• Default
  • Title
  • Date
السبت, 05 نيسان/أبريل 2014 09:23

الحداثة في موسيقى عصر النهضة

لم أتطرق إلى موسيقى عصر النهضة كثيراً لحد الآن، رغم أهمية هذا العصر وعظمة الموسيقى التي انتجها عباقرة كبار. يتفق مؤرخو الفن أن عصر النهضة في الموسيقى امتد بين 1400-1600، وهي فترة عاصفة في تاريخ اوروبا تشكلت خلالها ملامح اوروبا الحديثة. فما ميزها هو ظهور الفكر الانساني وظهور الكنيسة البروتستانتية وتراجع الفكر الغيبي وبدء عصر الاكتشافات العظيمة في العلوم، وكذلك تنامي القوة الاقتصادية لأوروبا بفعل النشاط التجاري الهائل الذي ترافق مع "اكتشاف" اوروبا للعالم ومن ثم استعماره (أمريكا اللاتينية والشمالية، شرق آسيا والهند، استراليا الخ). وشهدت هذه الفترة أيضاً نمو البرجوازية كطبقة جديدة وبدء تفكك المجتمع الاقطاعي وفقدان النبلاء والكنيسة الهيمنة المطلقة.

وكان لا بد للموسيقى مواكبة هذه التغيرات الجبارة، فقد ازداد الرخاء لدى طبقات جديدة في المجتمع مما أدى إلى زيادة الطلب على الفنون الراقية ومنتجاتها. خلال ذلك انتشر استعمال التعدد الصوتي (بوليفونية) بعد أن كانت الموسيقى تسير بخط لحني واحد لقرون طويلة، مثلما هو الحال في الموسيقى الشرقية والعربية التي لا تزال تسير في نهج الاحادية الصوتية (مونوفونية) رغم محاولات الموسيقيين المعاصرين إدخال عناصر الهارموني (التجانس أو التآلف الصوتي بين صوتين أوأكثر).

وكان للمدرسة البوليفونية الفرانكو – فلمندية دوراً طليعياً في دفع تطور الموسيقى إلى الأمام (وهي منطقة شمال فرنسا  وبلجيكا وهولندا ولوكسمبرغ اليوم). وفي خاتمة المطاف انتقل مركز الثقل إلى إيطاليا، على الخصوص البندقية التي احتلت بعد ذلك دوراًهاماً في تطور الموسيقى اللاحق (ليس بمعزل عن ثراء جمهورية فينيسيا وقوتها الاقتصادية).

ما يميز موسيقى عصر النهضة هو الانتقال من استعمال المقامات الكنسية (التي تعود في أصلها إلى المقامات الاغريقية) إلى استعمال النظام النغمي، واكتمال تطور نظام التدوين الموسيقي، ونضج وتطور الأدوات الموسيقية التي اقتبست أوروبا بعضها من الأندلس (كالعود والقانون)، وظهور أشكال موسيقية جديدة مثل المادريـگـال (نمط غنائي خالص دون مصاحبة موسيقية على الأغلب) والروندو والبالاد والشانسون (اغنية وكذلك للأدوات الموسيقية بدون غناء)، وأنواع الموسيقى الراقصة التي أصبحت تشكل أساس المتتابعة (سويت) في عصر الباروك لاحقاً.

 

×××××××

 

سلاماً مريم/ جوسكان دي بريه

http://www.youtube.com/watch?v=LUAgAF4Khmg

 

فنتازيا لجوقة الفيول / اورلاندو گـيبونز

http://www.youtube.com/watch?v=dS4ii1iy9p0

 

مادريـگـال / كلاوديو مونتفردي

http://www.youtube.com/watch?v=Ctci_zhGhvY

 

فانتازيا لأربعة أصوات / ويليام بيرد

http://www.youtube.com/watch?v=6mGiA0KhIY8

 

موتيت لثمانية أصوات / اورلاندو دي لاسو

http://www.youtube.com/watch?v=v5OhIKZ4Wbo

 

