت هناك نغمة يجب أدائها، لكنا تقع بعيداً عن متناول اليدين. عجز هايدن الذي يكبر موتسارت بـ 24 سنة عن أداء هذا المقطع، فطلب من موتسارت أن يريه كيف يؤديه. جلس موتسارت وبدأ بالعزف، وما أن وصل المقطع المطلوب، حتى انحنى على لوح المفاتيح وضرب مفتاح النغمة العصية بأنفه، وأكمل المقطوعة حتى آخرها.هايدن وموتسارت أعظم مؤلفين موسيقيين ظهرا بعد عصر الباروك، وهما اللذان ميزا عصر الموسيقى الكلاسيكية بدون منازع قبل أن يأتي بيتهوفن ليكون آخر أعظم مؤلف موسيقي كلاسيكي. وقد ارتبطت الموسيقى الكلاسيكية بالنمسا، فهايدن وموتسارت نمساويان، أما بيتهوفن فقد عاش الشطر الأكبر من حياته في فيينا، وتوفي فيها.
وكانت السوناتا وتطورها ما ميز عصر الموسيقى الكلاسيكية كله، فقد بدأ بصقلها كارل فيليب إيمانويل باخ الذي نحتفل بالذكرى المئوية الثالثة لولادته هذا العام، وتلقفها منه هايدن وأوصل هذا الشكل الموسيقى الأساسي الكمال. أما موتسارت ومن بعده بيتهوفن فقد حلقا بهذا الشكل الموسيقي في سماوات الابداع. كما ارتبط شكلا السيمفونية وكذلك الرباعية الوترية بهايدن وبالعصر الكلاسيكي، وهذان الشكلان هما التطبيق العملي لشكل السوناتا على الاوركسترا وعلى مجموعة الأدوات الأربع في الرباعي الوتري: الكمان الأول والكمان الثاني والفيولا والتشيلو.

عازف البيانو المجري الكبير سير أندراش شِف يعزف سوناتات هايدن في قصر الامراء أسترهازي الواقع في غربي المجر.
سوناتا رقم 33 في دو الصغير (1771)
http://www.youtube.com/watch?v=IiZwdIOVYB4


سوناتا رقم 62 في مي بيمول الكبير (ألفها في لندن 1794-1795)
http://www.youtube.com/watch?v=bhCOWKIZ_8g

إلى اللقاء في السبت المقبل

ثائر صالح

الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014 14:19

عشق الشاعر

 

هو عنوان سلسلة من الأغاني كتبها الموسيقار الألماني العبقري روبرت شومان سنة 1840 باستعمال أشعار الشاعر الألماني الكبير هاينريش هاينه التي صدرت في مجموعته الشعرية "كتاب الأغاني". تتألف السلسلة من 16 أغنية كتبت لمغني منفرد بمصاحبة البيانو وفق شكل الأغنية الفنية المعروف باللغة الألمانية "لِيْد"، وهو الشكل الذي طوره شوبرت من قبل ورفعه إلى مرتبة متقدمة كواحد من الأشكال الموسيقية الرئيسية في القرن التاسع عشر.
عاش روبرت شومان بين 1810-1856 وكان عازف بيانو بارعاً ومؤلفاً مجدداً وناقداً موسيقياً مهماً، يعتبر من أعظم الموسيقيين الرومانتيكيين ولعله أهمهم. تزوج من كلارا فيك ابنة استاذه، وهي بدورها مؤلفة موسيقية مهمة وعازفة بيانو مجيدة اشتهرت باسم كلارا شومان، تشهد أعمالها اليوم رواجاً كبيرا.
لم يؤلف شومان سوى أعمالاً للبيانو لغاية 1839، إذ كان يسعى ليصبح أفضل عازف بيانو في وقته. ألا أن إصابة يده أثناء استعماله ماكنة زعم أنها تزيد من قدراته على العزف قضى على حلمه هذا، فتوجه للتأليف الموسيقي. ألف في كل الأشكال الموسيقية المعروفة آنئذ، ومنها الأغاني الفنية، وقد ألف في سنة 1840 لوحدها أكثر من 130 اغنية، لذلك أطلق عليها اسم سنة الأغاني. كانت سلسلة عشق الشاعر التي بلغ عدد أغانيها عشرين اغنية في الأصل ضمن مؤلفات هذا العام العجيب، وقد أنجز تأليفها في الأيام الأخيرة من شهر أيار. ومن الطريف أن عنوان الأغنية الأولى في السلسلة هو "في شهر أيار الجميل". واستمر شومان يصقل في هذه الأغاني العشرين ويعدلها حتى صدور طبعة 1844 التي احتوت على 16 اغنية فقط

.

