• Default
  • Title
  • Date
السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014 21:06

الـــمــــــعــــــلـــــــم والمجتمع

يعرف المعلم بأنه صاحب الرساله المقدسه والشريفه في نقل الأفكار بشتى فروعها الى النشأ
ومنذ القدم والنظره للمعلم نظرة تقدير وتبجيل ولكنها تختلف عبر العصور من حيث الأدوار التي يؤديها
قديما كان ينظر له أنه ملقن أفكار وناقل معرفه فقط وما على طلابه إلا حفظ المعلومات التي يوصلها أليهم
أما حديثا فتطور المفهوم ليس نقل المعرفه فقط بل تعداه الى الرعايه الشامله لقدرات التلميذ
يعتبر المعلم حديثا دعامة الحضاره فالأمه التي تقاس برجالها فلا بد أن يكون وراءهم معلمين أفذاذ
أرسطو المعلم الأول والفارابي المعلم الثاني
وكم من العظماء قدروا المعلم ودوره
نابليون كان ينحني لأساتذته
والأسكندر يفضله على أبيه
وسقراط أستحق بكاء تلاميذه عندما شرب السم
وهتلر في أواخر أيامه سأل ـ هل وصلت الرشوه للمعلم؟
فأجيب ـ لا
فقال نحن لانزال بخير
والأقوال كثيره بحق هذا الأنسان لاتسعها بطون الكتب ولا صفحات الأنترنيت
ولكل شعب من شعوب الأرض له رأيه وأقاويله في المعلم
ونحن العرب لنا حصه من هذا التقييم
أنظر الى قصيدة الشاعر أحمد شوقي بحق المعلم والتي ذهب صدرها مثلا لكل أجيالهم
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
والقصيده معروفه لامكان لذكرها هنا لطولها
ومن سخريات القدر أن يقال بحق المعلم ما هو ليس من قدره من قبل آخرين
أنظر للشاعر أبراهيم طوقان وقصيدته التي نورد مستقطعا منها :

ابراهيم طوقان شاعر عربي من فلسطين , شاء حظه العاثر ( كما يقول هو ) أن يعمل معلما للصبيان في مدرسة النجاح بنابلس , وكان كلما ضاق ذرعا بتصرفات الصبيان ومشاكستهم في الصف , نظر الى لوحة معلقة على الحائط فيها بيت شعر لامير الشعراء احمد شوقي عن المعلم , وهو بيت شهير سار مثلا

قم للمعلم وفه التبجيلا .................. كاد المعلم أن يكون رسولا

يحاول اثناء تأمله في هذه اللوحة أن يهديء قليلا من روعه , ولكن ولدنة الصبيان وضوضاءهم وصخبهم , اخرجته يوما عن طوره , فانفجر بقصيدة عارض فيها مثالية شوقي وهدوءه , وعيشته في البلاط الملكي كشاعر مترف . لم يعش في يوما مع صبيان ( عجايا كما يقول الموصليون ) فانفجر ينشد :

شوقي يقول وما درى بمصيبتي قُمْ للمعلم وفِّهِ التبجيلا
اقعدْ فديتك كيف يكون مبجلا من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يفلقني ( الامير ) بقوله كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التعليم شوقي ساعة لقضى الحياة كآبة وخمولا
يكفي المعلم غمة وكآبة مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى ابن كلب بعد ذلك كله رفع المضاف اليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة ووقعت ما بين الدروج قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته ' ان المعلم لا يعيش طويلا

وعلى ما يعرف عن الجاحظ بالموسوعيه وتقدير العلم جاء بنوادره عن معلم الصبيان حسب تعبيره
نوادر الجــــــاحــــــــــــــــــظ
النادرة الاولى :
: رأيت معلما وقد جاء بصغيرين متماسكين ,
فقال احدهما : هذا عض اذني.
فقال الاخر لا والله ياسيدنا هو عض اذن نفسه.
فقال المعلم : يابن الحمقاء هل كان جملاً يعض اذن نفسه
النادرة الثانية :
قال الجاحظ: مررت على خربة فاذا بها معلم , وهو ينبح نبيح الكلاب, فوقفت انظر اليه واذا بصبي قد خرج من داره فقبض عليه المعلم, وجعل يلطمه ويسبه. فقلت عرفني خبره فقال: هذا صبي لئيم يكره التعليم, ويهرب ويدخل الدار ولا يخرج, وله *** يلعب به, فاذا سمع النبيح ظن انه صوت ال*** فيخرج فامسكه.
النادرة الثالثة:
قال‏:‏ مررت بمعلم وقد كتب لغلام( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً) فقلت له‏:‏ ويحك فقد أدخلت سورة في سورة قال‏:‏ نعم إذا كان أبوه يدخل شهراً في شهر فأنا أيضاً أدخل سورة في سورة فلا آخذ شيئاً ولا ابنه يتعلم شيئاً‏.‏
النادرة الرابعة:
حُكي عن الجاحظ انه قال : ألفت كتاباً في نوادر المعلمين وماهم عليه من التغفل ثم رجعت عن ذلك وعزمت تقطيع الكتاب ، ودخلت يوماً مدينة فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي ، فجلست عنده وباحثته في القرآن الكريم فإذا هو ماهر فيه ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب فإذا هو كامل الآداب فقلت : هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب . قال : فكنت أختلف إليه وأزوره فجئت يوماً لزيارته فإذا بالكُتاب مغلق ولم أجده فسألت عنه فقيل : مات له ميت ، فحزن عليه ، وجلس في بيته للعزاء ؛ فذهبت إلي بيته وطرقت الباب ، فخرجت إلى جارية وقالت : ما تريد ؟
فقلت : سيدك .
فدخلت وخرجت وقالت : باسم الله .
فدخلت إليه وإذا به جالس ، فقلت : عظم الله أجرك . لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، وكل نفس ذائقة الموت ، فعليك بالصبر . ثم قلت له : هذا الذي توفى ولدك ؟
قال : لا
قلت : فوالدك ؟
قال : لا
قلت : فأخوك ؟
قال : لا
قلت : فزوجتك
قال : لا
فقلت : وما هو منك ؟
قال : حبيبتي
فقلت في نفسي : هذا أول المناحس
فقلت : سبحان الله ، النساء كثير ، وستجد غيرها
فقال : أتظن إني رايتها ؟
فقلت : وهذه منحسة ثانية
ثم قلت : وكيف عشقت من لم تر ؟
فقال : اعلم إني كنت جالساً في هذا المكان وأنا انظر من الطاق ( الشباك ) إذ رأيت رجلاً عليه برد وهو يقول :
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به فكيف يلعب بالإنسان إنسانا
فقلت في نفسي : لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها . فلما كان منذ يومين مرذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت إنها ماتت ، فحزنت وأغلقت الكٌتاب وجلست في الدار .
فقلت : يا هذا إني كنت ألفت كتاباً في نوادركم معشر المعلمين وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه ، والآن قويت عزمي على إبقائه وأول ما أبدأ بك إن شاء الله تعالى .
النادرة الخامسة :
قال الجاحظ سألني أحدهم أن أتوسط له لحاجة لدى شخص أعرفه فكتبت له الكتاب التالي:
«أكتب إليك مع من لا أعرفه ولا أوجب حقه، فإذا قضيت حاجته لم أحمدك، وإن رددته لم أذمك».. ثم وضعت ذلك في ظرف وناولته إياه.. وبعد أن ذهب الرجل عاد إليّ سريعاً.. فقلت له: كأنك فتحت الظرف وقرأت ما فيه؟.. قال نعم!.. فقلت له لا تنزعج لما في الرسالة، فإنها علامة لي إذا أردت العناية بشخص.
قال الرجل: قطع الله يديك ورجليك ولعنك.
فقلت له: ما هذا الذي تقول؟.. فرد عليّ: هذه علامة إذا أردت أن أشكر لأحد!!

ولطالب في الوقت الحديث يبغض معلمه وجدت له قصيده على صفحات النت يقول فيها:

قم للمعلم يا بني عجولا واضربه حتى يرتمي مقتولا
هاجمه بالكرسي واكسر رأسه فالرأس كان مخرقا وجهولا
وأذا افتقدت من الكراسي عدة أشهر عليه الساعد المفتولا
والطمه فوق الوجه لطماً موجعاً حتى ترى للدمع فيه مسيلا
وأذا رأيت بوجهه نظارة عاجل ببوكس يرفض التأجيلا
واجثم عليه كليث غاب جائع واستدع صحبك إن شكوت خمولا
قوموا عليه وحاصروه وحاذروا أن ترحموه إن استغاث طويلا
إن الثقافة يابني تحررفعلام ترضى أن تكون ذليلا؟
والتربويون الكرام تأملوا في الأمر حتى أبدعوا التحليلا
قالوا دعوا الأولاد نخشى أنهم يتعقدون فيذبلون ذبولا
وفرويد علم النفس أعلن إنه من عقد الأولاد هدّنا جيلا
الضرب يؤلمهم ويؤذي روحهم الضرب ميراث القرون الأولى
والتربويون الكرام مهامهم أن يمتعوكم بكرة وأصيلا
من شاء مزحا فالمعلم نكتة أو شاء لعبا أحضر الفوتبولا
أو ملّ درسا فاليفارق درسه من ذا يريد لك البقاء ملولا؟
أو رام شتما يبل غليله لا ضير في شتم يبل غليلا
إن غاب شهرا فالغياب فضيلة وغدا السؤال عن الغياب فضولا
لا بأس إن دخل المدارس طالب بسيجارة أو جاءها مسطولا
فالتربويون الكرام شعارهم لا ترهقوهم أنفساً وعقولا
والتربويون الكرام قرارهم من مس طفلا يغتدي مفصولا

 

نشرت في وجهة نظر
السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014 20:53

هل يجوز أكل التمر للمصابين بداء السكري ؟

يسأل الكثير من المصابين بداء السكري عن طبيعة التغذية الواجب الالتزام
بها ،وكذلك فأغلبهم يسأل عن أنواع الأطعمة والأشربة المحظورة وغير
المحظورة ،والأمر الملفت، أن نسبة عالية من هؤلاء المصابين (وخصوصاً في
مجتمعاتنا)غير ملتزمين بالنصائح الطبية والإرشادات الصحية الخاصة بداء
السكري (بل يستمعون لأقاويل ليست صحية) والتي تكون هي السبب المباشر في
حصول المضاعفات ،علماً أن معاناة المصابين بداء السكري ليست قليلة كونهم
محرومين من الكثير من الأطعمة والأشربة والتي هي أساساً مرغوبة من قبل
الآخرين ومنهم ،أن التقييد(ما يُفرض عليهم) التغذوي لشريحة للمصابين
بالسكري يجعلهم يبحثون عن أي منفذ لتناول بعض الأطعمة الممنوع تناولها من
قبلهم، أو هي ربما صفة من صفات الغرائز الإنسانية في ثغرات الإرادة وضعفها
في بعض المواقع. ومما يؤسف له ترى أن المعلومة غير العلمية وغير الصحيحة
تنتشر انتشارا واسعاً تصل الى حد الأيمان المطلق بها ،بينما المعلومة
العلمية الطبية الصحيحة تتعثر في الوصول الى الناس، ومؤكد فأن كل هذا وذاك
مرتبط بالوعي الشخصي والمجتمعي.