گايارد الضفدعة / جون دولاند

http://www.youtube.com/watch?v=pPdMwoBki-A

 

 

 

السبت, 29 آذار/مارس 2014 11:06

ملحمة كلكامش

هو عنوان العمل الموسيقي الذي كتبه الموسيقار الجيكي بوهوسلاف مارتينو (1890-1959). والعمل مكتوب بشكل الأوراتوريو، وهو شكل موسيقي درامي ديني في الأصل مكتوب لصالة الموسيقى أو الكنيسة في مقابل الأوبرا التي تكتب لتقدم على المسرح، ويستعمل قالب الأوراتوريو لتقديم أعمال درامية غير دينية كذلك.

ومارتينو مؤلف غزير الانتاج، له ست سيمفونيات و15 أوبرا و14 باليه وعدد كبير من أعمال للاوركسترا والأغاني وغير ذلك. انتقل إلى باريس وهو شاب، ثم تركها في 1941 إلى الولايات المتحدة هرباً من الاحتلال النازي، ثم عاد إلى أوروبا في 1953. مال في بداية حياته إلى التجريب وسرعان ما طور لنفسه اسلوباً خاصاً مشابهاً لاسلوب سترافنسكي المعروف بالكلاسيكية الجديدة، وطعّمه بالموسيقى الشعبية وموسيقى الجاز.

ألف مارتينو اوراتوريو ملحمة كلكامش في 1954-1955 وكتب النص الجيكي بنفسه استناداً إلى الملحمة. والعمل مكتوب لاوركسترا وكورس بأربعة أصوات وأصوات منفردة (الراوي، باص، تينور، باريتون وسوبرانو)، مع بيانو وهارب (قيثارة). يقع الاوراتويو في ثلاثة أجزاء، يتحدث الجزء الأول عن لقاء كلكامش وإنكيدو وصراعهما ثم صداقتهما، والجزء الثاني يصف موت انكيدو وأسى كلكامش، والثالث عن  تلهف كلكامش لمعرفة ما الذي يدور في العام الآخر بعد لقائه روح خلّه إنكيدو الذي يكرر "رأيت، رأيت"، دون أن نعرف ما الذي رآه. يمتاز العمل بالأجواء الغامضة والغريبة ويأخذنا إلى أجواء سحيقة في القدم بفضل الدور الهام الذي يلعبه الكورس والتآلف الموسيقي المستعمل، وتسهم اللغة الجيكية في إضفاء نكهة غير معتادة.

كان مارتينو مؤيداً للمقاومة ضد الاحتلال النازي، وقد ألف سنة 1943 عملاً أوركسترالياً لذكرى جريمة تدمير قرية ليديتسه من قبل النازيين بعد اغتيال راينهارد هايدريش من قبل رجال المقاومة. ألف كذلك أوبرا بعنوان "باسيون يوناني" عن قصة للكاتب اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس.

 

اوراتوريو ملحمة كلكامش

http://www.youtube.com/watch?v=8clFm_bvj1s

 

 

الأحد, 23 آذار/مارس 2014 17:06

تسجيلات قصي حسين قدوري

أكتب اليوم عن واحد من المبدعين العراقيين المنتشرين في أرجاء العالم، وهو عازف التشلو البارع قصي مهدي قدوري، ابن الفنان والمربي الكبير الراحل حسين قدوري. ولد قصي في بغداد سنة 1966، ودرس في مدرس الموسيقى والباليه، وانتقل إلى بودابست بعد تخرجه من المدرسة ليكمل تحصيله، فدرس في كونسرفاتوار بارتوك (1985-1988)، وبعد تخرجه درس في جامعة فرانس ليست للعلوم الموسيقية (1988-1993) على يد أفضل المدرسين المجريين. عمل في فرقة الراديو السيمفونية المجرية بين 1993-2007، ثم أصبح منذ 2007 عضواً في فرقة بودابست الاحتفالية وهي واحدة من أفضل الفرق الموسيقية في العالم اليوم، يقودها مؤسسها إيفان فيشر. ينشط قصي إلى جانب عمله في هذه الفرقة بتقديم حفلات موسيقى الحجرة، فهو يقدم الموسيقى ضمن تشكيلات وفرق عديدة، ثلاثي وتري ورباعي وتري وفي فرقة لموسيقى الحجرة، ويكثر من تقديم الأماسي الموسيقية مع زملائه من الموسيقيين. يعزف قصي على التشلو الكلاسيكي وعلى تشلو عصر الباروك.