الأغاني الأربع الأولى من السلسلة بصوت المغني ديترش فيشر-ديسكاو مع العازف جيرالد مور على البيانو في حفل سجل سنة 1956 في زالتسبورغ بالنمسا:



إ

الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014 10:27

نشيد الثورة الفرنسية

لم يشتهر نشيد في التاريخ مثل نشيد الثورة الفرنسية المعروف بالمارسييز. وقصة تأليف النشيد تقول أن ضابطاً مهندساً فرنسياً أخذته الحمية في يوم إعلان الحرب على النمسا في 24 نيسان 1792، فألف كلود جوزف روجيه دو ليسل (1760-1836) النشيد وغناه في تجمع كان يضم عمدة ستراسبورغ وضباطاً وأعيان المدينة، وكان اسم النشيد "نشيد حربي لجيش الراين" في الأصل، وستراسبورغ تقع على نهر الراين كما نعلم. لكن هذا النشيد وبسبب طبيعته الحماسية وجمال لحنه وكذلك سهولة حفظه، انتشر بين الناس بسرعة. وقد أحب الباريسيون النشيد على الفور عندما سمعوه للمرة الاولى يؤدى أثناء الاحتفال بوصول جماعة المتطوعين من مدينة مرسيليا، فأصبح يعرف باسم نشيد المرسيليين، اختصاراً "لا مارسييز" باللغة الفرنسية.
غدا هذا النشيد النشيد الوطني الفرنسي رسمياً في 14 تموز 1795، وهو نفس النشيد لحد اليوم، مع فترات انقطاع بسيطة خلال حكم لويس الثامن عشر وشارل العاشر. لكن مؤلفه الضابط دو ليسل لم ينل حظاً من الشهرة بسببه، فقد ضاع حقه في زحمة الأحداث والحروب التي جرت، وفي معمعة تحول نابليون إلى دكتاتور فرنسا الأول. في الحقيقة لم يكن دو ليسل مؤلفاً موسيقياً ولا يعرف عنه تأليفه أي عمل آخر سوى هذا النشيد الخالد. ويقال أنه توفي في ستراسبوغ فقيراً. أصبح المارسييز لاحقاً نشيد الحركة الثورية العالمية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كما اعتمدته كومونه باريس نشيداً رسمياً لها في 1871.
وزع أكتور برليوز النشيد للاوركسترا ومغني منفرد وكورس بعد ثورة سنة 1830 التي أقصت الملك شارل العاشر، ووضع فرانس ليست نسخة للنشيد على البيانو في 1872، واستعمل النشيد كثيراً في الموسيقى والاوبرا الاوربية، للاشارة إلى أحداث ثورية مثلاً. كذلك استعمله جايكوفسكي في افتتاحية 1812 التي خلد فيها هزيمة جيش نابليون أمام الجيش الروسي وشتاء روسيا. كما استعمله روسيني وفيردي في الأوبرات التي كتباها.

برليوز: المارسييز بأداء بلاسيدو دومينغو


توريع فرانك ليست على البيانو

إلى اللقاء الاسبوع القادم

 

السبت, 21 حزيران/يونيو 2014 11:22

رابسوديا منتصف الصيف

تحتفل شعوب شمال أوروبا، على الخصوص في سكندنافيا، بليلة منتصف الصيف بشكل واسع، في حوالي 23 حزيران من كل عام. وترتبط المناسبة كذلك بيوم ميلاد بيوحنا المعمدان حسب التقاليد المسيحية المختلفة، مع أن جذور هذا العيد وثنية تمتد إلى قرون طويلة قبل ظهور وانتشار المسيحية. ونهار هذا اليوم هو أطول نهار في السنة كما نعرف، ولا تغيب الشمس في هذه الأيام في بعض مناطق أقصى الشمال، وعلى العموم تكون الليالي مضيئة لأن الشمس تبقى تنير السماء حتى بعد غروبها.
وقد اعتاد السويديون نصب عمود مزين بالزهور والأشرطة الملونة بألوان العلم السويدي يمثل شجرة، يطوفون حوله راقصين وهم يغنون الأغاني الشعبية الخاصة بهذه المناسبة. وغالباً ما يرتدون ملابسهم الشعبية التقليدية الجميلة. ويمتد الاحتفال حتى ساعة متأخرة من النهار الطويل. وهذا ما يصوره لنا الموسيقي السويدي هوغو آلفين (1872-1960) في عمله "رابسوديا سهرة منتصف الصيف" (1903) الذي يعد أشهر أعماله، خاصة بعد استعمال ألحانه الرئيسية في عدد من الأغاني والأفلام في أوروبا وأمريكا. والرابسوديا أو الرابسودي هو عمل موسيقي يتألف من حركة واحدة يتميز بقوة العواطف وربما بتناقضها أيضاً، قد يستعمل فيه المؤلف الحاناً مرتجلة ويبني عليها الموسيقى بشكل تنويعات مختلفة لوناً ونغماً.
وآلفين عازف كمان ومؤلف يعد أهم المؤلفين السويديين، وقائد اوركسترا مقتدر، وعرف كذلك بكونه رسام أكواريل (الألوان المائية) وكاتب وضع سيرته الذاتية بأربعة مجلدات. درس الموسيقى في ستوكهولم ولايبتسيج بألمانيا، وبدأ بقيادة الفرق الموسيقية في جولات عديدة قام بها في أوروبا. أصبح مديراً للموسيقى في جامعة اوبسالا العريقة وكان يقود كورس رجالي أثناء عمله هناك بين 1910-1939. ألف خمس سيمفونيات وثلاث رابسوديات وعدد كبير من الأغاني للكورس الرجالي .