وواحدة من أهم المعلومات التي يتداولها الناس وخصوصاً المصابين بداء
السكري هي معلومة تناول التمر ،فهل حقاً التمر لا يؤثر على مقدار السكر في
الدم؟ لقد وجد الكثيرون ممن آمنوا بهذه المقولة (مقولة تناول التمر من قبل
المصابين بداء السكري)، وجدوا التفسير بل التفاسير لها ،ومنها أن سكر
التمر (طبيعي ،لا يؤثر، ...الخ).

وفي حقيقة الأمر لم نجد خلال حياتنا العملية مصاب بداء السكري تناول التمر
،الاّ وأن أرتفع السكر في دمه الى أرقام عالية!

وعليه ،فموضوع هذا اليوم سيكون موجه الى الناس بشكل عام والى المصابين
بداء السكر بشكل خاص.

ثمرة التمر لها خمسة مراحل تطورية:

1. مرحلة الطلع بعد التلقيح مباشرة.

2. مرحلة الخلال وتكون الثمرة خضراء.

3. مرحلة البسر ،حيث يزداد وزنها ويتغير لونها.

4. مرحلة الرطب ،تبدأ بالنضج ويصبح طعمها حلواً.

5. مرحلة التمر ،وهي مرحلة النضوج النهائي.

التمور غنية بالمواد السكرية، وتصل نسبة السكر فيها مابين 75 و85% ، علماً
أن نسبة السكر في الرطب أقل مما هي في الثمرة الناضجة (التمر) والسبب، لأن
الرطب يحتوي على نسبة من الماء بينما في التمر الناضج تصبح مكوناته أكثر
تركيزاً.

التمور غنية بالأملاح المعدنية وبعض الفايتمينات ،فبالإضافة الى المواد
السكرية فأن التمر يحتوي على :

بروتين ،ألياف ،مواد دهنية ،فسفور ،كبريت ،حديد ،منغنيز ،كلور ،نحاس
،كالسيوم ،بوتاسيوم ، أضافة الى فايتمينB1.B2.B6 والرطب يحتوي على
فايتمينA ،كما أن الرطب يساعد على الأمساك بينما التمر يعد مليين جيد بسبب
وجود الألياف.

التمور أنواع ،ونسب السكريات في هذه الأنواع تتفاوت تبعاً لـ :

1. طريقة خدمة النخيل طوال فترة زراعتها.

2. طبيعة المنطقة الزراعية وتربتها.

3. الظروف المناخية.

4. وقت الحصاد.

5. ظروف التخزين.

السكريات الموجودة في التمور نوعان:

الأول ـ أحادية (بسيطة) وهما سكر الكلوكوز وسكر الفركتوز وبنسبة 50% لكل
منهما.

الثاني ـ ثنائية ـ وهو سكر السكروز ، ونسبته تعتمد على نوع التمور نفسها.

ينتج عن التمثيل الغذائي للسكريات سعرات عديدة ،وبشكل عام فليس هناك
اختلاف بعدد السعرات الحرارية الناتجة عن التمثيل الغذائي بين أنواع
السكريات الموجودة في التمور، ولكن الفارق يكمن في(سرعة الامتصاص) ،سكر
الكلوكوز أسرع كل أنواع السكريات امتصاصاً من قبل الجسم ،لذا فهو النوع
الأكثر زيادة في تركيز السكر في الدم كون سكر الكلوكوز في التمور هو نفس
التركيبة الكيمياوية لكلوكوز الدم، أما سكر الفركتوز فهو يزيد من حلاوة
الطعم ولكنه أبطأ بالتحلل (بالتمثيل الغذائي).

واضح من الكلام أعلاه أن التمور جميعاً وبدون إستثناء تحتوي على نسبة
عالية من مكوناتها على السكريات والتي جميعاً بالنتيجة ترفع من تركيز
السكر في الدم.

المصاب بداء السكري لديه خلل في العملية البايو ـ كيمياوية بين هورمون
الأنسولين الواجب إفرازه من قبل البنكرياس(الغدة التي تفرز هورمون
الأنسولين)،وبين كمية السكريات الداخلة الى الجسم (والسكريات التي تدخل
الجسم مصادرها كل أنواع الأطعمة والأشربة التي تحتويها ويتناولها الأنسان)
، فإن أستطاع الأنسولين التعامل مع تلك الكمية من السكريات (أي أنه
يُدخِلْ السكر الى داخل الخلايا لأنتاج الطاقة وديمومة الحياة) ،فالإنسان
يعيش بشكل اعتيادي ،أما أذا حصل تلكؤ (ولأي سبب) ، فذلك يعني تراكم السكر
في الدم دون التمكن من الدخول الى الخلايا ، مما ينتج زيادة في تركيز
السكر في الدم.

كل أنواع السكريات التي تدخل الجسم فأنها بالنتيجة تتحول (بعد عمليات
بايو ـ كيمياوية عديدة) الى سكر أحادي بسيط التركيب من نوع الكلوكوز.

وبما أن التمرة الواحدة تحتوي على حوالي 75 ـ 85% من مكوناتها سكريات لذا
فأن عدد قليل جداً من (فردات) التمر ستنتج كمية كبيرة من سكر الكلوكوز
والتي تتطلب مزيداً من ألأنسولين لغرض تمثيلها لينتج عنها فيما بعد عدد
هائل من السعرات الحرارية وهكذا.

ولمّا كانت مصادر تغذية الإنسان عديدة ،فأن التمثيل الغذائي لكل المواد
الغذائية سنتج سعرات حرارية بأعداد هائلة ،وبالتالي فأن أكل التمر سيكون
على حساب كمية الأنسولين الواجب أفرازها في الدم ،بمعنى أن الأنسولين سيوف
لا يكون كافياً لتمثيل السكريات القادمة من التمور ومن مصادر الغذاء
الأخرى، وعليه فقد وجد العلماء أن تناول التمر سيراكم السكر في الدم بسبب
عدم كفاية الأنسولين.

وبسبب من تنوع مصادر الغذاء وكذلك تنوع مركباتها من بروتينات ودهون
وسكريات ونشويات ومعادن وفايتمينات ..الخ ولأجل تنظيم تغذية المصابين بداء
السكر ،فقد ظهر في عام 1981 مصطلح أطلق عليه العلماء تسمية ،"مؤشر السكري"
(Glycemic Index).

مؤشر السكري:

هو النسبة الخاصة في قدرة المادة الغذائية (بالأرقام) على تحفيز إفراز
الأنسولين لغرض تمثيل السكريات التي تحتويها تلك المادة، وهذا المؤشر يمكن
الإستدلال عليه (بقياس تركيز السكر في الدم بعد تناول الأنسان لهذه المادة
أو تلك) ،وأن هذا المؤشر يقيس سرعة هضم وأمتصاص السكر وسرعة أنتقاله الى
الدم، واستناداً الى هذا المؤشر فقد قسّم العلماء المواد الغذائية الى
ثلاثة أنواع:ـ

الأول ـ ذات مؤشر السكري المرتفع.

الثاني ـ ذات مؤشر السكري المتوسط.

الثالث ـ ذات مؤشر السكري المنخفض.

أذاً فقد أصبح من ناحية علم التغذية مفهوم جديد بعيداً عن التدقيق أو
الأعتماد على مكونات المواد الغذائية الكيمياوية فقط ،وإنما قياس مؤشر
السكري لكل مادة غذائية والتي على ضوئها يمكن تنظيم تغذية المصابين بداء
السكري.

أن هذا المؤشر يتأثر بعوامل عديدة ،ولكن يبدو أهمها هو كمية الألياف
،فكلما زادت الألياف في المادة الغذائية المعينة قلّ مؤشر السكري فيها،
والعكس صحيح، فمؤشر الحنطة 70%، بينما مؤشر الشعير أقل منه بكثير.

وقد ظهر لعلماء التغذية أن التمور تقع ضمن خانة "مرتفعة مؤشر السكري"،
بمعنى أنها تحفّز كميات كبيرة من الأنسولين المكافئ لتمثيلها غذائياً.

لذا وفي ظل الظروف المعرفية للمصابين بداء السكري في مجتمعنا ،فأنا ميّال
الى منع تناول التمور على المصابين بداء السكري ، كون تناوله سيكون عبئاً
أضافياً على كمية الأنسولين التي تحتاجها أجسادهم ، سواء على البقية
المتبقية من الأنسولين او على الذي يتم زرقه لهم.

أما اذا كان المصاب (مصرّا) على تناول التمور ، فيوصي العلماء، بأن لا
تزيد عن ستة (فردات منه) وبوجبات متباعدة ، مع الأخذ بنظر الأعتبار
التقنين بكمية المواد الغذائية الأخرى التي يتناولها.

نشرت في وجهة نظر

الدكتور السيد علاء الجوادي التاريخ: 29/10/2014 14:35:14 جواب للاخ فاروق القسم الاول : اخي فاروق عبدالجبار عبدالإمام البغدادي العراقي الصابئي المندائي ابن محلات بغداد القديمة وابن الأخلاق الأصيلة التي استقيناها جميعا من تراثٍ عراقيًّ أصيل يربط بداية الوجود الانساني في العراق إلى المستقبل النوراني الذي سيُشرق على أرض العراق عندما يأذن لوليه الاعظم بالظهور فتتنور الأرضين من نوره الالهي النبوي. اعتز كثيرا بتعليقاتكم ورسائلكم الكريمة لانها تمتلئ بالصدق والطيبة وذاكرة التاريخ غير المزّيف. والمرءُ كثيرٌ باخوانه وانت من اعز اخواني وإن فرقتنا عقود طويلة لكنها الفطرة او صبغة الله التي تربط الانوار في عالم التجلي فترفض الزَّبَد وتُبقي ما ينفعُ الناس. لقد حبى الله العراق الكثير من الأصالات، ما يحسده عليه الناس ففي بلدنا الأنهار المقدسة دجلة والفرات، وقد اعتبر الصابئة المندائيون هذين النهرين نهرين مقدسين وسموهما ادگـلات اي دجلة وپـوراتون اي الفرات انهما مقدستان تطهر الارواح والاجساد. كما اعتبر توراة اليهود هذين النهرين مقدسين من بين اربعة انهار في الدنيا ... والعراق بلد الأديان التوحيدية مثل الديانة الايزدانية والديانة الصابئية والديانة الحنيفية الإبراهيمية أمُّ الديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية.