صدرت له تسجيلات موسيقية عديدة قدم فيها موسيقى الحجرة (ثنائيات وثلاثيات ورباعيات، وفي الآونة الأخيرة صدرت له تسجيلات لسوناتات من عصر الباروك المتأخر) غطت ثلاثمئة عام من الموسيقى، فلديه تسجيلات لموسيقى عصر الباروك والعصر الكلاسيكي، ثم الرومانتيكي وحتى موسيقى القرن العشرين، مثل الرباعيات الوترية لشوستاكوفيتش. وبعض الأعمال الموسيقية التي سجلها تقدم لأول مرة منذ الزمن الذي ألفها مؤلفوها، مثل سوناتات الألماني يوهان فريدريش روهة (1699-1776).

×××××××

من تسجيلات قصي:

نوكتورنات شوبان (موزعة للتشلو والبيانو)

فرديناند ريس (17884-1838، وهو تلميذ بيتهوفن وصديقه): سوناتات للتشلو والبيانو.

ثنائيات للكمان والتشلو من تأليف عازف الكمان والمؤلف أندرياس رومبرغ (1767-1821) وابن عمه عازف التشلو والمؤلف برنهارت رومبرغ (1767-1841)

أعمال للتشلو من تأليف راينهولد غليير (1875-1956) والكسندر تيخونوفيتش غريتشانينوف (1846-1956).

سوناتات جورج بندا (1722-1795) وفرانس بندا (1709-1786) للفلوت بمصاحبة التشلو والهاربسيكورد.

سوناتات يوهان فريدريش روهة (1699-1776) للفيولا دا غامبا بمصاحبة التشلو والهاربسيكورد.

رباعيات لهايدن ودفورجاك وشوستاكوفيتش مع رباعي بولزوش Pulzus.

 

×××××××

 

تسجيل كامل لألبوم سوناتات يوهان فريدريش روهة

 

 

 

تشايكوفسكي فالس سنتمنتال للتشلو والبيانو (من حفل في لندن في 26 شباط 2011):

http://www.youtube.com/watch?v=BeEQs1sth90

 

غليير، فالس

http://www.youtube.com/watch?v=_pvWPqpJ0Ok

 