هوغو آلفين: رابسوديا سهرة منتصف الصيف
http://www.youtube.com/watch?v=yrUFF8MM2RI

إلى اللقاء السبت القادم

الأحد, 27 نيسان/أبريل 2014 16:14

بوكستهوده الدنماركي الألماني

يعد الموسيقار ديتريش بوكستَهوده (1637-1707) من أعظم الموسيقيين الألمان في القرن السابع عشر، ولد في أولدسلو أو هلسنبورگ (هلسنبوري في جنوب السويد وكانت تابعة للدنمارك آنذاك)، فقد عمل أبوه يوهانس كعازف اورگـن في هذه المدن. عمل في مدن هلسنگـور الدنماركية وهلسنبورگ قبل أن يحصل على وظفة عازف الاورغن في كنيسة مريم في مدينة لوبيك الألمانية الشمالية سنة 1668، وبقي فيها حتى وفاته. وهناك توطدت سمعته كأعظم عازف أورگـن في وقته. وزاره الموسيقيون الشباب ليتعلموا منه، فقد زاره هَندل بصحبة صديقه ماتَسُون صيف سنة 1703، وعندها عرض بوكستهوده العجوز على هندل وماتسون منصبه كعازف الاورگـن شريطة الزواج بابنته الكبرى، وهو عرض رفضه الصديقان وغادرا في اليوم التالي. ونعرف كذلك عن باخ سيره مسافة 400 كم على قدميه إلى مدينة لوبيك الشمالية من مدينة آرنشتات حيث كان يعمل، بقصد زيارة بوكستهوده في سنة 1705-1706 حيث أمضى قرابة ثلاثة أشهر، ويبدو أن باخ الشاب تلقى نفس العرض، دون نتيجة.

تكمن أهمية بوكستهوده في وضعه اللبنات الأساسية للاسلوب الموسيقي في العزف على الأورگـن الذي تلقفه من بعده باخ وصقله، وكذلك تطويره فن الكانتاتا، وهي المقطوعات الغنائية الدينية التي أوصلها باخ الذروة. لكن أعماله الموسيقية الخالصة، مثل السوناتات، هي الأخرى أعمال موسيقية عظيمة وجميلة، تلقى اليوم اهتماماً واسعا من متذوقي الفن.

وكعادة الغرب في احترام تراثه والحفاظ على ارثه الثقافي، هناك جمعية تعني بهذا الموسيقار الكبير وفنه، يرأسها الموسيقي الهولندي المتميز تون كوپـمان. وستنظم الجمعية بعد أيام، في 8-10 أيار القادم مؤتمراً في مدينة لوبيك تتخلله حفلات موسيقية عديدة تقدم فيها أعمال بوكتسهوده وموسيقيين آخرين ارتبطوا به وبالمدينة.

××××××××××

سوناتا كمان وڨـيولا دا گـامبا مع باص مستمر رقم 272 في لا الصغير:

http://www.youtube.com/watch?v=70EFtk3vE7M

كانتاتا رقم 10 لكورس من أربعة أصوات بمصاحبة 2 كمان وتشلو وباص مستمر في لا الصغير (مقدمة للأدوات، آريا للكورس 1 و2، آمين):

http://www.youtube.com/watch?v=hauLWdclUbc

كانتاتا رقم 92 آريا لصوت تنور بمصاحبة 2 كمان و2 فيولا وباص مستمر (باسلوب الشاكونا)

http://www.youtube.com/watch?v=CO0xicxr4yk

 

إلى اللقاء السبت المقبل

 

 

 

الصفحة 1 من 5