ما عساي أن أقول أمام تعليقك الأخوي الراقي... تأملت فوجدت إن خير رد على سلامكم هو ان اعرف قارئي الغالي عن الديانة التوحيديّة الصابئيّة، عملا بقول الله في كتابه الخاتم القرأن الكريم اذا حيتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها، وسأردها لفاروق بمختصر عن الديانة التوحيدية الاقدم لاخوتي المسلمين كي يتعاملوا مع هذا المكوّن العراقي الأقدم بكل محبة واحترام، فاقول وعلى الله التكلان ومنه الهداية والايمان:

لقد جهل الكثير من الناس حقيقة الصابئة ونتيجة لهذا الجهل تولدت عندهم ردود فعل جاحلة وجاهلية ولا تتناسب مع الحضارة والانسانية. لقد عاشرت الصابئة وقرأت كتبهم المقدسة وقرأت كتابهم المقدس كنزا ربا عدة مرات فوجدته كتاب هداية وانوار لا سيما اذا اخذنا قدمه الموغل بالتاريخ بنظر الإعتبار. عندما تقرأ هذا الكتاب المقدس ترى به نور التوحيد والدين الالهي بوضوح، وانا اضع قرب سريري ورأس عند نومي كتبا مقدسة اتذاكر معها قبل النوم فاستجلي منها عبر التوحيد والايمان والانسانية ، اضع القرأن الكريم، والتوراة (العهد القديم) والانجيل (العهد الجديد) وكتاب كنزا ربا وكتاب نهج البلاغة لإمام المتقين وكتاب الصحيفة السجادية لزين العابدين، وكتاب (تحف العقول) الذي به مختارات من اقوال الرسول واهل بيته الاطهار وكتاب مفاتيح الجنان الذي ضمن ازاهير عطرة من الادعية المروية عن اهل البيت عليهم السلام ... هذه هي جنتي الروحانية التي اسمر بها مع عالم النور.... قد يتعجب قول ويزاود علينا آخرون كيف ذلك وانت سيد جليل من سلالة الرسول اتقدّسُ كُتبا لغيرِ المسلمين؟؟؟!!! اقول ان التعصب أعمى العيون فلم يعودوا يروا لئالئ العقول ... اتلوموني ان اقرأ بكتب الاولين او الصابئة المندائيين وهم يقولون في تمجد ربي العظيم الاحي الازلي:{ بِأَســْــــمَــاءِ الـْــحَــــيَّ الْــعــَـظـِـيّـمِ، مُسبَّحٌ رَبيّ بقـَلبٍ نـَقيّ. هو الحيُّ العَظيم، البَصيرُ القـَديرُ العـَليمْ، العـَزيزُ الحَكيمْ * هو الأزَليُّ القـَديمْ، الغـَريبُ عـَن أكـوانِ النُّورْ، الغَـنيُّ عن أكوانِ النُّورْ * هوَ القـَولُ والسَّمعُ والبَصَرْ، الشـَّـفاءُ والظَّـفَـْر، والقوَّةُ والثـَّباتْ * هو الحيَّ العظيمْ مَسَرة القلبْ، وغـُفرانُ الخَطايا ـ مُسبَّحٌ رَبّي بقـَلبٍ نـَقيّ ـ يا ربَّ الأكوانِ جَميعاً، مُسَبحٌ أنتَ، مُبارَكٌ، مُمجَّدٌ، مُعظـَّمٌ، مَّوقرٌ، قـَيّومْ* العَظيمُ السَّامي ـ ملكُ النـُّـورِ السَّامي * الحنـَّـانُ التــَّـوابُ الرؤوفُ الرَّحيْم الحيُّ العظيْم * لا حدَّ لِبَهائِهْ ولا مَدى لضيائِهْ * المنتَشِرةُ قـُوتـُهْ* العظيمةُ قـُدرَتـُهْ * هو العظيْم الذي لايُرى ولا يُحَدّْ * لا شريكَ لهُ في سُلطانِـْه، ولاصاحبَ لهُ له في صَولَجانِهْ * مَن يتــَّـكلْ عليهِ فلَن يَخيبْ، ومَن يُسبَّحْ باسمِهِ فلَن يَستَريبْ، ومَن يَسألْهُ فهوَ السَّميعُ المُجيْب * ما كانَ لأنهُ ماكان، ولايكونُ لأنـَّهُ لايكونْ * خالدٌ فوقَ كلَّ الأكوانْ. لا موتَ يَدنو منهُ ولا بُطلانْ * وأمامَهَ الملائكةُ ماثلونْ، بأضوَيتِهم يَتألَّقونْ. ساجدينَ خاشعينْ. شاكرينَ مُسبَّحينْ * هو الَّذي لا حَدَّ لهُ ولا كَيلْ } .

ألا يلاحظ القارئ الكريم الفهيم اصداء ذلك في صحف المسلمين؟! اقرأ هذا وكأني أقـرأ القرأن او حديث الرسول الكريم وكلام الامام علي او زين العابدين وكأني اقرأ دعاء البهاء او دعاء الجوشن الكبير او دعاء السمات ... الخ ...إعلموا يا خوتي في الطريق ، إن ديانة الصابئة هي أحد الأديان الإبراهيمية وهي من اقدم تلك الاديان واتباعها من الصابئة يتبعون انبياء الله آدم، شيث، ادريس، نوح، سام بن ونوح، يحيى بن زكريا عليهم السلام. وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق وفي الأحواز في إيران. وكلمة الصابئة مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، او غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الإيمان. ولاحظ اخي القارئ التطابق بين هذه الكلمة والكلمة القرانية الكريمة (صبغة الله) وصبغة الله هي الحنيفية وهي الفطرة الانسانية السليمة.سيد علاء يتبع لطفا

الاسم: الدكتور السيد علاء الجوادي التاريخ: 29/10/2014 14:36:03 جواب للاخ فاروق القسم الثاني : تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقاً، لاشريك له، واحد أحـد، وله من الأسماء والصفات ما اشرنا اليها آنفا. وتراتيل الصابئة هي صرخة الانسان العراقيين القديمة بالنداء التوحيدي الصوفي القديم، لذلك إعتبرها أتباعُها إنها ديانة أتباع آدم، وشيث بن ادم (شيتل)، وأنش ( انوش بن شيث )، إدريس (دنانوخت)، ونوح (نو)، وسام بن نوح (شوم)، إبراهيم ( بهرام) ويهيا يهانا (يحيى بن زكريا ).

وتقوم الديانة الصابئية على أركان خمسة اساسية هي:ـ 1- التوحيد بالحي الأزلي واحد أحد ( سهدوثا ادهيي )،2- والصباغة والتطهر ( مصبتا وطماشا )،3- الوضوء والصلاة ( ارشاما وابراخا )،4- الصوم ( صوما )،5- الصدقة والزكاة ( زدقا ).وازاء هذا كله نعرف السر الذي اوحى به الله فخصَّ القرآن الصابئة بصورة مستقلة بثلاثة آياتٍ كريمة هن:

ـ 1- سورة البقرة:إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *

*2- سورة المائدة: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *

3- سورة الحج: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ*

ولا جدال أمام كلام الله فالصابئة بنص كتاب الله المنزل على خاتم انبيائه محمد صلى الله عليه واله وسلم من الذين امنوا.وكتاب الصابئة المندائيين المقدس المنزل يدعى (كنزا ربا) أي الكنز العظيم مخطوط باللغة المندائية، ويحتوي هذا الكتاب على صحف ادم وشيت وسام عليهم السلام. وهو كتاب ضخم ويقع في 600 صفحة وترجم للعربية حديثا وهو بقسمين:القسم الأول: من جهة اليمين ويتضمن سفر التكوين وتعاليم الرب الحي العظيم والصراع الدائر بين الخير والشر والنور والظلام وكذلك تفاصيل هبوط النفس في جسد ادم ويتضمن كذلك تسبيحات للخالق واحكام فقهية ودينية.القسم الثاني: من جهة اليسار ويتناول قضايا (النفس) وما يلحقها من عقاب وثواب. إضافة إلى تراتيل وتعاليم ووصايا.ولدى الصابئة المندائيون كتب أخرى مثل كتاب (دراشا اد يهيا) أي تعالم النبي يحيى بن زكريا. وهو مترجم كذلك.والصابئة اجتماعيا قوم مسالمون ودودون محبون للمسلمين وللنبي محمد ولاهل بيته الاطهار وقد انسجموا في معيشتهم مع المسلمين ويتكلمون العربية باللهجة العراقية الجنوبية. كما انهم يمتازون بصفاء الالوان وجمال الخلقة والاخلاق. ويسمون ابناءهم باسماء ائمة اهل البيت واسماء بناتهم فلا عجب ان ترى فيهم وبكثرة من اسمه عباس او حسين او حسن او حيدر أو زهراء بل ان اسم جد اخي الغالي فاروق هو عبد الامام والمقصود الامام من اهل البيت وهو اسم شاع في جنوب العراق. ويمتازون ببراعتهم باعمال فنية رائعة وهي محط إعجاب الجميع وقد شاهدناها في واجهات محلاتهم في شارع النهر ببغداد قرب نهر دجلة. وشهد بذلك السياح والرحالة الأجانب الذين كانوا يقبلون على اقتناء هذه الروائع المنقوش عليها صوراً جميلة بكل دقة وروعة ومطعمة بمادة المينة السوداء التي يدعوها (بالمحرق). كما برع منهم في مجال فن صياغة الذهب صاغة كبار امثال: زهرون بن ملا خضر وحسني زهرون وعنيسي الفياض وناصر وحاتم ومنصور حاتم وعبد سكوت وبدن خضر وكريم النشمي و فالح النشمي وياسر صكر وزامل وضامن حويزاوي وسعد رهيف ... الخ.والصابئة المندائيون هم شعب آرامي عراقي قديم ولغته هي اللغة الآرامية الشرقية المتأثرة كثيرا بالاكدية. وقد تواجد الآراميون جنبا إلى جنب .

اشكرك اخي فاروق وارجو ان يكون بردي صورة مختصرة عن حقيقة مضيعة ..

تألمت لقولك: لقد قمت بجولة لتفقد إخوتي الذين تشتتوا في بقاع الأرض بين المانيا وهولندا وبريطانيا وامريكا واستراليا، ارض العراق لم تحفظهم؛ فالتجأوا لمن يمنحهم الأمن والإستقرار" واقول له هذا هو حالي كذلك ... لكني فرحت لقولك بعد ذلك مباشرة: "ليحفظك الحي الأزلي ويجعلك إمتداداً لآل البيت الذين ذهبوا لكنهم تركوا كنز ذهبٍ صافياً ممثلاً بك ايها الورع في محراب العلم والمعرفة".