إلى اللقاء السبت القادم

ثائر صالح

ولد كارل فيليب إيمانويل باخ قبل ثلاثة قرون في مثل هذا اليوم في مدينة فايمار بتورينجيا بألمانيا، عندما كان أبوه يوهان سيباستيان باخ يعمل هناك. وفايمار مدينة اشتهرت بتقاليدها الأدبية، وارتبطت بأسماء فريدريش شيلر ويوهان غوتفريد فون هَرْدَر ويوهان فولفغانغ فون غوته، وفيها توفي فريدريش نيتشه، وارتبطت كذلك بالموسيقيين فاغنر وليست وهومل.
يعتبر كارل فيليب الأب الروحي للموسيقى الكلاسيكية، فهو الذي نهل من فنه كل من هايدن ثم موتسارت، ومن بعدهم بيتهوفن، ولولاه لما أخذت هذه المدرسة الفنية شكلها الذي نعرف. كان جريئاً في التعبير عن مشاعره بصوت عال، وكسر القواعد الصارمة لفن الباروك إن كانت تقيد حريته في التعبير. كان كارل فيليب من أوائل المؤلفين الذين كتبوا السيمفونيات بثلاث حركات قبل أن يطورها هايدن لتأخذ شكل السيمفونية الكلاسيكي بحركاته الأربع، وهو الذي خطى الخطوات الاولى في بناء شكل السوناتا، القالب الموسيقي الذي يبنى عليه الكثير من الأشكال الموسيقية مثل السوناتا والسيمفونية.
خدم عند الملك فريدريش الثاني الكبير، ملك بروسيا لثلاثين سنة، قبل أن ينتقل للعمل في مدينة هامبورغ المدينة الحرة التي سارت مبكراً في طريق البناء الرأسمالي حيث أمضى هناك عشرين سنة. كان من أشهر عازفي أدوات المفاتيح في زمنه، وكان مؤلفاً موسيقياً وناقداً شهيراً، وألف منهاجاً قيماً لتدريس العزف على البيانو (أو أدوات المفاتيح) تعلم منه هايدن وموتسارت وبيتهوفن.
هو الأب ونحن أولاده، هكذا وصفه موتسارت العظيم. أما هايدن، فقد اعتبره استاذه، قبل أن يأتي اليوم الذي أخذ كارل فيليب يتأثر بموسيقى هايدن الذي فاق استاذه في علمه.
××××××
من أجمل أعمال كارل فيليب إيمانويل باخ، كونشرتو الفلوت في ره الصغير
http://www.youtube.com/watch?v=MC0spncowFU
كونشرتو الهاربسيكورد وهورنين في دو الصغير
http://www.youtube.com/watch?v=kHr8wxlsKvI
الحركة الثانية من سوناتا للفلوت المنفرد في لا الصغير
http://www.youtube.com/watch?v=KuUvZkLxh9M
سيمفونية في مي الصغير، فرقة بودابست الاحتفالية، بقيادة راينهارت غوبل. ويظهر في التسجيل عازف التشلو العراقي قصي حسين قدوري:
http://www.youtube.com/watch?v=QGoBkdF_5Ig

إلى اللقاء الاسبوع المقبل

الأحد, 23 شباط/فبراير 2014 09:50

وفاة مارتن لوثر

مارتن لوثر (10 تشرين الثاني 1483- 18 شباط 1546 ويلفظ اسمه بالألمانية لوتر) من الشخصيات التي غيرت تاريخ أوروبا بسبب انشقاقه عن الكنيسة وإطلاقه الحركة البروتستانتية الاصلاحية التي نافست الكنيسة الكاثوليكية هناك بعد تأسيس الكنيسة البروتستانتية (وفروعها الانجيلية والكالفنية وغيرها لاحقاً). من أبرز انجازاته ترجمة العهد الجديد (الأناجيل والرسائل) إلى اللغة الألمانية، وهو بذلك كسر احتكار الكنيسة للكتاب المقدس ووضعه بين أيدي الناس باللغة التي يتكلمون ويفهمون. فقد أنجز الترجمة من اليونانية سنة 1521 وطبعت في العام التالي. وتوالت بعد هذه الترجمة الألمانية الترجمات باللغات الاخرى خلال عقد أو عقدين تلت الترجمة الألمانية. ونعرف أن هذه الترجمات كانت ضرورية لتطور ونمو اللغات القومية وانتشار الأدب القومي المحلي، وعامل مهم من عوامل ظهور الحركة القومية في أوروبا لاحقاً.

قدر تعلق الأمر بالموسيقى، نعلم عن نشاط مارتن لوثر في تأليف الأناشيد الدينية، وتهيئة موسيقاها كذلك. ولا تزال أناشيد لوثر تتردد في كنائس ألمانيا وغيرها حتى اليوم. وتسمى هذا الأناشيد باسم كورال، ويؤدى من قبل كورس بمصاحبة الاورغن بالاشتراك مع جموع المصلين. وكلمات الكورال مترجمة من الأناشيد اللاتينية عادة، بالاستناد على ألحان بسيطة سهلة الغناء والحفظ، كان جزء منها معروف أساساً في الطقوس الكاثوليكية. لكن مفهوم الكورال ارتبط لاحقاً بيوهان سيباستيان باخ، إذ استعمل باخ الكورال اللوثري في كانتاتاته (الموسيقى الدينية الغنائية) وأوراتورياته بعد توزيعه لكورس (من أربعة أصوات على الأكثر)، واستعملها كذلك في موتيتاته (كورس من أربعة أصوات بدون مصاحبة)، كما قام بإعادة توزيع الكثير من الكورالات للأورغن.

×××××××××

باخ: موتيت "يسوع صديقي" رقم 227:

http://www.youtube.com/watch?v=XVa3nR-2bVc

باخ: من كانتاتا رقم 4 لعيد الفصح، إعادة توزيع كورال "المسيح مسجى في الكفن" بطريقة بوليفونية بارعة:

http://www.youtube.com/watch?v=IAcuLI5_TjM

إعادة توزيع كورال "أيها النائمون استيقظوا، نادى علينا الصوت" للأورغن من كانتاتا رقم 140، يؤديه تون كوبمان (لحن الكورال يؤدي باليد اليسرى):

http://www.youtube.com/watch?v=VSkz3j9b23Y

وهذه هي الكانتاتا رقم 140، ومطلعها نفس الكورال لكن بتوزيع آخر للاوركسترا مع كورس بأربعة أصوات:

http://www.youtube.com/watch?v=3sj-NKqR0tw

 

إلى اللقاء السبت المقبل

 

 

أجمل الأعمال الموسيقية في القرن العشرين:
كونشرتو البيانو رقم 2 في فا الكبير لشوستاكوفيتش

نعى الكثيرون الموسيقى "الكلاسيكية" في القرن العشرين، فهي لم تعد تشبه ما اعتدنا عليه لغاية نهاية العصر المسمى الرومانتيكي (امتد حتى بدايات القرن العشرين). فقد بدأ الموسيقيون بتحطيم التقاليد الموسيقية العريقة التي تبلورت خلال قرون، ودعوا إلى التحرر منها، وبرز في هذا المسعى النمساويون آرنولد شونبرغ وآلبان برغ وآنتون فيبرن الذين قرروا تحطيم المراكز النغمية (الاعتماد على السلالم في التأليف الموسيقي)، ففتحوا الباب أمام إعادة اكتشاف الموسيقى في العصر الحديث، بما يواكب التقدم العلمي والتقني الهائل، ويتلائم مع تعمق الصراع السياسي والاقتصادي وتعاظم التأثير المريع للحروب والأزمات الانسانية التي يشهدها كوكبنا منذ الحرب العالمية الاولى.
ومع ذلك، استمرت جذوة الروح الرومانتيكية في التأليف الموسيقي حية على يد عدد كبير من الموسيقيين، أحد أبرزهم دمتري شوستاكوفيتش 1906-1975 الذي كتب عدداً من أجمل الأعمال الموسيقية في القرن العشرين، منها كونشرتو البيانو رقم 2 في فا الكبير (عمل رقم 102) الذي ألفه سنة 1957. أكثر ما أعجبني فيه الحركة الثانية البطيئة أداجيو التي أعتبرها قمة في التأليف الموسيقي. تبدأ الأوركسترا بلحن جميل وحزين وحميم (في سلم دو الصغير) وبإيقاع ثلاثي (نفس أيقاع موسيقى الفالس الراقص!)، لكن بعد انتهاء الاوركسترا من مقدمتها الحزينة يدخل البيانو بسلم دو الكبير ودون أي تمهيد نغمي (دون تحويل MODULATION من قبل الاوركسترا) بلحن غنائي رقيق وبسيط أكثر جمالاً، ليواسي حزن مقدمة الاوركسترا ويمسحه تماماً، قبل أن تعود هذه الحركة إلى الأجواء الحزينة التي بدأت بها. هذه الحركة مليئة بعاطفة ومشاعر يندر العثور عليها في الكثير من الأعمال الاخرى. في هذا لا أبخس من قيمة الحركتين الاولى والثالثة الغنيتين بالألحان المبتكرة والإيقاعات النادرة والمشاعر العميقة.
×××××××××××××××××
شوستاكوفيتش يعزف على البيانو كونشرتو رقم 2 في فا الكبير في تسجيل تأريخي يعود إلى سنة 1958. الحركة الأولى
http://www.youtube.com/watch?v=lTSr2oz15Xk
الحركة الثانية
http://www.youtube.com/watch?v=MHpmHhi1Rxk
الحركة الثالثة
http://www.youtube.com/watch?v=9JkOaTYvd5w