ودمت لأخيك سيد علاء

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الاسم: فاروق عبدالجبار عبدالإمــام التاريخ: 28/10/2014 11:04:45 البروفيسور :الإنسان إبن أرض العرب المعطاء علاء الجوادي الموسوي أنتظر طلتك كما ينتظر المسلمون هلال العيدين ؛ فطلتك تعني لي الكثير ، إنها إطلالة أنتظرها ؛لأستشف منها عبق الروح المختفي بين السطور ، سطورك سمطٌ من لأليء تطوق عنق القاري الذي يستلهم منها المواعظ والحكم ، فهي غذاء لا يُستغنى عنه لمن يريد الإفادة والإستفادة ، ردودك الرائعة على محبيك هي بحد ذاتها مقال يستحق معه أن تُفرد له حقولاً خاصة ؛ بما يحمله من توضيحات وشروحات تعمُّ معها الفائدة ويطمئن معها القلب المتلهف على المعرفة الوجدانيّة الروحيّة ؛ لأنها وبلا شك مفيدة وغنيّة تكون وفي معظم الأحاين مكملة لأي موضوع تخوض فيه ، ايها الإنسان الطيب ، آسف لـتأخري في التعليق ؛ فلقد قمت بجولة لتفقد إخوتي الذين تشتتوا في بقاع الأرض بين المانيا وهولندا وبريطانيا وامريكا واستراليا ، ارض العراق لم تحفظهم ؛ فالتجأوا لمن يمنحهم الأمن والإستقرار ليحفظك الحي الأزلي ويجعلك إمتداداً لآل البيت الذين ذهبوا لكنهم تركوا كنز ذهبٍ صافياً ممثلاً بك ايها الورع في محراب العلم والمعرفة ، ودم لأخيك

فاروق عبدالجبار عبدالإمام –

الاسم: جواب الاستاذ الفاضل فاروق عبد الجبار عبدالامام التاريخ: 30/10/2014 10:38:37 أخي الحكيم البروفيسور علاء الجوادي لا يسعني في هذه اللحظة إلاّ أن أنحني إكباراً؛ لما خصصتنا به من تعريفٍ أتشرف أن أحمله تاجاً لامعاً أنير به طريق من حاد عن الطريق القويم. بورك قلم أنت حامله، وبورك قلبٌ يضخُّ الحبَّ والعطاء ، لبٌّ رقيق لإنسان نذر نفسه وماله لخدمة أخيه الإنسان لقد كان تعليقكم وكأنه من المعلقات السبع

اخوك الصابئي المندائي فاروق عبد الجبار عبدالامام

See more at:

http://www.alnoor.se/article.asp?id=256984&msg=sent#comments

**** يرتبط البروفيسور علاء حسين الجوادي و الاستاذ فاروق عبدالجبار ، بروابط التلمذة ، التي بدأت عام 1958 في الصف الأول الإبتدائي في مدرسة المهديّة الإبتدائية للبنين الكائنة في المحلة البغداديّة القديمة ( قنبر علي) لكنها لم تنته، رغم عاديات الزمن

نشرت في وجهة نظر
السبت, 29 تشرين2/نوفمبر 2014 09:10

هل تخلع (أنتركتيكا) ثوبها الأبيض ؟

يمكننا ببساطة أن نُشير الى القطب الشمالي بمجرد لو نظرنا بإتجاه النجم القطبي أي لمجموعة النجوم المسماة (الدب الأصغر) وهاتين الكلمتين هما نفسيهما التي أطلقهما الإغريق على الشمال (أرك واز).

ومع أنهم ما كانوا يعلمون بوجود قارة مترامية الأطراف تكسوها الثلوج في الجهة المضادة لها أي جنوب الكرة الأرضية، لكنهم أشاروا (أنتي أرك واز) الى اتجاه الجنوب.

بعد أكتشافها قام العالم بتجميع الكلمة واختصارها لتصبح ... (الأنتركتيكا).

مشهد للأنتركتيكا وقاعدة الكرة الأرضية، تبدو فيه أفريقيا واستراليا ونيوزيلندا، أما الأقرب فهي قارة أمريكا الجنوبية (الأرجنتين).

(الأنتركتيكا) هي سابع قارات العالم، وهي الجزء من اليابسة الذي لم تُحدَد معالمه بعد، ويعتبر أكبر محمية طبيعية، يسكنها ما بين ألف وخمسة آلاف فرد من خمسة أقطار، جلّهم من العلماء والباحثين عن أسرار وعن خيرات هذه الأرض المقفرة شديدة المراس، وهي لا ترفع علم أي بلد برغم مطالبة الأرجنتين بأن تتبعها كونها الأقرب لها مثل (كرين لاند) التي تتبع الدانمارك سياسياً، لكن لأن هذه الأخيرة مسكونة من قبل الأسكيمون فكان يجب أن يتبعون مرجعاً لهم بينما (الأنتركتيكا) خالية من السكان. الأرجنتين أبقت على تواجد نشط يضم عدد من العاملين والعسكريين مع عوائلهم بمجمع (أسبيرانزا) الذي أسسته في العام 1952.

تحتوي هذه البقعة مجهولة العوالم على ثلاثة أرباع المياه الصالحة للشرب والسقي بالكرة الأرضية وبالتالي فهي (خزان المياه العذبة) الأكبر على الأرض والذي لو أصابه (ضرر) لغمرت المياه عواصماً كلندن وأمستردام ودكا، وربما بلداناً بأكملها كهولندا وبلجيكا وبنغلادش، أما لو ذاب كل جليدها ـ لا سمح الله ـ فسيرتفع منسوب البحر 60 متراً ويغمر ثلث اليابسة وتظهر خريطة جديدة لحدود قارات العالم (للعلم فإن بغداد ترتفع 30 متراً فقط عن سطح البحر) !

ويكفي المقارنة لنفهم أهميتها بالنسبة لنا بأن ثلوج شمال الكرة الأرضية (كرين لاند والألاسكا وشمال كندا وسيبيريا) كلها مجتمعة لا تشكل سوى خُمس أي (20%) فقط من ثلوجها.

تبلغ مساحة اليابسة فيها أكبر من مساحة قارة استراليا، والمطر على سواحلها شحيح للغاية، وإما في عمق القارة فنجد أنها البقعة الوحيدة على الكرة الأرضية التي ينعدم فيها المطر كلياً، فيكون الطقس جافاً متجمداً طوال العام.

ولا ترتفع درجة الحرارة فوق الصفر إلا لبضعة أيام عند الساحل وفي صيفها (كانون وشباط)فقط، أما على جبالها التي تعلو أكثر جهة الشرق فتنخفض الحرارة بقممها الى سالب ثمانين لتكون المنطقة الأبرد قاطبةً على وجه الأرض (لاحظ أن القطب الشمالي أعلى حرارته قليلاً بتأثير مياه البحر الأدفأ نسبياً).

تستمر الشمس مشرقة طيلة 24 ساعة في فصل الصيف (كانون وشباط) وتغرب طيلة الشتاء (تموز وآب) لتغرق القارة بظلام دامس وسماء صافية.

وإذا كان لدينا ما نقوله عن جغرافية هذه القارة المقفرة، فليس عندنا عن تاريخها ما يملأ صفحة واحدة، فلم تشهد يوماً غزوة ولا معركة ولا حتى نزاع ما عدا ذلك الذي يحدث بين فحول البطاريق أو الفقمات من أجل الإناث بموسم التزاوج.

كان (أرسطو) أول مَن أشار لاتجاهها جنوباً دون علمه بأنها مساحة شاسعة من الأرض يغلفها الجليد، وعندما استكشف (ماجلان) المضيق الذي يقع أقصى جنوب الأمريكتين، كان يرى جزراً يُنير بعض الهنود الحمر بمشاعلهم قمم جبالها أسماها (جزر النار)، وقال بأنها قد تكون حافات لقارة عملاقة تمتد حتى القطب الجنوبي، بعد ذلك وجد (جيمس كوك) أن قارة أمريكا تنتهي عند رأس (هورن) وأن بحراً يمتد الى الجنوب منها فقام بالابحار فيه لكنه تخوف وتراجع، وبذلك فهو كان الأقرب لها.

أما أول من وطأت أقدامه أرض القارة، كان كابتن سفينة صيد فقمات أمريكي في العام 1821 لكنه لم يجازف بدخولها، وما أن جاء مطلع القرن العشرين حتى ازداد سعير حمّى البعثات والتنافس لاستكشافها والوصول الى قطبها.

الرحلة الأولى، كانت بريطانية في العام 1901 برعاية حكومة الملكة، لم تلج كثيراً في عمق القارة ولم تقترب من القطب فوصلت لمسافة 857 كلم، وكان كابتن (روبرت فالكون سكوت) أحد أعضاء البعثة، بينما نجحت البعثة الاستكشافية الاسكندنافية في عام 1903 بالوصول لمسافة 180 كلم من المركز.

سخّن هذا التنافس الأجواء الباردة، ودفع بالجمعية الجغرافية الملكية البريطانية التخطيط لرحلة الوصول للقطب قبل الآخرين ورفع العلم البريطاني هناك، ووقـَع على الكابتن (سكوت) وأربعة من رفاقه الاختيار لإعداد وتنفيذ هذه المهمة الشاقة، فقامت السفينة (تيرا نوفا أي الأرض الجديدة) بالإبحار من نيوزيلندا جنوباً الى شاطئ القارة (كيب إيفانز).

هذه الرحلة ومن خلال مذكرات الكابتن (سكوت) كانت الأشهر بالتاريخ، لماذا ؟

دعونا نبدأ من حيث انتهى (سكوت) بكتابته وبخط يده

(لم تعُد لديّ قوة، ولا يسعني أن أواصل الكتابة بعد ...)

هذه الكلمات طرزت آخر صفحة بمفكرته اليومية بعد أن أوقد شمعة تُنير خيمته في تلك الوحدة والوحشة، كان ينازع الموت ويمتد بجانبه زميلان يغرقان في نومٍ أبدي وقد تجمّد جسدهما وتحجّر.

بعد فترة تم البحث عنه، فوُجِدَ ميتاً وهو جالساً باستقامة ورأسه مستنداً الى سجل مذكراته التي يروي من خلاله تفاصيل رحلة شاقة ومثيرة، يقول فيها بأنه وزملائه الأربعة قد تأخروا عن بعثة منافسهم النرويجي (أمدرسون) بخمسة أسابيع في الوصول للقطب مما تسبب لهم بخيبة أمل حين وجدوا العلم النرويجي يرفرف بمركز الأرض الجنوبي، وبطريق العودة أبطأت عاصفة شديدة مسيرتهم وأدت لفقدان اثنين من رفاقه، بينما أدى نفاذ مؤنهم من طعام ووقود لوفاة زميليه الآخرَين حيثُ قتلهم البرد والجوع، فوجدوا الثلاث متجمدين في خيمتهم على مسافة عدة أميال من أحد مراكز تموينهم الخلفية.

الشمعة الأخيرة التي أوقدها (سكوت) ألقت لنا الضوء على نهاية مأساوية على رحلته لاستكشاف القطب الجنوبي، ومع أن منافسه (أمدرسون) هو من وصل للقطب أولاً ورفع علم بلده النرويج، إلا أن بعثة (سكوت) وبسبب نهايتها المأساوية هذه، حصلت على شهرة أكبر.

وصل البريطاني (سكوت) في 17 يناير 1912، بينما سبَقه (أمدرسون) في 14 ديسمبر 1911 (وهي أيام صيف هناك) ليزرع علم بلاده (النرويج) أولاً.

وكان لا بد للأنكليز من البحث عن سبب فشل البعثة بتحقيق سبق الوصول أو بعودة أعضائها سالمين،

فوجدوا أن سر تفوق النرويجيون عليهم في رحلة التنافس لغزو القطب الجنوبي، كان لخطأ اقترفه (سكوت) في الأعداد للرحلة حين استخدام زلاجات كبيرة تسحبها خيول لم تتحمل البرد الشديد فنفقت هناك، بينما نجح (أمدرسون) حين أخذ بنصيحة أسدَوها له السكان الاسكيمو باستخدام زلاجات صغيرة تسحبها كلاب مدربة ذات فراء كثيف يمكنها تحمل البرد والجوع.

اليوم تقوم الآلة بدورها لتذليل أية صعوبات محتملة

لا تزال الحيود الشمالية (للأنتركتيكا) وبالتحديد في جزيرة (جورجيا الجنوبية) تتعرض ومنذ ثلاثون عام لتيارات رياح محيطية دافئة تتسبب برفع حرارة الهواء مما يجعل الكتل الجليدية تتآكل وتتحرر لتطفو حُرّة على سطح الماء.

إن زحزحة كتل جليدية وطوفانها هناك يكون من الخطورة ليس بما تضيفه للبحر، وإنما بما ستفسحه من مجال للأنهار الجليدية بسكب مياهها نحو المحيط بدل أن يتباطأ جريانها وتتجمد، لو تستمر هذه التيارات الدافئة بالهبوب، فانها سترفع مناسيب البحر نصف متراً بنهاية القرن الحالي.

الحياة على سطح (الأنتركتيكا) حتى في الشتاء ليست معدومة بشكل تام، فمشد الزرقة المائلة للاخضرار في ثلوجها يعود لنوع من العوالق البحرية المستوطنة فيها، أما في الصيف فتبدو حركة الحياة عند شاطئ القارة أكثر صخباً ويزداد عام بعد عام، وهو الأمر الذي يُقلق العلماء حقاً، فمشهد نزوح أنواع من البطاريق معروف عنها عدم مقاومتها البرد الشديد، وظهور طيوراً في سماء القارة تسعى لإيجاد حوافٍ صخرية تبني أعشاشها فيها، يعطي انطباعاً بأن الجليد بدأ ينقشع وأن أراضٍ جرداء جافة ظهرت على سطح الجزيرة.

هذه أدلة تعني أن (الأنتركتيكا) بدئت فعلياً بخلع ثوبها الأبيض الجميل !

قد يُلقي البعض سبب التغيرات المناخية والانحباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض باللوم على الإنسان وصناعته ووسائل ترفيهه، لكن هذا هو جزء من الواقع وليس كله.

صحيح الزيادة المطـّردة للسكان هو على حساب صحة الأرض ويتسبب ذلك باختلال التوازن البيئي عليها، كما وأن الإنسان مسئولاً بشكل غير مباشر عن تطرف المناخ وحدوث كوارث طبيعية في الوقت الحاضر بسبب ما تلفظه معامله من مخلفات وسموم وأبخرة.

لكن علينا العلم بأن كوكب الأرض يمر بدورات على مدى عمره البالغ أربعة مليارات عام ونصف، مثل الفصول الأربعة، هذه الدورات تكون مدياتها عشرات آلاف السنين، في أحد فصولها، ترتفع حرارته تدريجياً وينقشع الجليد صوب القطبين (دورة أحترار)، ثم ما يلبث أن يمر بفصل آخر لتنخفض درجات الحرارة ويزحف الجليد باتجاه مداري السرطان والجدي، وهذه هي (دورة الإنجماد) فيلف الجليد بقاع شاسعة من سطح الأرض وهكذا تستمر فصول الأرض وتتغير حدود قاراته حين ينحت الثلج في الصخر وفي السواحل كما نشاهده في اسكندنافيا وشمال كندا وجنوب الأرجنتين، الأماكن الأقرب للقطبين والتي تعرضت لعدة مراحل من الزحف الجليدي.

ستستمر الأرض بلا كلل دون أن يشعر أحداً بها ـ لقصر عمرنا نسبةً لفتراتها ـ لكن لو يُكتب لأحدنا أن يُعمّر عشرات ألوف السنين، لعاش فصلي الأرض هذه مثلما نعيش نحن فصولها الأربعة كل عام، ولكان شاهداً على أن (أنتركتيكا) لها سوابق بأنها قد (خلعت) ثوبها الأبيض عدة مرات ثم ارتدت غيره، ويبدو أن هذا هو حالها وحال الدنيا ولله في خلقه شؤون !

عماد حياوي المبارك

قاعدة البحوث الدائمة في القطب الجنوبي، سُميت باسمي (أمدرسون ـ سكوت) تقديراً وتخليداً لهما.

نشرت في وجهة نظر
السبت, 03 أيار 2014 03:34

لنحافظ على بيتنا المندائي

ان متابعة لما يطرح على المنابر الاعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي المندائية ، يلاحظ ان هناك اختلافات في وجهات النظرتاخذ طابع المد والجزر فيما يتعلق بوضع بيتنا المندائي الحالي بشكله العام ، ، وهذا نابع عن عدم وجود رؤيا حقيقية للواقع لكن هناك طروحات فردية من هنا وهناك تعكس ما نعاني منه  الان لكن ليست بالحلول الناجعة ، هذا يعود بدوره الى تركيزالاهتمام على الامورالجانبية  وترك القضايا الاساسية التي تهم حياتنا ومستقبلنا للزمن ،  ان التركيزالاساس على العمل والمشورة التكافلية هو الضمانة الاكيدة للارتقاء بحياتنا الاجتماعية المندائية  ، أي ان تكون هناك  بصمة واضحة وليس وصمة في اي عمل تعاوني جماعي او فرادي يصب في المصلحة العليا  للطائفة ، وليس بقصد كسب الشهرة او لمصلحة انية ضيقة . اليوم ان البيت المندائي ياخذ امتداده الذي يليق به بالسواعد الحريصة والخيرة ، كما  لمسناه مؤخرا بافتتاح المؤسسة المندائية الجديدة في مدينة مالمو السويدية ، ان عيوننا وقلوبنا ترنوا دائما الى تصافح القلوب والافئدة في اتخاذ شعار التسامح والتضامن قبل المعالم لانها الاساس في لملة ما فقدانه خصوصا ونحن على ابواب ولادة جديدة لمجمع ديني عالمي يضم كافة رجال ديننا النجباء في سبيل وحدة الكلمة ورص الصفوف واتخاذ من كتبنا المقدسة وتعاليمنا السامية حماية ورعاية لحياتنا الروحية المندائية بالاضافة الى كونها مرجعية رشيدة تستمد قوتها وعزمها  للدعم المتواصل من لدن الجميع ، لا نريد ان يكون الدين واجهة للسياسة ولا السياسة واجهة للدين ، فاذا اجتمع الدين مع السياسة فان المحصلة تكون الخسارة للدين ولاتباعه لا محالة .

ان الرفض لسلوكية الدكتومقراطية سواء كانت من جانب المنظمات المدنية العاملة او من من قبل مؤسسة رجال الدين ، لان هذا السلوك سوف يجلب الضرر الكبير على الجميع ، كما الرفض لاي تصرف يضر بكرامة رجل الدين المندائي ، إلا في مجال النقد العقلاني المبني على اسس حضارية رصينة وليس بالصورة العبثية المهينة ، الرفض الدائم  المتاجرة بالثقافة ولا نقول لكل شيء ثمن  لان الحلم هو بذرة الحقيقة ، والايمان الفاعل بمحور وخط الاعتدال هو المعيار الحقيقي لكل فعل عادل ، يتطلب منا ادخال دماء جديدة حريصة كل الحرص على مستقبل المندائية ، لا نكون كالذي يمشي على بطنه بلا قوائم ، لان الدين يٌدعم بالعلم والمعرفة وبالفكرالنير وليس بالسياسة والتلون.

نحن بحاجة اليوم الى حركة اصلاح ديني حقيقي وفق ثوابتنا الدينية ، كالبيت القديم الذي يحتاج الى تزاويق جديدة لابراز مظهره الجميل اضافة الى جوهره الاصيل وقواعده الثابتة في النفوس.

ان مد جسورالمحبة والالفة بين العوائل المندائية كما كانت في الماضي مهما كان الاختلاف في وجهات النظر او في الانتماء لان في الترابط قوة  لوشائج اللحمة المندائية وتعزيزها وابراز قدراتها الخلاقة ، لان القطيعة الارتباطية عمل مضر لا يعبرعن  الحرص ابداً  بل قصور واضح او صور ظلامية في التفكير.

ان قنوات التواصل الاجتماعي وجدت للفائدة العامة باقامة العلاقات والصداقات الطيبة والحوارات المفيدة والنزيهه وليس بقصد الاجتثاث او التشويه او التزييف ، ان يكون لاحترام الصداقة والقرابة وصلة الرحم والدم كاحترام وتقدير متبادل بما تفرضه أدبياتنا الدينية المقدسة والسمات الاخلاقية التي ترينا عليها التي ترشدنا وتهدينا الى الطريق القويم ، وان الافضلية لمن يمتلك وعي ابداعي وليس فقط وعي سياسي او اجتهاد ديني ، وكل تجربة فاشلة هي بداية لتجربة ناجحة .

ان الدخول القادم الى قبة البرلمان يتطلب من صاحبه  القدرة والثقافة والكفاءة التي تؤهله لخوض غمار هذه المهمة التي ليست بالهينة ، لان يكون حريصا على اهله ودينه وصوته مسموعا وليس مجرد رقماً بين الارقام ، لان المرشحين هم من اهلنا ومثقفينا وكوادرنا الطيبة المثابرة لا فرق الا بالحضور ، نتمنى كل التوفيق والنجاح لمن يحالفة الاختيار، في الختام كونوا بخير .. المندائية تكون بخير .

 

 عزيز عربي ساجت

هيئة تحرير الموقع الثقافي

نشرت في كلمة الأتحاد
السبت, 29 آذار/مارس 2014 12:23

جريمة قطار الموت ..... الجزء الثاني

 وصلت عربات النقل العسكريه الى محطة القطار قبيل منتصف الليل وهناك قضى المعتقلون وقتاً طويلاً وقوفاً امام المحطه ثم فوجئوا بالحرس يقتادهم نحو قطار حمولة لنقل البضائع يتألف من عربات تشبه الاسطبل او طولة حيوانات محكمة الاغلاق ماعدا القار الساخن جداً شحنت البضاعه السياسيه المؤلفه من خيرة شباب العراق بعد ان فكت قيودهم واربطتهم من الكلبچات وسلاسل الحديد وظلت حبال القنب التي ربطت ايدي بعضهم فتمكنوا من التخلص منها بسهوله ولكنهم شعروا بالرعب وضعفت معنوياتهم فور اغلاق الابواب الثقيله وحلول الظلام عليهم بدلاً من خيوط الصباح الذي بدأ يتنفس وبعد ترتيب كل شئ بما في ذلك احضار الركاب المزيفون ويمثلون الحرس واكمال الاجراءات الفنيه تحرك قطار الموت ببطئ لتبدأ اشهر رحله اجراميه في التاريخ العراقي حكم على ركابها الافذاذ بالاعدام خنقاً او شويأ قبل الوصول الى السماوه وقبل ان ينقلوا الى سجن نقرة السلمان....