إلى اللقاء الاسبوع المقبل

الأحد, 05 كانون2/يناير 2014 02:24

موسيقى الألعاب النارية لهندل

متتابعة الألماني – الانكليزي جورج فريدريك هندل موسيقى الألعاب النارية الملكية هو خير عمل موسيقي نفتتح به العام الجديد. ألف هَندل هذا العمل المكتوب لفرقة الأدوات الموسيقية الهوائية (الخشبيات والنحاسيات بمصاحبة الطبول وأدوات الإيقاع) سنة 1749 وقدم في 27 نيسان من ذلك العام ليرافق الاحتفال بتوقيع صلح آيس-لا-شابل الذي أنهى حرب التوريث النمساوية (1740-1748). كتبت هذه الموسيقى باسلوب المتتابعة (الافتتاحية) المعروف في عصر الباروك، فهي تتألف من سلسلة من مقطوعات موسيقية أصلها رقصات. ونجح هذا العمل نجاحاً كبيرا، مثلما نجح عمله الآخر موسيقى الماء الذي قدمته الفرقة الموسيقية خلال نزهة نهرية للملك جورج الثاني (من عائلة هانوفر الألمانية) في نهر التيمز قبل ذلك في سنة 1717. وقام هندل بإعادة توزيع موسيقى الألعاب النارية لاحقاً لأوركسترا كاملة. يتألف العمل من الحركات التالية: افتتاحية، رقصة بوريه، السلام، الفرح، ورقصتي مَنوَت.
لا بد من الاشارة إلى أن الأدوات الموسيقية النحاسية التي كانت مستعملة في ذلك الوقت لم تكن متطورة، إذ لم تستعمل فيها الصمامات التي اخترعت لاحقاً في القرن التاسع عشر، لذلك كانت الأصوات تصدر منها بتغيير العازف من ضغط شفتيه وقوة الهواء الذي ينفخه في المبسم. فالفارق إذن بين الأداء على أدوات عصر الباروك النحاسية والأدوات الحديثة هو كبير، فالأدوات الحديثة أكثر دقة في إصدار التردد الصوتي المطلوب والنغمة الصافية، ناهيك عن المرونة في العزف وغنى التأثيرات الصوتية التي يمكن الوصول إليها.

هذه ثلاث افتتاحيات لهندل بضمنها موسيقى الألعاب النارية (تبدأ في الدقيقة 54) في تسجيل بي بي سي برومز:
موسيقى الالعاب النارية لهاندل
http://www.youtube.com/watch?v=UcknsYVgdkM
أتمنى للجميع عاماً سعيداً
ثائر صالح

السبت, 28 كانون1/ديسمبر 2013 16:33

حفلة راس السنة في فيينا

سيحل العام الميلادي 2014 بعد بضعة أيام، وستحتفل به أعداد كبيرة من سكان كوكبنا الجميل من اليابان ونيوزيلندا حتى هونولولو في المحيط الهادئ. وتتميز هذه الاحتفالات بالصخب واطلاق الألعاب النارية عند حلول اللحظات الاولى من العام الجديد. وتبدأ بعض الدول العام بالنشيد الوطني يتبعه خطاب مسجل يهنئ فيه رئيس الدولة شعبه بحلول العام الجديد.
وعادة ما يبدأ صباح اليوم الأول من العام بهدوء نادر، فقد اعتاد الكثير من الناس الاستغراق في النوم بعد ليلة طويلة من الاحتفال. أما في فيينا عاصمة النمسا، فقد اعتادت فرقة فيينا الفيلهارمونية الشهيرة بتقديم حفل العام الجديد في الساعة الحادية عشرة والربع من صبيحة الأول من كانون الثاني، تنقله الكثير من الاذاعات ومحطات التلفزيون في بث مباشر.
يعود تاريخ هذه الحفلة إلى سنة 1939، وكانت تقدم ليلة رأس السنة وقتها. وقاد فرقة فيينا الفيلهارمونية أشهر قادة الاوركسترا، كمثل فيلي بوسكوفسكي ولوران مازيل وهربرت فون كارايان وكلاويو أبادو وريكاردو موتي وسيجي اوزاوا وغيرهم من ألمع الفنانين. أما في العام 2014 فسيقود الفرقة المايسترو دانيل بارنبويم. وعادة ما يتألف البرنامج من موسيقى "خفيفة" غالباً ما تكون من الفالسات والمارشات الفييناوية التي اشتهر بتأليفها آل شتراوس، ومن مقاطع الاوبريتات الساحرة الجميلة. أكثر الأعمال تقديماً في هذا الحفل هي مؤلفات يوهان شتراوس، مثل فالتس الدانوب الأزرق ومارش رادتسكي الذي اعتاد فيه الجمهور مرافقة الاوركسترا بالتصفيق بايقاع منتظم، وقدمت كذلك أعمال لموتسارت وهايدن وشوبرت وإن في حالات نادرة. كما استحدث في السنوات الأخيرة تقديم مقاطع من رقصات الباليه الشهيرة.
تكلف تذاكر هذا الحفل مبالغ كبيرة، وأغلى تذكرة تباع بسعر 4900 يورو، لكن يمكن الحصول على تذاكر رخيصة بمئات اليوروات (وأرخصها تذكرة وگّافي أي بدون مقعد).

مارش رادتسكي من حفل العام 2013   

 

فالتس الدانوب الأزرق من حفل العام 2013

 

أتمنى أن يكون العام 2014 حافلاً بالسعادة والنجاح وأن يكون رؤوفاً بنا وبأهلنا.

أعلنت الجمعية الفلهارمونية الملكية البريطانية يوم 13 تشرين الأول الماضي عن منح الموسيقار المجري جورج كورتاغ وعازف البيانو المجري أندراش شِف الميدالية الذهبية . ويبلغ شِف عامه الستين اليوم، وسوف يستلم هذه الميدالية الرفيعة مساء اليوم بعد حفل مقرر سابقاً في قاعة ويغمور الشهيرة في لندن. بذلك ينضم شِف إلى نخبة من ألمع الموسيقيين الذين حصلوا هذا التقدير منذ العام 1871، مثل شارل غونو ويوهانس برامز وفريتس كرايسلر وبابلو كازالس من الأوائل، ومن المعاصرين دانيل بارنبويم وسير تشارلز مكريس وسير سايمون راتل وأخرين. وتأسست الجمعية الفلهارمونية الملكية البريطانية قبل قرنين، في العام 1813.

ولد أندراش شِف في بودابست سنة 1953، ودرس البيانو عند ألمع الموسيقيين المجريين. ترك بلده في 1979 بعد أن أيقن أن تطوره الفني سيتوقف إن هو بقي في المجر، واستقر في لندن وسالتسبورغ بالنمسا، وحصل على الجنسية النمساوية سنة 1987، لكنه تنازل عنها في سنة 2000 بعد صعود اليمين المتطرف هناك، بعدها حصل على الجنسية البريطانية سنة 2001.

وشِف عازف بيانو قدير في طليعة أفضل العازفين المعاصرين، وأخذ في السنوات الأخيرة يقود بعض الفرق، مثل الأوركسترا الفلهارمونية في لندن التي يقودها بانتظام. أشتهر بترجمة أعمال باخ وموتسارت وبيتهوفن وشوبرت، ولديه تسجيلات كثيرة يتحدث فيها عن سوناتات البيانو لبيتهوفن ويحللها، وكذلك أعمال باخ. سينهي في حفل اليوم سلسلة من ست حفلات يقدم فيها أعمال باخ، وأنتهى مؤخراً من سلسلة حفلات في الولايات المتحدة من 40 امسية بدأها العام الماضي، أطلق عليها اسم سنة باخ.