 قبل بدء الرحله بساعات شعر الركاب بالبرد واثناء انتظارهم المبهم داخل العربات تسلل البرد الى اجسامهم النحيفه فبقي اكثرهم واقفاً بينما جلس الباقون القرفصاء منكمشين في زوايا

 العربات كانوا يتمنون ان لا تطلع الشمس حيث تتحول العربات

 الى افران حديديه ساخنه جداً وتلك صفات الجو في الصحراء

 وما ان حلت الساعه الثامنه حتى شعر الجميع انهم في تنانير حديديه اسطوريه سيقضون فيها حتفهم جميعاً ففيها العتمه الدائمه والابخره والغازات وبخار الماء ومن روائح اجسادهم وبها سينشغل الكل في تذكر احبابه الواحد تلو الاخرقبل ان يفقد توازنه ويشرع في الهذيان والصياح والدعاء ثم يغمى عليه طويلاً حتى يرحمه الموت من قسوة الالام وبشاعتها كل عربه اذاً هي قدر حديدي مغلق يتحرك وسط نار ببطئ وملتهبه تتصاعد حرارتها بقوه لتعلو على حرارة الشمس في الخارج لماذا كل هذا العقاب كان معظم السجناء لا يرتدون غير ملابسهم التي اعقلوا فيها وهي بجامة النوم وفي محطة المحاويل ادركوا من بغض الثقوب القليله جداً ان الفجر يبزغ والنهار قد بدأ يتكون تحولت جميع عربات قطار الموت المتكونه من خمس عشر عربه الى جحيم حقيقي بعد ان قطع 110 كيلو متر بين محطة الحله والهاشميه وحسب التقديرات الطبيه والعلميه يستسلم المعتقلون الى الموت بعد ساعتين فقط بعض ركاب قطار الموت تترنم بأغاني واناشيد وطنيه شعبيه قبل ان يستسلموا الى قدرهم المحتوم في حوالي الساعه التاسعه من ذلك اليوم المشوؤم بدأت حالة الركاب تسوء بسبب نضوح العرق وانخفاض نسبة الماء والملح في اجسامهم فشعروا بالاختناق والغثيان وهبوط ضغط الدم والضيق والاغماء والتقيؤوالتبول وبعدها فقدوا الرغبه في كل شئ يقول احد السجناء بدأت اجسامنا تفقد سوائلها بسبب التعرق الشديد واصبح الوقوف على الاقدام مؤلم جداً والاتكاء على العربه غير ممكن ولم تكن في حوزتنا قطرة ماء واحده بعد الغثيان ونقص الاوكسجين وأنشغل كثير من الركاب ببحث عبثي يائس فأحتشدوا حول ثقوب وهميه لآستنشاق الهواء واغرب ما قام به ركاب قطار الموت انهم مارسوا عملية لحس العرق من اجسادهم  الاطباء في قطار الموت من المعتقلين نصحوا رفاقهم عدم خلع ملابسهم لكي يحفظ طاقتهم كما يفعل البدو في الصحراء الكثير من السجناء مارسوا الصراخ والضرب على الجدران لكي يلفتوا الانظار ولكن دون جدوى لا احد يعرف من السجناء كيف سينتهي به الحال وهو يعلم علم اليقين انهم متروكون وحدهم لمصيرهم المحتوم وفي اعلى درجات اليأس الذي خيم على المعتقلين جميعاً في تلك العتمات الخانقه سمعوا صوتاً خافتاً من الخارج قرب شق الباب يقول اصبروا اخواني سيأتي الفرج قريباًسائق القطار ما يدري ماهو حمل قطاره وقد ادرك الان وسيصل بكم السماوه بسرعه كان شرطياً عراقياً شريفاً مجهولاً ايضاً انتقل من عربه الى اخرى لينقل الى المعتقلين نفس الرساله عندما شعر ركاب قطار الموت بتزايد سرعة القطار الى الدرجه التي بدأت عربات القطار تهتز وتتأرجح لفرط السرعه انتعشت امالهم من جديد وتشبثوا بالحياة ولو كانت وهماً لم يعرف السجناء ولا غيرهم حتى الان كيف علم ذلك النفر من ابناء المحاويل او في اي محطه اخرى بسر ذلك القطار ليحتشد حاملين اسطل الماء لرش عرباته اثناء توقف القطار او حين يبطئ في السرعه عند المحطات الاخرى كل هذه الاحداث العاصفه واللقطات العنيفه لم يكن سائق القطار يعرفها لاهو ولا حتى رجال الحرس انهم ضحايا ايضاً مثل ركاب القطار ومثل الملايين المحكومه دائماً بالبطش والارهاب والخداع ينفذون جرائم الطغاة بصمت واذا ما علم احدهم بسير هذه الجريمه او تلك اختار واحد من الاثنين اما الذهاب الى حبل المشنقه او حفر نفق ضيق والعيش فيه الى الابد عبد عباس عرف الان سر حمولة قطاره وهذه جريمه وادرك انه يقود توابيت جماعيه وهذه جريمة كبرى اذا ما استمر بتنفيذ التعليمات حتى نهاية المرحله فأن جميع الركاب سيدركهم الموت حتماً من الذي يهمه قتل هؤلاء الناس ولماذا يضعونهم في تنانير قاتله قرأ ابو مظهر المحنه من كل الجوانب وادرك انه في يوم عصيب ولكنه اختار عراقيته بسرعه فحزم امره واطلق صفارته مستعجلاً حراس حمولته لينطلق بالقطار بسرعه قصوى غير مسموح بها لقطار حموله في كل الاحوال لم يعد يهمه شئ اكثر من ايصال هذه الامانه بأقصى سرعه انهم من خيرة شباب العراق وهاهو المخدوع يدرك سرهم وسر الوجوه المهمه التي حضرت مراسيم الوداع والحرس الذين يحرسون الحديد دونما علم سار بقطاره بسرعه تفوق سرعة القطار العادي السريع بل قال بعض ركابه ان القطار كاد ان يطير بهم الى السماوه متجاوزاً اكثر المحطات الباقيه يقول السائق وقعت في ورطه بين الخيار في انقاذ الارواح البريئه وبين احتمال العقوبات المترتبه على عدم الالتزام بالتعليمات ولكن لابد من الذهاب بها الى النهايه وكان لابد من التحايل على العناصر الامنيه ايضاً لابد من التلاعب بمؤشر السرعه خشية افتضاح الامر ولابد الحفاظ على ارواح الركاب والسماح للثلج والماء الذي كان يرشه الناس على العربات لتبريد سطحها في المحطات التي كان يتوقف فيها القطار  كيف يتم التعامل مع هذه المعادله الصعبه ماهو الاختيار السرعه ام التوقف لرش الماء والثلج واقتربت مني امرأة وقبلت يدي في غفله مني وقالت ارجوك اوصلهم بسرعه

 

يقول السيد علاء المفرجي النجل السابع لسائق القطار سر لنا والدي رحمه الله انه تحايل على العنصر الامني المرافق له لكي لا يكتشف مقدار السرعه الهائله التي حصلت ولكن العنصر الامني تواطئ معه في النهايه ثم ابلغه بضرورة السرعه لآنقاذ الناس الابرياء ولكن كيف تسرب الخبر السري والشخصي والمكتوم الى الناس بهذه السرعه ومن قام بتبليغ الاهالي في المحطات واحضار الماء والثلج ورشه على العربات ...هل كان اجتهاداًوتعاطفاً من شخص او اشخاص ام هو عمل منظم قامت به جماعه او حزب ما .

 

كان بين سجناء القطار ضابط صيدلاني هو ابن السيد طالب والاخير هو احد وجهاء السماوه شخص ميسور الحال وحالما عرف بخبر القطار اتصل من بغداد بأهالي السماوه وأستنفرهم لاستقبال السجناء واحضار الماء والطعام والشاي اخيراً وصل قطار الجريمه الى السماوه قبل ثلاث او اربع ساعات على الموعد المقرر له كان سائقه الشهم عبد عباس المفرجي قد اختصر الكثير من التوقفات والطقوس المعتاده في رحلة قطار الحموله وكان كلما مر بمحطه وعرف من وجوه المحتشدين واشاراتهم انهم على علم بسر الحموله ازداد اصراراًعلى زيادة السرعه وانقاذ الركاب وما ان توقف القطار امام رصيف المحطه القصير وتعالى الصراخ من داخل العربات وخارجها حتى هرع صوب ناظر المحطه وطلب منه بسرعه فتح الابواب كان الجميع ومن فيهم سائق القطار بأنتظار ظهور المخلوقات الاسطوريه التي ستتهاوى امام اعينهم في مشهد اعجازي لن يتكرر ابداً كانوا اشباحاً وهياكل عاريه تطلق حشرجات واهنه وتزحف ببطئ من ظلام القبور نحو الماء والهواء والضوء كانوا موتى احياء يحركون اصابعهم ويطلبون العون المتأخر جداً في لحظه هي الاقرب الى الموت في تلك الزنازين المظلمه سقط بعضهم على الرصيف وتمدد اخرون

 

قرب القطار فيما زحف قسم منهم نحو حنفية الماء اما المغمى عليهم فظلوا على نومتهم حتى بعد رش الماء على وجوههم مما تطلب ارسال سبعة منهم بسيارة اسعاف الى المستشفى

 

وقد استشهد واحد منهم هو الرائد يحيى نادر كان العنصر الامني والحرس جميعاً في ذهول تام وهم يرون المواد الحديديه وقد تحولت فجأة الى مخلوقات بشريه زاحفه من اول عربه وعندها صرخ رجل الامن بأعلى صوته ...هاي رادوا

 

ايخلوها ابراسي.....لنا لقاء في العدد القادم

 

نشرت في وجهة نظر
الأحد, 23 شباط/فبراير 2014 09:28

المندائية ... الجوهر والطقوس

ان كل ما جاءت به الشرائع والعقائد الدينية كافة ، يؤكد على ان الدين هو مسلك وطريق يمنحنا قوانينأ وتعاليمأ وقواعدأ اخلاقية حد من انانيتنا وتلجم اهواءنا السلبية وتساهم في تهذيب غرائزنا وتربية نفوسنا نحو السمو والارتفاع عن الحيوانية .. لان الله لايريد منا وى ان نعرف ونلمس مواقع الخير داخل نفوسنا ونهتدي بها في حياتنا ، وان نعالج الخلل والاعوجاج اذا تسلل الى داخل نفوسنا فنرتفع لحيوانية الى رحاب الانسانية التي يكون فيها الانسان دائما مع الحق والعدل وبالتالي فهو يحمل مسؤولية مكافحة الخطأ والاعوجاج في لمجتمع ومحاربة الظلم والتعسف والاعتداء والتهور والفساد .. ف *الاخيار الصالحون لم يسبقوا الناس بكثرة الصلاة والصوم والتسبيح الطقوس الاخرى ، ولكن بحسن الخلق وصدق التقوى وحسن النية وسلامة الضمير وسخاء النفس ونصح الناس نحو الخير*1) ، من هذا لمنطلق يحق انا ان نتساءل ويشاركنا في هذا الكثير من الاخوة المندائيين ، ألا وهو ما الذي اعطته عقيدتنا المندائية العريقة بالامس واليوم للأنسان المندائي ؟ ماهي التوجيهات والارشادات التربوية والاخلاقية التي غرستها في سلوكه ؟ ان الحقيقة التي لاشك فيها ، هي ان الانسان المندائي الذي يتحلى اليوم ببعض القيم الاخلاقية وبعض السلوك القويم اكتسبها من مصادر اخرى غير مندائية .. اكتسبها من التعليم في المدرسة والجامعة وكذلك من تأثره بالقيم التي تعارف عليها الناس الذين عاش بينهم وكذلك نتيجة اطلاعه عن طريق قراءاته لى آداب وثقافات الشعوب وما جاء في في كتب الاديان الاخرى .. ولكن هذا لا يعني قطعاً أفتقار المندائية الى القيم الاخلاقية والتعاليم لخاصة بإصلاح الأنسان وإرشاده نحو طريق الخير في حياته . ان عقيدتنا المندائية غنيةٌ بالوصايا والتعاليم التي تدعوا الى صلاح انسان وحثه الى سلوك الطهارة للنفس والاستقامة وعمل الخير للناس .. أذن . أين المشكلة ؟ .. أين التقصير ؟.. في اعتقادنا بالتأكيد أن الخلل التقصر مرتبطان بعدم وجود المؤسسة الدينية الكبيرة ذات الكفاءة التي تستطيع توفير الاساليب والقنوات التي توصل بها تلك التعاليم الى فوس المندائيين وعقولهم .. فكل الاديان في العالم لها مؤسسات دينية مركزية ذات فروع في كل العالم مهمتها نشر تعاليمها وعقائدها الا لمندائية . ان ديانتنا مع الاسف الشديد صارت اليوم لغة نرطن بها عند اداءنا شعائر وطقوس ورثناها عن الاجداد وعن شيوخنا الراحلين حمهم الله . لقد جردنا المندائية من عمقها الروحي ذو المضامين الاخلاقية التهذيبية للأنسان المندائي ، واختصارها فقط بطقوس بدائية متعبة .. نعم ، جعلنا من الديانة طقوساً شكلية لا غير وحتى هذه الطقوس لايفقه منها الفرد المندائي شيئاً وانما يمارسها ويرددها ببغائياً ، ان الغطس بالماء ليس هو الذي يطهر الانسان وانما اعماله الطيبة وسلوكه القويم واخلاقه العالية وعمل الخير للأخرين ، فكثيرٌ من المندائيين الاعزاء يغطسون في الماء بالتعميد ويخرجون منه دون أن يتغير منهم شيء لانه يطهر القشر وليس الداخل ، ان مثل هذه المندائية ، بهذا الشكل ليس بامكانها ان تكون قوة تمنح نفوس المندائيين الايمان الحقيقي العميق والتطهير لارواحهم قبل اجسادهم . أذن علينا ان نخرج ديانتنا من قبوها المظلم الذي وضعت فيه منذ عهود الاضطهاد الغابرة التي تعرضت لها ، نخرجها الى النور ، الى الحياة المعاصرة ، لتواكب العصر ومتغيراته وتصطف مع الاديان الاخرى بلا وجل او استحياء بل بثقة عالية بحقيقة وجودها التاريخي وسلامة عقيدتها . أذن علينا اذا كنا حريصين على بقاء ديانتنا وسلامة كيانها المتمثل بمجموعة الألاف القليلة من معتنقيها ، ان نبعث فيها روحأ جديدة خلاقة تنتفظ فيها من الجمود والانزواء في الصناديق المقفلة .. تنتفظ بحركة من السطح الى الاعماق الى الجوهر ،

فعلينا ان نسعى جميعا ، رجال دين من كافة الدرجات وكتاب واساتذة متخصصين في التاريخ والاديان والاثار والقانون وكل مندائي غيور يهمه اخراج الديانة المندائية من قبوها المظلم .. والمطلوب الان السعي نحو تشييد بناء متكامل مترابط وواضح للعقيدة المندائية انطلاقا من الفهم الواضح والشامل لكل النصوص التي احتوتها كتبنا الدينية والتي تتعلق بالخلق والنشوء والوجود والنواهي والمحرمات والطقوس .. وكذلك دراسة تاريخ المندائية منذ نشأتها والحقب التاريخية التي مرت بها والتاثيرات التي دخلت عليها خلال الحقب ، لان تاريخ المندائية ( دين ومجتمع ) يكتنفه ضباب الغموض ونحن لا نملك ازاء ذلك سوى التكهن والافتراضات ،*و(لا غنى عن تناول الفكر والمباديء والتعاليم بعقل متفتح يستخدم كل ماهو ممكن من طرق البحث والدراسة والتقصي للوصول الى الحقائق الاولية) *(2) . اننا نريد التمسك بكل الحب والاعتزاز بديانتنا كعقيدة تسكن في اعماقنا بشعور عميق وعاطفة روحية يسندها العقل والتفكير السليم والفهم الواضح لمضامين النصوص الدينية وليس مجرد مراسيم طقسية نمارسها وراثة عن الاباء والاجداد .. نعم ، ان السطحية والاهتمام بالقشور والشكليات دون اللباب هو ما نحصده اليوم ناسين انه توجد خلفها مضامين جيدة علينا اعطاءها الاهتمام الاول ، فالمضامين الهادفة لتهذيب النفوس وتقويمها لخير الانسان وصلاحه وسعادته في الحياة هي جوهر الدين ، كل دين وليس الطقوس والقشور . ولا يفوتنا اتمامأ للفائدة في موضوعنا هذا ان نستشهد ببعض الكلمات التي كتبها لنا أخوة مندائيون *(
هدف الوعي الديني والثقافي المندائي المطلوب ... معرفة المنابع الاصيلة للديانة المندائية) *(3) ، *( تيسير الطقوس الدينية واظهارها بما يتلائم وروح العصر والتأكيد على جوهرها الاصيل المبني على معرفة الخالق وتقويم الشخصية الانسانية) *(4) ،(مئات السنين من التخلف والجمود جعلت الدين المندائي الذي هوالمعرفة مجرَّد طقوس لا تحمل معانيها الحقيقية ولا تواكب العصر ولا تسمح بالتطور) *(5)( ان دين المندائية هو دين المعرفة والمعرفة لا تقف عند حدود ، اي انه دين التطوروالبحث والتأليف .. والمتعلم العارف متهيمن – مؤمن – اذا ذكر الله ونعمته عليه وهي الحياة والعقل لتكون حياته ذات جدوى وعقله هاديأ للخير والسلام وليترك من بعده عملأ تنتفع به الاجيال الأتية )*(6) .

(1) فقيه عربي
(2) الشيخ خلدون ماجد
(3) = = =
(4) = = =
(5) لميعة عباس عمارة
6) - نشر هذا الموضوع في مجلة الصدى الصادرة في السويد العدد 46- السنة 17- (

اذار/مارس 2011

نشرت في وجهة نظر
الأحد, 16 شباط/فبراير 2014 21:28

نافذة الكلمة وضجيج الفقاعة

هناك طموح لدور فعال وحقيقي نحو التغيير الايجابي على الساحة المندائية وهذا يقع بالاساس على عاتق ومسؤولية المثقف دون غيره ، كونه صاحب قضية ورسالة  انسانية سامية ، وسلطة نافذة الكلمة ، في ذات الوقت يملك زمام المبادرة في قيادة الناس والمجتمع ،على اعتباره جزء فعال في ايجاد الحلول الناجعة وعدم الترويج للاقوال المبتورة ، برجاحة عقله وحسن تصرفه وبارادته الحرة النبيلة يستطيع التماشي وبدون اي تحفظ او مجاملة او تملق مع هذا المنحى او ذاك وبخط متوازي مع كل حدث اومع كل حالة جديدة . اذا إندرجَ تحت خيمة السياسي وصاحب القرار والنفوذ ، يجعله الحال الجديد يدور في دائرة مغلقة يصعب التخلص منها ، لذا فهو اخطر كائن ،  لانه فارس القلم ونافذة الكلمة الهادفة ، ولان السياسي او المُصلح الاجتماعي لا يستطيع اتمام دوره الريادي إلا في الحصول على المعلومة الناجعة والمفيدة ، ومن خلال تلك القناة الفاعلة . فعندما يُحجم دوره في المجتمع الذي ينتمي اليه ، يصبح واعظ من وعاظ السلاطين ، والذي يطلق عليه بجدارة صاحب كلمة *نعم سيدي* في كل الظروف والاحوال .

 

ان حالة النرجسية المقيته من الماخذ التي تحسب على المثقف عند  الاسراف في التعالي والكبرياء ، بأن يرى نفسه دون ان يراه الاخرين ، وان يرى ذاته مالك الجميع ، وابتعاده عن الواقع والعيش في خياله السرمدي خالي الوفاض. بسبب ذات الرؤيا السوداوية والاشكالية الحاصلة ، واستغلال حالة الفوضى السائدة والاختفاء وراء النقوص ، وحالة التأثر بظلال الواقع ، والنظرة الى المجتمع بأفق ضيق من خلال سطوة العلاقات الاجتماعية ، كل هذه العوامل مجتمعة ، تجعله لا يتمتع بفضاء الحرية المتاحة على اكمل صورة ، وسرعان ما يصبح كضجيج فقاعة يذوب ويختفي فجأة وبلمح البصر .

 

نلاحظ ومع الاسف الشديد البعض يقترب رويداً من وضع اللاثقافة ، التي هي بذاتها تمثل مجموعة العلاقات البشرية بصورها المعروفة ، وهذا يجعلنا نُبحِر في عوالم مظلمة دون الشعور بنتائجها الوخيمة علينا . ان اكتساب الثقافة ليس بالشيء الهين او اليسير وبلورتها في روافد جديدة ودعم واحتضان كافة الممارسات في مجال الادب والفن كما في الشعر او القصة او الاناشيد وفي الندوات والمسابقات المتنوعة وفي الانجازات الهادفة في التكريم لمبدعينا واصحاب القدوة الحسنة وغيرها ، او البحث عن منافذ جديدة للنشر والتوزيع السليم ، كل هذه الفعاليات تندرج ضمن اطار الاعلام الثقافي الرصين ، يمكن اعتبارها المراّة العاكسة لواقع الحال ومتطلباته الضرورية ، والتي تُبين كوننا اصحاب قضية عادلة واصحاب مبادىء سامية ، واصحاب خبرة اعلامية وادبية ناضجة ، وهنا يكمن دور المثقف المنجز في حالته الاجتماعية والوطنية اللبيبة الذي يكتب للوطن وللناس دون خديعة او خوف او مَلل .

 

ان الدعوة الى دعم المُنجز ، هو بداية كل مرحلة جادة  ناهظة ، يتطلب بالمقابل عدم وضع الحواجز بين مثقف واخر وكل من موقعه ، الذي له القدرة على الاستيعاب والمثابرة ، لاننا نمرُ اليوم عبر مفترق طرق ، وان يكون تعامل الكل وفق هذه الصورة من الحدث ، وانهاء حالة الانتقاص والتشكيك بالاخر ، وتشخيص الحالة الحقيقية للواقع المعاش ، وليس العين بروحية طوباوية زائفة .

 

يتطلب منا  تصحيح ما يمكن تصحيحة ، بدل التأكيد على الماضي بكل سلبياته واحزانه وذرف الدموع ، ان من اهم اجندة المثقف ان لايكون في الصفوف الخليفة ، بل ان يتحمل الصدارة لانه صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في المعترك الاعلامي الترعوي .