يعترض شِف على تصاعد التعصب القومي ومعاداة الغجر وتزايد التطرف اليميني في بلده الام، واعتذر عن تقديم حفلات في المجر أو زيارتها ما دام الجو العام هناك يتميز بالتنافر والتوتر والتعصب.


هذا تسجيل لحفلة 10 نيسان 2013 وهي إحدى حفلاته الأمريكية الأربعين التي قدم فيها أعمال باخ، هذا عمل الفنتازيا الكروماتية والفوغا في ره الصغير عمل رقم 903:


video icon

الأحد, 08 كانون1/ديسمبر 2013 14:32

إحياء أحد مخترعات دا فنتشي الموسيقية

أنجز العازف وصانع الأدوات الموسيقية البولوني سوافومير زوبشيتسكي بناء أداة موسيقية صممها المخترع العبقري متعدد المواهب ليوناردو دا فنتشي (1452-1519) قبل نحو خمسة قرون لم يصنعها أحد حتى الآن. وأطلق دا فنتشي على هذا الاختراع اسم فيولا اورغاتيستا، كناية عن دمجها الأدوات الموسيقية الوترية مثل الفيولا مع أدوات المفاتيح كالأورغن والهاربسيكورد. والمبدأ الذى بنى عليه دا فنتشي هذه الأداة الغريبة استمده من تقنية العزف على أداة معروفة في عصر النهضة تعود إلى القرون الوسطى (انتشرت في القرن العاشر الميلادي) لها أسماء عديدة منها القيثارة الدوارة أو العود الدوار (بالانكليزية Hurdy Gurdy) الخ، وهي أداة وترية فيها قرص مشمع بالراتنج يمس الأوتار يرتبط بمحور يصل بمقبض يديره العازف باليد اليمنى، بينما يضغط باليسرى على مفاتيح كمفاتيح البيانو لكي يغير من طول الأوتار. أما دا فنتشي فقد صمم أداة تشبه البيانو المعاصر وفيها لوحة مفاتيح بالاضافة إلى أربعة أقراص يديرها العازف بقدميه بتقنية تشبه تدوير ماكنات الخياطة القديمة. وتحوي الفيولا اورغانيستا 61 وتراً معدنياً يرتبط كل واحد منها بمفتاح من المفاتيح.


أنجز زوبشيتسكي بناء هذه التحفة خلال ثلاث سنوات وقدمها مؤخراً في المهرجان الدولي الخامس للبيانو في كراكوف بنجاح باهر. وعند سماع التسجيلات المتوفرة لصوت الفيولا اورغانيستا نستدل أنها تشبه صوت أدوات عائلة الفيول القديمة أو التشيلو أو الاورغن. وقدم زوبشيتسكي على هذا الاختراع عدداً من معزوفات عصر الباروك مثل أعمال الفرنسيين ماران ماريه ومسيو دو سينت- كولومب وأنتوان فوركري وهم من أشهر عازفي الفيولا دا غامبا (فيولا الساق، مثل التشيلو الحالي) والألماني كارل فريدريش آبل وقدم كذلك رقصة المنويت الشهيرة التي كتبها الايطالي لويجي بوكريني من الفترة الكلاسيكية.

العرض الأول للفيولا اورغانيستا في قبل بضعة أسابيع:
http://www.youtube.com/watch?v=sv3py3Ap8_Y

خبر من وكالة الأنباء الفرنسية عن الموضوع
http://www.youtube.com/watch?v=MZvtUFjoJ7Q

مقطوعات للفيولا دا غامبا المنفردة، آبل
http://www.youtube.com/watch?v=JG7qvkGZkug

إلى اللقاء السبت القادم