 

هناك مهنية خالصة للثقافة تتبع في حقيقتها من خلال عواملها التالية ، المنتج للثقافة ، الداعم للثقافة ، والمتلقي لها ، اذا تكاملت تلك العوامل مع بعضها ، عندئذ نستطيع ان نقول هناك حاضنة تُنعش وتطور الثقافة ، لانها تنتج من رحِم المعاناة ، لا من اريحية الكاتب ، اذا هناك فعل واضح للتجديف التي تنتجه حالة النرجسية التي تطرقت اليها ، هناك منهج للتجديف وهناك عمل عكسي لمفهوم الثقافة ، لان المثقف هو مجموعة مشاعر يتأثر بالجو العام ويؤثر فيه ، يجب ان تكون هناك عدالة ، اي هناك اولويات في مجال الاهتمام في خدمة الوضع العام .

 

يتوجب على المثقف ان تكون لديه القدرة والمرونه على المقاتلة بالقلم ، لكونه صاحب قضية عادلة ، وانطلاق قدرته على التأثير ، لانه هو الذي يقود المجتمع الذي ينتفي من عبقه وتطوره نحو الافضل والاحسن .

 

ان الدور الاساس للمثقف ان يؤثر في المجتمع ويتأثر به ، وان تكون له رؤية صافية وواقعية لغرض تعريف وتوعية الناس وايصال افكاره بشكل مباشر وهذا هو واجبه الادبي في تحمل وزر الكتابة ، مع التقدير.

 

 

نشرت في وجهة نظر

كل يوم يسقط المزيد من الشهداء بين القوات المسلحة العراقية، الجيش والشرطة، على أيدي قوى الإرهاب الدموي، وكل يوم يسقط المزيد من الناس الأبرياء على أيدي قوى الإرهاب والمليشيات الطائفية المسلحة، وكل يوم يتم اغتيال الكثير من الناس من مختلف الديانات والمذاهب. بالأمس قُتلت مجموعة من الجنود والشرطة، واليوم قتل 16 من أفراد القوات المسلحة أيضاً، وبالأمس أصدر "اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر" بياناً أعلن فيه عن استشهاد الشاب الصائغ سمير سامي ياسين الخميسي الذي اغتالته قوى الإرهاب الدموي في عقر داره في حي الزيونة ببغداد. وكما يرى الجميع فأن البلاد مفتوحة على مصراعيها أمام قوى الإرهاب تفعل فيه ما تشاء وكما تشاء ومتى تشاء، ووهكذا تشير الإحصاءات الرسمية إلى إن عدد الشهداء تجاوز ما بلغه في أعوام 2006-2008. ليس هناك من إنسان عراقي، امرأة كانت أم رجلاً، بمنأى عن قوى الإرهاب والمليشيات الطائفية المسلحة، سواء أكانت شيعية أم سنية، في ما عدا الفئة الحاكمة المحصنة في حي الخضراء. لا شك في أن الشعب سيعاقب هذه القوى الإرهابية والتكفيرية الشرسة، وكذلك المليشيات الطائفية العدوانية المسلحة، سواء أكانت من عصائب الحق، أم من أتباع هيئة علماء المسلمين السنة أم من غيرهما ممن يتمتعون بحصانات وحمايات وقدرات إضافية تساعدهم على ارتكاب المزيد من الجرائم. ولكني على قناعة وثقة تامتين، إذ أرى المستقبل بوضوح كبير، بأن هذا الشعب المستباح حالياً والموجوع بسياسات طائفية خرقاء ومقيتة تتسبب بمزيد من الموت لأبناء وبنات الشعب وبمزيد من الخراب والدمار بالبلاد، سيحاسب حكام العراق حساباً عسيراً وسنجدهم يقفون في قفص الاتهام على السياسات المناهضة لمصالح الشعب التي مارسوها وعلى الشهداء الذين سقطوا بسبب تلك السياسات وعلى الخراب الاقتصادي والحرمان وعلى غياب التنمية وعلى الموارد المالية الهائلة المتأتية من اقتصاد النفط الخام والتي تذهب هباءً وبعيداً عن مصالح الشعب. لا يحتاج الإنسان أن يكون راسخاً في العلم ليتيقن من هذا الإجراء القادم سيحصل لا محالة، فالشعب يمهل ولا يهمل, وسيحصد الحكام عاقبة افعالهم. الحاكم المستبد بأمره يخرج على الشعب كل أسبوع مرة واحدة، دع عنك تصريحاته ولقاءاته الأخرى المرهقة لأبناء وبنات الشعب، ليعلن للشعب بما قام به ونفذه خلال أسبوع! ومن يتابع هذه اللقاءات الأسبوعي يستغرب من هذه الشخصية المأساوية والهزلية التي توعد ولا تنفذ والخواء الحقيقي في هذه اللقاءات الأسبوعية والفاقة الفكرية التي تتميز بها. فهو يهدد ويتوعد، وإذا القتلى هم من أبناء الشعب في بغداد وفي مناطق أخرى من العراق وعلى أيدي قوى الإرهاب التي يتهددها دوماً أو من المجرمين من أتباع عصائب الحق الذين يرتبطون بألف صلة وصلة بقوى حاكمة متنفذة بالبلاد، وهي ذراع لدولة جارة هي إيران كان ينبغي أن تقطع منذ فترة طويلة. إن العراق بحاجة إلى كتاب ساخرين ليكتبوا بسخريتهم اللاذعة عن الحاكم بأمره، عن الزمن الرديء الذي أوصل هؤلاء الناس إلى دست الحكم، إلى وصولهم في غفلة من الزمن وبسبب الغيبوبة التي ما يزال الشعب يعاني منها حالياً. ليس أمامنا إلا أن نقدم التعازي لذوي الشهداء والذكر الطيب لهم، كما لعائلة الشهيد سمير الخميسي. إن إرادة التغيير تتطلب المشاركة في الانتخابات العامة القادمة ومنح الناس الطيبين الغيورين على مصالح الشعب والوطن أصواتهم لقائمة التحالف المدني الديمقراطي وبرنامجها الذي يفتح الطرق على وضع آخر غير الوضع المأساوي الذي يعيش الشعب تحت وطأته منذ أكثر من عقد من السنين، دع عنك العقود التي سبقت إسقاط الدكتاتورية البعثية الصدامية الغاشمة. 15/2/2014 كاظم حبيب

نشرت في وجهة نظر

العبيد في الكون أنواع، اختلفت في أشكالها، واتفقت في جوهرها المبني على إلغاء الإرادة الإنسانية، وجعلها ملكا لمن استعبدها، سواء بفعل السيف، أم بمحض الإرادة، والأخير أحقر أنواع العبودية حين يعي الإنسان أنه قد تخلى عن شخصيته وكيانه وقراره لصالح طرف آخر، يملي عليه ما يفكر به هو، ويوجه فعله، خيرا أم شرا، كيفما يشاء، وكلما كثر عدد العبيد، كلما كان كبيرا حجم الطغيان؛ إذ لا طغاة على الأرض مالم يكن هناك من يحني القامات، ولغير من يعبد يجيد الركوع، يتفنن بهز الأكتاف والرقص في حضرة السلطان، يجيد رصف الحروف كي يجعل إماماً من الكافر، وشيخا صالحا من الزنديق، وكريماً حاتمياً ممن من لحم ثيرانهم يُطعم المساكين، أحقرالعبيد من يعير آذنه لسيد جائر بها يتنصت على أهله والجيران، مع أنه يردد في المسجد أن الله بسابع جار أوصى، وأن خير الناس من نفع الناس، ولعل شر ما يفعل المرء أن بكامل وعيه يمد المعصمين كي بقيده يطوقه الجلاد.

مشحوت عبد مطيع من عبيد والي بغداد المخلصين، والولاة في كل زمان يتبعهم جوارٍ وعبيد، إما مملوكون بصكوك بيع وشراء، أو طالبو لقمة من فتات السلاطين، ومنهم من يتلذذ ببيع نفسه طوعا طمعا فيما يراه جاهاً وهو سراب، ليس من مهمة ( لمشحوت ) سوى أن يسهر على راحة سيده، في الصحو والمنام، يعد له مائدة الطعام إذ يتفنن في تزيينها بما لذ وطاب، من الثمار والأرطاب، وعليها يرصف الكؤوس وما منه ينتشي الوالي من فاخر الشراب، وهذا يطربه نقر طبل، وهزُّ بطون الصبايا السبايا الراقصات، وإن أغدق بالعطاء وأدى الصدقات، وعلى جبينه الأسمرقد كوى ثلاث كياَّت.

الوالي يغط بنوم عميق بعد ليلة حمراء، خيوط الفجر خجلى تبسمت، يتصبب العرق من كل جسمه مشحوت وهو واقف قرب السرير بانتظار أن يصحو من نومه ويأمره بحاجة، يكاد ريقه يتيبس من شدة العطش، لم يسعفه لسانه في ترطيب بلعومه والشفتين، يقطع الغرفة جيئة وذهابا، بصوت خفيض يردد مع نفسه ( علوواه سيدي يطلب اميَّه، علوواه سيدي يطلب اميَّه ) تحرك سيده وأدار وجهه نحوه، يا ( مشحوت )، اجلب لي شربة ماء، لم يصدق ما سمع مشحوت، أطلق للريح ساقيه وأحضر زير الماء، اشرب يا هذا، لالا سيدي لا يجوز أن يعلو على سيده العبدُ، قلتُ لك اشرب وهذا مني أمر واجب وعليك التنفيذ، لم يصدق ما أخبرت به أذناه، شرب الزير كله من شدة عطشه، رفع بالدعاء كفَّيه للسيد الذي بعد عطش قاتل سقاه،

تعال، أيها العبد الكسول، لقد كاد أن بك يفتك العطش القاتل، والماء عنك بُعد بضع خطوات؛ فما الذي حال بينك وبين ما يبعث فيك الحياة؟ والله ياسيدي، بكل صراحة، كلما أحاول التحرك من مكاني تمنعني ( أم الحبوكر ) و ( أم الحبوكر ) تلك هاجس يحول بيني وما لي رغبة به، وإن كان لي فيه حياة؛ لكنني انتظرت أمرك الذي ما منه مناص، ومن هناك أقضي ما أريد.

استحضرت اليوم تلك القصة الطريفة التي لم أفقه وقتها أن المُحدِّثين بها في مجالسهم، ورغم بساطتهم كانت تورية فطرية؛بل وعياً سياسياً مبكراً لم تسمح بإظهاره طبيعة أنظمة الحكم آنذاك؛ وقد تبادر إلى ذهني أكثرمن سؤال ونحن نعيش حرب الدواعش للدواعش، وحرب الدواعش أجمع لشعب على أمره مغلوب، مسكين، بين مطرقة الإرهاب المتوحش الخالي من أية ذرة من الشرف الإنساني، يسفك الدماء، بيوت الناس يهدم، وبيوت الدين؛ باسم الدين، وبين سندان سلطة فاسدة، ومن يسندها من الأحزاب، وميليشياتها، والنواب، كذلك باسم الدين؛ وملايين العبيد، أخوة ( مشحوت ) عطاشى للحرية يلهثون، يلهثون؛ وخطوة واحدة نحوها لا يستقدمون؛ لأن ( أم الحبوكر ) تمنعهم، وهي لهم واقفة بالمرصاد.

نشرت في وجهة نظر

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014